العلاج
النفسي الفردي و الجماعي
ومن
الأمثلة الفردية التي تعالجها الصلاة، هي حالات القلق والمخاوف النفسية بما فيه من
هلع وفزع وهي ما يطلق عليها panic states والصلاة تعالج هذه المواقف،
وتتعداها إلى كل معالم العلة النفسية، وما قد يتآلف على ذلك من آفات النفس، وهذا
كله يجتمع في قول الحق سبحانه من سورة المعارج.
(إِنَّ
الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً {20} وَإِذَا
مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً {21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى
صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ)(المعارج: 19-23)
ومن
المواقف التي تعالجها الصلاة، علاجاً فردياً مواقف التردد النفسي في اختيار الحل compromise فإذا تردد الصراع في النفس ولم
يجد حلاً كانت صلاة الاستخارة هي الحل ، وإذا كان الصراع نتيجة الكبت في أي صورة
من صور الإحباط Frustration فإن صلاة الحاجة تعالج الموقف،
أما إذا كان الموقف للدعاء والرجاء والاستعانة بالله سبحانه، فهذا يتحقق بالصلاة
كما في صلاة السفر، فإذا كان الموقف شكراً له واعترافاً بفضله وعجز اللسان عن
الوفاء فإن سجود الشكر يحقق الغاية.
أما
المواقف الجماعية التي تعالجها الصلاة، فأمثلتها كثيرة ومنها صلاة الخوف في
الحروب، وكذلك صلاة الكسوف والخسوف، وصلاة الاستسقاء، كل هذه الصلوات تعالج القلق
المكاني والزماني وهو ما يطلق عليه Situational anxiety.
ومن
أهم المواقف الجماعية التي تعالجها الصلاة، موقف الموت، وهو من أصعب المواقف التي
تهتز لها مواجيد البشر، وتعصف باطمئنان نفوسهم، ولكن الصلاة تعالج هذا الموقف
الصعب، بمنهج غاية في البساطة إنه منهج الإزاحة
Displacement، فتصرف اهتمام الناس وينتقل
الموقف من العويل والبكاء إلى الصلاة والدعاء، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم
إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كن مسيئاً فتجاوز عنه، اللهم اغفر لنا وله
وألحقنا به على الإيمان، ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
Post a Comment