تعريف الترقية

     تعد الترقيات الإدارية من أهم خصائص نظمالخدمة المدنية التي تؤمن بالمسلكية وتحرص على استقرار واستمرار العاملين الذينيعملون في منظماتها حتى بلوغهم السن القانونية للإحالة على التقاعد أو حتى وفاتهم.وليس عجيباً أن تستمر مدة الخدمة للنسبة الغالبة من الموظفين في هذه الأنظمةلثلاثة أو لأربعة عقود من الزمن. وهذا ما يحصل أيضاً في ظل نظم الخدمة العسكرية.

     أما نظم الخدمة المفتوحة فشأنها شأن أغلبمنظمات القطاع الخاص فلا تعد الترقيات فيها أمراً مألوفاً أو ملزماً كما هو الحالفي نظم الخدمة المغلقة. لأن التعيين فيها يكون لشغل وظيفة معينة وليس للموظف الحقبالمطالبة بترقيته لوظيفة أعلى منها.

     وقد تبدو نظم الخدمة المدنية المغلقة للوهلةالأولى أكثر إغراء للموظفين من نظم الخدمة المفتوحة، لكن ميزة الترقيات هذه لهاثمن باهظ قد يتعذر على البعض دفعه. فالموظف المسلكي يلتزم بقبول أية وظيفة تعهد لهوعدم اعتراضه على مكانها وزمانها. كما يتعذر عليه ترك الوظيفة أو الخروج من الخدمةدون موافقة جهة عمله ووفقاً لضوابطها وقيودها وإلا يفقد كل المزايا المترتبة لهعلى خدمته السابقة.

     كما أن الانتقال لوظيفة أعلى في ظل الخدمةالمفتوحة ليس مستحيلاً ولا متعذراً مع أنها ليست حقاً مكتسباً بالتقادم. فبإمكانالموظف أن يؤهل نفسه للبحث أو للتنافس على فرص للترقي للوظيفة الأعلى داخل منظمتهأو خارجها. وفي الحالتين يتم تعيينه مجدداً فيها في حالة الحصول عليها. وهكذا تصبحالترقيات في نهاية الأمر مفتوحة ومتاحة في النظم المغلقة والمفتوحة وإن اختلفتتعريفاتها وخصائصها وموانعها باختلاف النظم السائدة.

     اشتق مصطلح الترقية من الارتقاء والرقي.وهذه تعني الصعود للأعلى وتحسين الأوضاع والأحوال. وقد أثار هذا المصطلح نقاشاًعند القانونيين وأساتذة الإدارة. فالترقية عند الطماوي هي «أن يشغل الموظف وظيفة درجتهاأعلى من الدرجة الوظيفية التي كان يشغلها قبل الترقية» وعندها تكون الوظيفةالجديدة أعلى في مسئولياتها وصلاحياتها وفي مرتبها. (الطماوي،1971). بينما يعرفها مصطفى أبو زيد بأنها «كل ما من شأنه أن يغير فيالمسؤوليات أو يزيد في الراتب». فالترقية عنده إما أن تكون مادية أو تكون معنويةوليس بالضرورة أن تكون معاً. أما عند فؤاد مهنا فالترقية هي «نقل الموظف لوظيفةذات مستوى أعلى في التنظيم الإداري المعتمد بالدولة أو بالمنظمة» وليس بالضرورة أنيكون راتبها أعلى من راتب الوظيفة السابقة. فقد ينقل (س) مثلاً من وظيفة معاونمدير عام إلى وظيفة مدير عام ولكن راتبه الحالي (نهاية مربوط الوظيفة السابقة)،أعلى من بداية مربوط الوظيفة الجديدة. ورغم اختلافهم في التعريفات فإنهم يتفقونعلى تحسن وضع الموظف سواء من الناحية الوظيفية أو المادية أو المعنوية أو جميعهامعاً (الدماصي،1976،ص40 ـ 62).

     أما أساتذة الإدارة فقد عرفوا الترقية تبعاًلطبيعة النظام إن كان مغلقاً أو مفتوحا. ففي النظام المفتوح تعد الترقية «تعيينالموظف في وظيفة أعلى من الوظيفة الحالية في مسئولياتها وفي مرتبها». وهذا يعني أنالموظف يعاد تعيينه كل مرة تتغير فيها وظيفته لعدم وجود تحول تلقائي بين الوظائفبسبب الأقدمية. والوظائف هنا تكون عادة تصاعدية في المسئوليات وفي المرتبات وليسهناك تداخل بين الحدود الدنيا والعليا. والترقية في النظم المغلقة تعرف بأنهاعملية تغيير وظيفي صاعد يؤهل الموظف المرقى إلى تسلم وظيفة أعلى في مسئولياتها أوفي مرتبها أو في كليهما معاً (Werther &Davis,1996,p.261) 

Post a Comment

Previous Post Next Post