ومن نواقض التوحيد: الاستهزاء
بشيء من دين الرسول -صلى الله عليه وسلم-
وبيان ذلك
أن الاستهزاء بالشيء ينجم عادة عن بغضه،
ومعاداته، واستصغاره، وعدم الإيمان به، وذلك لا يكون من مسلم دخل الإيمان قلبه ولامست
بشاشته شغاف قلبه. وإلا فكيف نعد امرءاً مسلماً، وهو يستهزئ بالله تعالى، أو يستهزئ
برسوله -صلى الله عليه وسلم- أو يسخر من شيء من دين الله تعالى، وكيف نتصور منه الإتيان
بالعبادات والأوامر الشرعية.
وهذه الصفة الاستهزائية هي صفة نفاقية كان يتمتع
بها المنافقون قال تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا
خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ
* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا
مُهْتَدِينَ} [البقرة:14-16] فكانوا بذلك الاستهزاء، وتلك السخرية من دين الرسول -صلى
الله عليه وسلم-أشد كفراً من المشركين وفي الدرك الأسفل من النار، -والعياذ بالله تعالى-
والآن إلى عناصر المحاضرة:
Post a Comment