الثقافة السياسية :
مقدمة : 
نعني بالثقافة السياسية مجموعة الأفكار والمشاعر والاتجاهات التي يؤمن بها الفرد وتحرك سلوكه تجاه النظام السياسي ، وبطبيعة الحال لم يعمد رجال السياسة إلى استخدامه – أعني مصطلح الثقافة - لذاته ، وإنما ليضفوا نوعا ً من الشرعية على تصريحاتهم . وقد تشكل هذا المفهوم في ظل حصول الدول المستعمَرة على استقلالها . ولا شك أن لدراسة الثقافة السياسية أهمية قصوى ، إذ تشكل صمام الأمان  للمجتمع من أي هزات وفتن تتمخض عنها محاولات التغيير سلبا ً أو إيجابا ً في منظومة الحكم ، كما أن التربية السياسية المتسمة بالأصالة والرصانة هي الطريق الوحيد لتحليل كل ما يمر بالبلاد من أحداث ومواقف تحليلا ً ناضجا ً يجري في أطره المتزنة المرسومة له .

مناقشة : 
س1/ما الأسباب التي أدت على نجاح هذا المفهوم ؟. 
ج1/ السبب في إنجاح هذا المفهوم هو توجهه المقارن، فقد قام باحثان أميركيان هما غابرييل ألموند وسيدني فيربا بإخضاع خمسة بلدان (الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، المكسيك) إلى المقارنة انطلاقاً من تحليل أشكال متنوعة من السلوكات السياسية، وتوصلا إلى وضع تصنيف للثقافات والبنى السياسية المتكيفة مع تلك الثقافات من الناحية الوظيفية على النحو التالي :
1.   ترتبط بالثقافة "الرعوية paroissiale "التي تهتم بالمصالح المحلية بنية سياسية تقليدية لا مركزية .
2.   ترتبط بثقافة "الخضوع" التي تنمي السلبية لدى الأفراد ثقافة تسلطية.
3.    ترتبط ثقافة "المشاركة" ببنية سياسية ديمقراطية.
والثقافة السياسية المحسوسة هي ثقافة خليطة حيث يمكن لنماذج الثقافة الثلاثة أن تتعايش .
س2/ ما علاقة هذه "الثقافة السياسية" التي ندرسها الآن بالثقافة العامة للمجتمع ؟ .
ج2/ الثقافة السياسية بهذا المعنى هى جزء من الثقافة العامة للمجتمع وهى بذلك تؤثر فى الثقافة العامة وتتأثر بها فالثقافة السياسية تجد مصادرها فى الميراث التاريخى للمجتمع وفى الأوضاع السياسية والاقتصادية والأيدولوجية السائدة فى المجتمع كذلك فإن الثقافة السياسية تؤثر في الثقافة العامة للمجتمع عن طريق قيامها بمساندة استمرار أوضاع أو السعي إلى تغييرها .
س3/وفي ضوء المصادر السابقة لـ"الثقافة السياسية" ، هل بات من الممكن الآن الجزم بعدم الثبات المطلق لهذه الثقافة ؟.
ج3/ لا تعرف الثقافة السياسية لأى مجتمع ثباتا ًمطلقا ً، ولكنها تتعرض للتغيير ويحدث هذا التغيير استجابة للتحولات التي تطرأ على المجتمع سواء تحولات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وسعي الثقافة السياسية للتكيف مع تلك الأوضاع الجديدة.
س4/ كيف يمكن النظر إلى الوحدة والتعددية في الثقافة السياسية ؟.
ج4/ إن وحدة الثقافة السياسية للجماعة لا تتعارض مع وجود خصوصيات ثقافية سياسية ، أو ما يعرف بالثقافات الثانوية الموجودة في كنف المجتمع الواحد والتي قد ترتبط بمكان الإقامة (ثقافة أهل المدن وثقافة أهل الريف ) أو الاختلافات الجبلية (ثقافة الكبار وثقافة الشباب) أو شرائح المجتمع ( ثقافة الجماهير وثقافة الصفوة ) أو الأحزاب السياسية (ثقافة اليمين وثقافة اليسار ) .
س5/ ماذا نعني بعملية التأهيل السياسي ؟.
ج5/ تعنى كل ما يساعد الفرد فى المجتمع على تشكيل شخصيتة وتعلمه السلوك والانتماء السياسى ، و يتخذ مظهر التوفيق بين طموحات الفرد وبين مختلف الجماعات التي يقيم معها علاقاته.وهذا التأهيل ليس مكتسباً أبدا ً بشكل نهائي، لكنه ينتج بشكل تدريجي وغالباً بشكل غير مقصود.وككل عملية تأهيل اجتماعي فإنه يساهم مباشرة في تكوين هوية الفرد. وبطبيعة الحال لا يمكن الخلط بينه وبين التلقين العائلي باعتبار تعدد المؤسسات التي تقوم بعملية التأهيل السياسي من مثل : الأسرة ، المدرسة ، النظراء ، الإعلام و المؤسسات التربوية كالمساجد والمراكز الإسلامية .

Post a Comment

Previous Post Next Post