تخطيط القوى العاملة عبر سلسلة ماركوف
        وتستخدمبعض المنظمات والشركات الوطنية والتعليمية ومتعددة الجنسية أساليب إحصائية تمكنهامن التنبؤ بما يمكن أن تكون عليه طاقاتها البشرية عبر السنوات القادمة من حيث الكموالنوع وذلك في ضوء استقراء البيانات المتوفرة لديها عن حركة العاملين إثر عملياتالتعيين والنقل وترك الخدمة والإحالة على التقاعد …إلخ. وتضيف لها البياناتالمتاحة لديها حول ما تتوقعه من تغيرات متوقعة تتعلق بتوسع إنتاجها وخدماتها أوإدخالها لنظم وأساليب وتقنيات يترتب عليها إجراء تغييرات جوهرية لزيادة أو إنقاصعدد موظفيها أو فئات منهم.

        ويطلقعلى الأساليب الإحصائية هذه بالإسقاطات Projection  التي تفترض ثبات عدد من المتغيرات البيئية أو العلم الدقيق بتفاصيلها مع ماتتعرض له من تغيرات حتى يتسنى للمنظمة التوصل إلى تنبؤات تقريبية تساعدها علىاتخاذ ما يلزم بشأنها فلا تفاجأ بها أو تؤدي إلى إحراج موقفها أو تتسبب في أزماتيتعذر معالجة أثارها.

     وتعدسلسلة ماركوف إحدى التقنيات الإحصائية التي شاع تطبيقها في مرحلة السبعينياتوالثمانينيات من القرن العشرين للتنبؤ باحتمالات المستقبل وما تكون عليه أعدادالعاملين من حيث الزيادة والنقصان.

     وفيما يلي أهم الافتراضات التي تقوم عليهاسلسلة ماركوف Markov:

·  توفير بياناتإحصائية دقيقة عن حركة العاملين عبر الخمس سنوات السابقة أو أكثر من ذلك  والتي تعبرعن حقيقة ما حصل فعلاً وليس مجرد خطط أو توقعات.

·  أن هناكاستقراراً وثباتاً في الأوضاع القانونية والمالية ونظم الخدمة التي يخضع لهاالعاملون وأنه ليس هناك أية مفاجآت طارئة بهذا الشأن.

·  أن تكونالمعلومات المتاحة شاملة لعدد من الوظائف والمهن التي تدرج على السلم الهرميللمنظمة والتي يتم بها الترقيات الأفقية والعمودية.

أما الإجراءات العمليةلاحتساب السلسلة فتتمثل في احتساب احتمالات البقاء في كل وظيفة خلال السنواتالقادمة (سنتين مثلاً) بأن يضرب احتمال البقاء خلال السنة الأولى باحتمال البقاءفي السنة الثانية، لاستخراج احتمال البقاء في نهاية المسار الوظيفي. ثم تحتسباحتمالات الانتقال إلى وظيفة أخرى لكل وظيفة منهما وللسنتين أنفسهما. ومن هذهالاحتمالات يستخرج الاحتمال المشترك من الاحتمالات البسيطة والفرعية.

وجدير بالذكر أنتطبيقات سلسلة ماركوف تعد أكثر ملاءمة للقطاع الخاص منها للخدمة المدنية. وعلىنطاق الخدمة المدنية تعد أكثر ملاءمة للنظم المغلقة منها للنظم المفتوحة. كما أنهاتصلح للمنظمات الصغيرة أكثر منها للمنظمات الكبيرة. وبقدر تعلق الأمر بنظم الخدمةالمدنية في دول العالم الثالث فإن تطبيقها يكاد يكون محدوداً جداً في الحياةالعملية.      

ومع ذلك فإن تدريسهاوالتعريف بها يظل مفيداً لمجرد تعريف الدارسين بما يطبق في مجالات تخطيط القوىالعاملة من  تقنيات ونظريات (حنفي،1997،ص149).

Post a Comment

Previous Post Next Post