سرقات لفظية

يقصد بالسرقات اللفظية أخذ بيت أو أكثر أو ما دونه بلفظه ودون تغيير وصرفه للنفس، على أن الآخذ هو القائل، وليس عن طريق التضمين، والذي هو إدراج بيت من الشعر أو ما دونه أو أكثر منه في الشعر على أنه هو قائله، لكن من الشعر المشهور، والذي لا يمكن إدعاؤه للنفس وإن لم يكن مشهورا وجب التنبيه عليه كما قال العلماء المتقدمون، والسرقات اللفظية من هذا الشكل الأول وليس الثاني، سماه العلماء بعدة أسماء، فسماه الحاتمي اصطرافا واجتلابا، وسماه ابن الأثير نسخا، ووضعه القزويني في السرقات أو الأخذ الظاهر إن لم يغير فيه، وابن رشيق سماه الغصب إن أخذ تحت التهديد بالقوة من صاحبه وتهديده بهجائه مثلا، ويسميه محمد مفتاح بالتطابق، وهذه بعض الشواهد لهذا النوع من السرقات وتفصيل بيانه: 5
سمى ابن الأثير السرقات اللفظية بالنسخ وجعله على ضربين وقال فيه :" فإنه لا يكون إلاّ في أخذ المعنى، واللفظ جميعا، أو في أخذ المعنى، وأكثر اللفظ لأنّه مأخوذ من نسخ الكتاب، وعلى ذلك فإنّه ضربان :
الضّرب الأوّل : ويسمّى وقوع الحافر على الحافر
كقول الفرزدق:

أتعدل أحسابا لئاما حماتها بأحسابنا إني إلى الله راجع

وكقول جرير :

أتعدل أحسابا لكراما حماتها بأحسابكم إني إلى الله راجع"

وقوع الحافر على الحافر هو من باب المواردة، وهذا المثال الذي ضربه ابن الاثير ضربه

ابن رشيق في باب المواردة، وهو ما سنذكره في حينه.

الضّرب الثّاني :" من النّسخ، وهو أن يؤخذ فيه المعنى، وأكثر اللفظ كقول بعض المتقدّ مين يمدح معبدا صاحب الغناء:

أجاد طويس والشّريحي بعده وما قصبات السّبق إلاّ لمعبد

ثمّ قال أبو تمّام:
محاسن أصناف المغنين جمّة وما قصبات السّبق إلاّ لمعبد" (1) المثل السائر


وسمى ابن الرشيق هذا النوع من السرقات بالاصطراف وجعله على نوعين :

اجتلاب وانتحال




Post a Comment

Previous Post Next Post