انطلقت الحركة الكشفية كتنظيم عالمي في عام 1907م، ولم يكن تأسيسها
وليد الصدفة بل لاحتياج مجتمعي وضرورة بيئية في موقف واجه مؤسسها الضابط البريطاني
(( روبرت ستيفتس سميث بادن باول)) ( 1857م – 1941م ).
ومنذ انطلاقها وهي في تقدم مستمر، وقد انطلقت من المحلية إلى
العالمية في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك لسمو أهدافها ومبادئها التي تنادي
بالتمسك بالدين والمثل العليا والقيم والأخلاق الفضيلة، ولقدرتها على التطور
المستمر بما يساعد على جعل أنشطتها وبرامجها تتمشى دائما مع احتياجات المنتمين إليها،
وظروف المجتمع وواقع الحياة وتقدم العصر.
والحركة الكشفية لم تتأثر بالمتغيرات التي حدثت هنا وهناك ((
سياسية – اقتصادية – اجتماعية – ثقافية)) بفضل المبادئ والطريقة الكشفية اللتين
تعدان ركيزة لها كما تعدان من أهم المتطلبات التربوية للنشء والشباب في الماضي
والحاضر والمستقبل.
والحركة الكشفية موجودة في أكثر من 200 دولة في العالم، وقد أسهمت
الحركة الكشفية منذ تأسيسها في ترسيخ القيم القومية والوطنية في نفوس أعضائها من
الفتية والفتيات، وتحفيزهم على المنافسة الإيجابية من خلال الأنشطة والرحلات
والمعسكرات والتجمعات والاجتماعات والتدريب المتدرج والمستمر على حب الاستطلاع
والمعرفة واكتشاف المجهول والمغامرة.
ولما كان المؤتمر الدولي الثاني بعنوان "الرياضة في مواجهة
الجريمة" فقد رأينا أن تكون مشاركتنا بهذا البحث عن دور الحركة الكشفية في
حماية الناشئة، وذلك لبيان أثر الحركة الكشفية في الوقاية من الانحراف وتجنب وقوع
الفتية في الجريمة على اعتبار أن الحركة الكشفية هدفها تربية النشء ليكونوا
مواطنين صالحين أقوياء الأجسام طاهري الأفكار سليمي العقول، وهي مقومات المواطن
الصالح من خلال منهاج وطريقة تمارس، ولذا فإن الكشفية ليست أفكاراً تطرح أو تعلم،
ولكنها إلى جانب ذلك تقوم على أساليب وممارسات تطبق عمليا بهدف أن يكون العضو في
الحركة الكشفية قد اكتسب ومارس الآتي:
·
الجانب الروحي: ليكون نقي الفكر
والروح.
·
الجانب الوطني: لتكريس الانتماء القومي
والوطني.
·
الجانب الاجتماعي: كيفية التعامل مع الآخرين.
·
الجانب الرياضي: للمحافظة على جسمه
سليما قويا.
·
الجانب الصحي: لوقاية جسمه من الإصابات
والأمراض.
·
الجانب البيئي: لخدمة البيئة التي يعيش
فيها.
·
الجانب العلمي: الذي يساعده على روح
الابتكار والإبداع والتفوق.
·
الجانب الترويحي: للترفيه عن النفس بما
يتناسب مع المرحلة السنية والهوايات التي يرغبها.
·
الجانب المهاري: وفق استعداداته وميوله
وقدراته ورغباته.
·
الجانب الشخصي: ذاتية الفرد باعتماده
على نفسه وتعاونه مع الآخرين.
ولا شك أن ممارسة الفتى للبرامج والأنشطة التي تحقق هذه الأهداف
يعد إنجازاً في بناء الفرد الذي نأمل وهم شباب اليوم أن يكونوا قادة المستقبل.
الحركة الكشفية: مجموع الممارسات التربوية
التطوعية غير السياسية والموجهة للفتية والشباب ( ذكوراً وإناثاً) مفتوحة للجميع
دون تمييز في الأصل أو الجنس أو العقيدة، وفقا للهدف والمبادئ والطريقة التي عبر
عنها مؤسس الحركة([1])
.
(المادة رقم 1 من دستور المنظمة
العالمية للكشافة):
" نظام تهذيبي يراد به تكوين
الشخصية المثراة بروح التعاون والنجدة والاعتماد على النفس وتحمل المسئولية، ويعتمد
على الرحلات والحياة في الخلاء([2]).
" إن الحركة الكشفية – لعبة
تربوية – لكنها تختلف عن باقي الألعاب في أنها عالمية، اختيارية، اجتماعية"
.
ويجمع العاملون في الحقل الكشفي
والقادة المؤسسون بأن الحركة أنشئت لخدمة الفتية والشباب وتنمية قدراتهم العقلية
والجسمية والروحية، حتى يؤثروا التأثير النافع في بناء المجتمع الذي يعيشون فيه([3]).
حماية النشء:
وقاية الفتية (ذكوراً / إناثاً) من رفاق السوء والانحراف
واستثمار أوقاتهم في النافع المفيد.
وبصفة أخرى الحيلولة دون هدر وقت وجهد أفراد المجتمع في مالا
ينفع وما يمكن أن يجلب لهم وبيئتهم ووطنهم الضرر والخسارة.
إن الهدف من تربية الفرد تربية كشفية هو الانصراف عن المشاغل
الذاتية إلى الخدمة العامة، ولذلك فهي تهيئ الفرد لاكتساب الخبرة العملية في
أعماله اليومية ومبادئه العامة([4]).
Post a Comment