عهد الفوضى للدولة العثمانية
عقب وفاة السلطان بايزيد الأول، وانسحاب تيمورلنك بقواته من الأناضول نشب الخلاف بين أبناء بايزيد وتطور إلى حرب أهلية، وسميت تلك الفترة في التاريخ التركي "عهد الفترة" أي الانقطاع. واستمرت هذه الحرب مدة عشر سنوات (806-816هـ/ 1403-1413م)، ولم تنته إلاّ بعد أن وحد الأمير محمد جلبي بن بايزيد أطراف الدولة، واستتب له الحكم، وحمل لقب السلطان محمد الأول.
وأسدى السلطان محمد الأول، إلى الدولة خدمة جليلة؛ إذ أزال آثار معركة أنقرة، وعمل على تنظيم الدولة، فمهّد الطريق أمام خلفائه، ليتابعوا سياسة التوسع الإقليمي من جديد، سواء في أوروبا أو في غيرها. كما شنّ الغارات المتوالية على بلاد أردل والمجر، وقاد جيوشه فتمكن من الاستيلاء على يركوي، ودوبروجه. وقد أدت تلك الغارات إلى دخول الإقطاعيين، في بلاد البوسنة، تحت الحكم العثماني (823-826هـ/1420-1423م). ثم رجع السلطان محمد الأول إلى الأناضول. وراح يوجه غاراته فيما بعد نحو الشرق؛ بسبب التهديدات التي تتعرض لها الأراضي العثمانية، من جانب الصفويين. فاستطاع الاستيلاء على الأراضي التي تحكمها أسرة جاندار أغلو، وهي أرضروم وأرزنجان، وشَبِن قاراحصار، بعد أن قضى على إمارتهم.
انتقلت الدولة العثمانية إلى مرحلة جديدة، بعد فترة حكم السلطان محمد الأول، الذي لم يَدُمْ طويلاً؛ حيث قام ابنه السلطان مراد الثاني بأعمال، اتسمت بالحفاظ على توحيد أراضي الدولة، والقضاء على العقبات، التي تثيرها الإمارات التركية في الأناضول، ومن ثم تصفيتها لصالح الدولة العثمانية. والعمل على إيجاد توازن بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية في الأناضول.

Post a Comment

أحدث أقدم