المفاهيم الموضوعية والذاتية للهوية الثقافية +المفهوم العلائقي والظرفي
/ تتنازع الهوية الثقافية عدة تصورات ، منها الموضوعي ، الذاتي و العلائقي ، فما المراد بكل منها ؟ 
نقد كل من التصورات السابقة :
1.   المفهوم الموضوعي : النظر إلى الهوية على هذا النحو يعني عدها بمثابة ظاهرة سكونية جامدة تحيل إلى جماعة محددة بشكل ثابت وهي نفسها غير قابلة للتغيير .
2.   المفهوم الذاتي : تؤدي إلى اختزال الهوية إلى مجرد مسألة اختيار بحيث يكون أيا ً منا حرا في تماهياته . وإذا كان لهذا التصور من ميزة فهي توضيحه للطابع المتغير للهوية .
3.   المفهوم العلائقي (بارث 1969) :  ويعد النظرة الصحيحة للهوية ، باعتباره وحده القادر على تفسير السبب في ترسخ هوية معينة في فترة معينة وكبتها في فترة أخرى ، كما أنه يشير على أن الهوية تتشكل ويعاد تشكيلها باستمرار من خلال التبادلات الاجتماعية ، أي أنه يشير إلى أن الهوية مفهوم ديناميكي [1]وذلك على عكس التصور الموضوعي .
س7 / ما ذا يعني مفهوم " الهوية  السلبية " وكيف تتشكل ؟
ج / وفقا للحالة العلائقية ، لا سيما حالة القوة والهيمنة – الضعف والخضوع ، فقد تمارس الهوية ذات الشرعية الأكبر نوعا من الهيمنة والسيطرة على الهوية الخاضعة مما يؤدي إلى ظهور ما يسمى بـ " الهوية السلبية " ، كما يتضح في  الآثار التي تعاني منها الأقليات حيث نلاحظ بعض الظواهر النفسية السلبية من مثل : احتقار الذات والخجل من إظهار الهوية مما يدعو إلى محاولة إلغاء العلامات الخارجية للاختلاف السلبي .
س8 / كيف يمكن القول بأن الهوية تشكل " رهان صراعات طبقية " ؟
ج / لا شك بأن المجموعات لا تملك كلها قوة التماثل نفسها لأن قوة التماثل هذه ترتبط بالوضعية التي تحتلها في منظومة العلاقات التي تربط المجموعات فيما بينها ، ولا تملك المجموعات كلها السلطة لتسمي نفسها وتسمي غيرها فمن يملك السلطة الشرعية،  أي السلطة التي تمنحها القوة هو القادر على فرض تعريفه لنفسه ولغيره والسلطة الشرعية تملك القوة الرمزية  لجعل الآخرين يعترفون بمقولاتها المتعلقة بتصور الواقع الاجتماعي وبمبادئها حول تقسيم العالم الاجتماعي على أنها مبررة، ومن هنا قدرتها على تشكيل الجماعات وتفكيكها.
وهذا ما مارسته الجماعة المهيمنة في الولايات المتحدة الأميركية المسماة  wasp (البيض الأنجلوساكسون البروتستانتيون) حينما قامت  بتصنيف الأميركيين الآخرين في فئة "المجموعات العرقية" أو في فئة "المجموعات السلالية".إلى فئة أولى وفئة ثانية واحتفظت لنفسها بمكانة فوق المصنّفين كلهم.إذن فالمجمعات الخاضعة تصنّف انطلاقاً من خصائص ثقافية خارجية تعد ملازمة لهم وشبه ثابتة.وهذا ما يشكل ذريعة لتهميشهم أي لجعلهم أقليّة وبالتالي تمنعهم من المشاركة في قيادة المجتمع ، وقد يتطور الأمر ليتحول إلى سياسة فصل عرقي للجماعات الأقلية  المحكوم عليها،  نوعاً ما،  بأن تراوح في مكانها وهو المكان الذي وضعت فيه وفقاً لتصنيفها.


[1] حركي .

Post a Comment

Previous Post Next Post