الشرك من نواقض التوحيد
الشرك لغة: اسم للشيء الذي يكون بين أكثر من واحد، تقول قد أشرك الرجلان وتشاركا، وشارك أحدهما الآخر.
أما المقصود بالشرك في الشرع  فهو مساواة غير الله بالله فيما هو حق الله.
 فقولهم: أشرك الرجل بالله، أي: جعل مع الله شريكاً، سواء كان في الربوبية أو الإلوهية، إلا أنه يكثر في طلاقه على الشرك في الإلوهية.
 فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله تعالى، أو قصد غير الله بشيء من أنواع العبادة فقد اتخذ هذا الغير رباً وإلهاً من دون الله تعالى، وأشرك مع الله غيره الشرك الأكبر الذي نهى الله عنه وأنكره على المشركين، وأخبر أنه لا يغفره، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 116]، وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].
  ولا ريب أن الشرك أعظم ذنب عصي الله به وأكبر شيء نهى الله عنه، قال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} [النساء: 36]، وهو أول المحرمات، كما يدل عليه قول الله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام:151].
ومن الشرك قصد غير الله تعالى -نبيا كان أو وليا أو غير ذلك من المخلوقين-  بالدعاء والاستغاثة وطلب ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى كما يفعل بعض المتمسحين بالقبور بدعوى أنهم إنما يتوسلون بأصحاب تلك القبور إلى الله تعالى وأن ما يفعلونه من التوسل المشروع .
والجواب عن ذلك يتطلب توضيح معنى التوسل والفرق بين التوسل المشروع وغير المشروع .

Post a Comment

Previous Post Next Post