الدافعية في التعليم
سیكولوجیة الدوافع:
تمثل الدافعیة نقطة اھتمام جمیع الباحثین في میدان التربیة ، حیث ینظر إلیھا على أنھا
المحرك الرئیسي لسلوك الإنسان والحیوان على حد السواء . ویتلخص مفھوم الدافعیة في
مجموع الرغبات والحاجات والمیول والاتجاھات التي توجھ السلوك نحو الھدف المراد
تحقیقھ.
1.6 - تحدید مفھوم الدافعیة:
تعرف الدافعیة بالحالة الداخلیة التي تسھل وتوَجھ و تدعم الاستجابة، كما أنھا تحافظ على
استمراریة السلوك حتى یتحقق الھدف . ویشیر الدافع إلى مجموعة الظروف الداخلیة
والخارجیة التي تحرك الفرد.وذلك لاسترجاع حالة التوازن بإرضاء الحاجات أو الرغبات
النفسیة أو البیولوجیة .
2.6 - مفھوم دافعیة التعلم:
ینظر إلى الدافعیة من الناحیة السلوكیة على أنھا الحالة الداخلیة أو الخارجیة للمتعلم ، التي
تحرك سلوكھ وأداءه وتعمل على استمراره وتوجھھ نھو الھدف أو الغایة.أما من الناحیة
المعرفیة، فھي حالة داخلیة تحرك أفكار ومعارف المتعلم وبناه المعرفیة ووعیھ وانتباھھ،
حیث تلح علیھ على مواصلة واستمرار الأداء للوصول إلى حالة التوازن المعرفي والنفسي.
57
و أما من الناحیة الإنسانیة، فھي حالة استثارة داخلیة تحرك المتعلم للاستغلال أقصى طاقتھ
في أي موقف تعلیمي یھدف إلى إشباع رغباتھ وتحقیق ذاتھ.
3.6 - أنواع الدوافع:
لقد میز علماء النفس نوعین من الدوافع لدى الإنسان وھي:
1 - الدوافع الفسیولوجیة والدوافع النفسیة :
نقصد بالدوافع الفسیولوجیة، ھي دوافع فطریة أولیة ، التي تنشأ من حاجات الجسم
الخاصة بالوظائف العضویة والفسیولوجیة كالحاجة إلى الماء والطعام والجنس. أما الدوافع
النفسیة فھي دوافع ثانویة مثل حب التملك والتفوق والسیطرة والفضول والإنجاز. وتعتبر
الدوافع الأولیة أقل أثر في حیاة الإنسان ویتوقف ذلك على درجة إشباعھا.
2 - الدوافع الداخلیة و الدوافع الخارجیة:
الدافع الداخلي ھو تلك القوة التي توجد في داخل النشاط التي تجذب المتعلم نحوھا ، فتؤدي
إلى الرغبة في العمل مواصلة المجھود لتحقیق الھدف دون وجود تعزیز خارجي . ویؤكد
(برونر) أن التعلم یكون أكثر دیمومة واستمراریة في حالة كون الدوافع داخلیة و غیر
مدعمة بتعزیزات خارجیة .و نلخص العوامل المؤثرة في دافعیة التعلم ضمن البیان رقم 1
وظیفة الدافعیة في
التعلم
الدافعیة أو الرغبة
في القیام بالعمل
قدرة الفرد على القیام
بالعمل
ما تقدمھ البیئة من
تعزیزات (مواد،
أدوات، ومعلومات)
58
وتعتبر الدافعیة من أھم العوامل المثیرة للتعلم ، فھي مصدر للطاقة البشریة والأساس الذي
یعتمد علیھ في تكوین العادات والمیول والممارسات لدى الأفراد. كما أنھا تعد القوى التي
تدفع المتعلم إلى تعدیل سلوكھ وتوجھھ نحو الھدف المطلوب. لقد أثبت الباحثون على وجود
علاقة ایجابیة بین الدافعیة ومستوى التحصیل . وأكدوا أن دافعیة الطلبة تسھم في تكوین
اتجاھات ایجابیة نحو المدرسة. ویذكر (زیدون وآخرون 1993 )أن للدافعیة في التعلم
وظیفة من ثلاثة أبعاد وھي:
1 - تحریر الطاقة الانفعالیة في الفر د وإثارة نشاط معین من السلوك.
2 - الاستجابة لموقف معین وإھمال المواقف الأخرى .
3 - توجیھ النشاط بغرض إشباع الحاجة الناشئة عنده وإزالة حالة التوتر مع تحقیق الھدف.
4.6 - مكونات الدافعیة :
یرى( كوھین، 1969 )أن الدافعیة تتكون من أربعة أبعاد و ھي الإنجاز والطموح والحماسة
والإصرار عل تحقیق الأھداف والمثابرة.
أما( حسین، 1988 ) فقد استخلص ستة عوامل مكونة للدافعیة ، وھي المثابرة و الرغبة
المستمرة في الانجاز والتفاني في العمل والتفوق والظھور والطموح والرغبة في تحقیق
الذات.وفیما یلي عرض جدول ملخص لأھم الاتجاھات المفسرة لدافعیة التعلم.
الجدول رقم 1: یلخص الاتجاھات النفسیة و تفسیرھا للدافعیة
الاتجاھات النفسیة تفسیرھا للدافعیة
ھي حالة تسیطر على سلوك الفرد وتظھر
على شكل استجابات مستمرة ومحاولات
موصولة بھدف الحصول على التعزیز
المنشود.
الاتجاه السلوكي
یعتقد أن السلوك محدد بواسطة التفكیر
والعملیات العقلیة لیس بواسطة التعزیز
والعقاب، و لھذا الاستجابات مبنیة على
التفسیرات المقدمة الأحداث.
الاتجاه المعرفي
یركز على الحریة الشخصیة والقدرة على
الاختیار واتخاذ القرارات والسعي الذاتي
للنمو والتطور.التوجھ نحو إشباع الحاجات
والرغبات وتحقیق الذات.
الاتجاه الإنساني
حسب باندورا، فانھ یعتمد على الأفكار
والتوقعات حول النتاج الممكن للسلوك و
إحساس الفرد بالكفایة لذاتیة و وضع
الأھداف. فتحقیق الھدف یؤدي إلى الشعور
بالرضا الإشباع .وبالتالي تحقیق الذات.
الاتجاه المعرفي الاجتماعي لباندورا
59
5.6 - قیاس الدافعیة : لا یمكن قیاس قوة الدافعیة بشكل مباشر، وإنما بشكل غیر مباشر
ضمن الطرقتین التالیتین :
- قیاس قوة الدافعیة بواسطة الحرمان : تعد كمیة الحرمان طریقة تقدیر لدرجة الدافعیة عند
المتعلم وذلك بقیاس الحرمان بالوقت المنقضي مند آخر إشباع .
- قیاس قوة الدافعیة من خلال السلوك : لا یمكن قیاس كل الدوافع بواسطة الحرمان، لھذا
تستخدم الملاحظة للسلوك كوسیلة للاستدلال عن حالة الدافعیة بالاعتماد على الاشتراط
الإجرائي .
6.6 - علاقة الدافعیة بسلوك الأداء :
لقد أكدت الدراسات وجود ارتباط وثیق بین الدافعیة وأداء السلوك، فازدیاد الأداء یؤدي إلى
ارتفاع قوة الدافعیة . كما أكد قانون ییركس - دود سون على أنھ كلما كانت المھمة صعبة
تطلبت مستوى أدنى من الدافعیة وأقصى حد من الأداء. وترتبط الدافعیة ومستوى الأداء
باستخدام التعزیزات المختلفة.فكلما كان التعزیز قویا وایجابیا أدى ذلك إلى ارتفاع في
مستوى الأداء وقوة الدافعیة.
7.6 - العوامل المؤثرة في قوة دافعیة التعلم : للمحافظة على قوة الدافعیة عند المتعلمین لبدا
من الأخذ بالإرشادات التالیة :
- تحدید الأھداف بشكل واضح و مثیرة للانتباه.
- تعزیز استجابات المتعلم بالحوافز والمكافآت.
- إزالة حالة التوتر والقلق والصراع في حل المشكلات المطروحة، وذلك بتقدیم نماذج من
الاستراتجیات الناجعة والفعالة لحل المشكلات دون تعریض المتعلم للإصابة بالتوتر والقلق
أمام الصعاب.
- تقدیم للمتعلم طرائق بسیطة وناجعة تمكنھ من التعلم بسرعة وبشكل جید و بأقل مجھود.
- تقدیم فرص للمشاركة في تحدید الأھداف و اختیار أنواع النشاط الذي یرغب فیھ المتعلم.
- تعوید الطفل على تحمل المسؤولیة الذاتیة لتحمل نتائج أعمالھ من نجاح أو فشل .
- تعزیز فرص الاستقلالیة والاعتماد على الذات في اختیار الأنشطة وممارستھا.
- إثارة استعداد المتعلم لعملیة التعلم .
- تنظیم طریقة التدریس بكیفیة مثیرة الانتباه والدافعیة.
8 - التطبیقات:
60
یحتوي ھذا الفصل على أھم الاستجوابات والأسئلة التي یمكن أن تتبادر في ذھن الطالب
أثناء مطالعة ھذه الدروس النموذجیة. التي تتمحور حول ما یجب أن یعرفھ كل مربي یسھر
على أداء واجبھ المھني بشكل جید. وتتمثل ھذه المعارف في الجوانب النفسیة والنمائیة التي
یجب مراعاتھا لدى المتعلم أثناء التدریس.حیث أكد في ھدا الصدد جون جاك رسوا ضرورة
معرفة المربي لمرباه.و یؤكد أیضا غوجي كزینات في نفس السیاق "لیس بامتھان الحدادة
یصبح المتعلم حدادا وإنما بتعلیم الحدادة أتمكن من معرفة إذا كان بإمكان المتعلم أن یصبح
حدادا. "(جاستون میالغي 1992 ) .والیك عزیزي الطالب أھم التطبیقات المقترحة لھذا
الفصل.
التطبیق رقم 1
اشرح مفھوم التعلم من خلال النظریات السلوكیة وبین كیفیة تطبیقیھا في المجال التعلیمي
الخاص بتخصصك، مستفیدا من قوانین التعلم المسندة إلیھا؟
التطبیق رقم 2
یمر التعلم بثلاثة مراحل ھامة أذكرھا بالشرح ودعمھا بأمثلة من واقعك التربوي.
التطبیق رقم 3
یقال أن التعلم لا یمكن ملاحظتھ، علل ذلك معتمدا على ملاحظتك وإذا أردت قیاس التعلم
كیف تبادر في ذلك؟
التطبیق رقم 4
اذكر بالشرح أھم العوامل المساعدة على التعلم وبین أھم أنواعھ؟
التطبیق رقم 5
ھل یمكن اعتبار التعلم مجرد "ارتباط بین المثیر والاستجابة". حلل وناقش ھذا القول مدعما
إجابتك بأمثلة وبراھین من واقعك التربوي.
التطبیق رقم 6
مشیرا إلى أوجھ الشبھ والاختلاف. قارن بین نظریة سكینر وثورندایك
التطبیق رقم 7
اشرح مفھوم التوازن في نظریة بیاجي ودعم إجابتك بأمثلة من واقعك التخصصي
.
التطبیق رقم 8
61
اشرح مفھومي الملائمة والاستیعاب وأربط ذلك بوضعیات التعلم مستخدما أمثلة من واقعك
التربوي.
التطبیق رقم 9
ماھي أھم مرحل النمو العقلي التي حددھا بیاجي في دراستھ للطفل، وبین أھم خصائصھا
،وإلي أي مدى یمكن تطبیق ھذه النظریة في المجال التربوي؟
التطبیق رقم 10
یؤكد بیاجي" أن التعلم ھو حالة خاصة من حالات النمو، إذ یتوقف تعلم بعض الخبرات
والأنماط السلوكیة على حدوث تغیرات أو تطور في البنى والعملیات المعرفیة لدى
الفرد"حلل وناقش ھذا القول مدعما إجابتك أمثلة.
التطبیق رقم 11
تعتبر الدافعیة إحدى العوامل الھامة في عملیة التعلم ،اشرح ذلك موضحا الدور الذي تلعبھ
في تحریك التعلم.ثم بین الكیفیة التي یجب تطبیق التعلیم للحفاظ على دافعیة عالیة لدى
المتعلمین.
62
المراجع العربیة
- الزغول،عماد ( 2003 )، نظریات التعلم، عمان دار الشروق للنشر و التوزیع.
- الزغول،رافع النصیر -عماد عبد الرحیم ( 2003 )،علم النفس المعرفي،عمان، دار الشروق
للنشر والتوزیع.
-الروسان، فاروق( 2000 )،تعدیل وبناء السلوك الإنساني، عمان ، دار الفكر للنشر
والتوزیع.
-الخطیب، جمال( 1987 )، تعدیل السلوك: القوانین والإجراءات ط 1، عمان جمعیة عمال
المطابع التعاونیة.
- الشرقاوي ، أنور محمد ( 1983 )،التعلم : نظریات وتطبیقات، القاھرة، مكتبة لأنجلو
المصریة.
- قطامي ،یوسف و قطامي ،نایفة( 1993 )، نماذج التدریس الصفي، عمان، مؤسسة زھران
للطباعة والنشر والتوزیع.
- كراجة، عبد قادر ( 1997 )، سیكولوجیة التعلم ط 1، عمان دار الیازوري العلمیة للنشر
والتوزیع.
، - علیان ،ھشام –ھندي،صالح، تیسیر ( 1987 )،الممحص في علم النفس التربوي ط 3
عمان، جمعیة عمال المطابع التعاونیة.
- نشواتي، عبد المجید( 1985 )،علم النفس التربوي، ط 2،عمان، دار الفرقان للنشر والتوزیع.
- غازدا،جورج وكورسیني،رموندجي( 1993 )،نظریات التعلم، دراسة مقارنة ترجمة علي
حسین حجاج، الكویت، عالم المعرفة.
- أبو جادو،صالح علي( 2005 )، علم النفس التربوي،عمان، دار المسیرة للنشر والتوزیع
والطباعة.
- سید، خیر الله( 1996 )، علم النفس التربوي أسسھ النظریة والتجریبیة، بیروت، دار
النھضة العربیة.
- أرنوف، ویتخ ( 1983 )،سیكولوجیة التعلم، ترجمة عادل عز الدین الأشول
وآخرون،القاھرة، مطابع الأھرام التجاریة.
- جاب، جابر، عبد الحمید( 1982 )، علم النفس التربوي، القاھرة، دار النھضة العربیة.
- حسین، محي الدین( 188 )، دراسات في الدافعیة والدوافع، القاھرة، دار المعارف.
المراجع الأجنبیة
Bandura, A. (1977) Social learning theory. Englewood Cliffs, N.J ;
Prentice Hall.
63
Allaoua, M. (1998). Manuel des methods ET des pedagogies de
l’enseignement. Alger, palais du livre.
Mialaret, G. (1991).pédagogie générale. Paris, P U F.
Mialaret, G. psycho- pédagogie. Que Sais je .Paris, P U F.
Thorndike, E.L. Education, psychology. New York: Colombia
University, Teachers College Press.
Peterson, C. (1991). Introduction to psychology, New York, Harper
Collins Publishers Inc.
Hill, W.F. (1985). Learning: Asurvey of psychological interpretations
(4th Ed).New York. Harper and Row.
Skinner, B.F. (1968) .Educational Psychology: Theory into practice,
Englewood cliff, New Jersey, Prentice Hall.
Lemaire, P. (2006). Abrégé de psychologie cognitive. Bruxelles,
De Boeck Université.
Voizot, B. (1973).Le développement de l’intelligence chez L’Enfant
.Paris, Armand Colin.
Ferster, C.B. &Skinner, B.f. (1957).Schedules of reinforcement. N.Y:
Appleton Centrury-Crofts.
Webograpgi
http://fr.wikipedia.org/wiki/psychopédagogie.
http://perso.wanadoo.fr/ais-jpp/apprdef.html
http://pmev.lagoon.nc/bandura.htm
http://edutechwiki.unige.ch/fr
http://wwwunige.ch/faps/sse/teachers/perenoud/php1999/1999html
http://pnev.lagoon.nc/apsocail.html__
Post a Comment