ليبيا

   تحفل الليالي المباركة في شهر الصوم بليبيا، بطول سهر الناس حتى الهزيع الأخير من الليل، وذلك لوجود النوبادجي – المسحراتي- الذي يحمل النوبة على كتفه وهي عبارة عن طبلة كبيرة ينقرها بوساطة عصاتين تكون الأولى مقوّسة الشكل وتستعمل في الدُّمْ، وبينما تكون العصا الثانية أرفع من الأولى وتستعمل للتيك، في أوزان آلات النقر.
   ويرافق النوبادجي في أثناء تجواله عبر أزقة وشوارع الحيّ في القرى والمدن الليبية، رفيق يحمل الفنار- الفانوس- الذي يضيء طريقهما الذي يسلكانه في عتمة الظلام، حيث يشتركان في إيقاظ النائمين لوقت السحور، وذلك حين كانا يرددان على أوزان هذه النوبة أغنية تؤكد بأنّه قد حلّ عليهم فلا ينزعجون منه. ويأتي دور سهر الليل" أو الطبيبيلة، ويعرف في أغلب الأقطار العربية باسم المسحراتي، ويسير هذا الرجل في الطرقات حاملاً بين يديه طبلته الصغيرة التي ينقرها بوساطة عصاً صغيرة مردداً هذه الكلمات:
يا سهر الليل
نوضواتسحروا يا صائمين
توكلوا على الله يا صائمين
  ويسقبل الأولاد في ليبيا عيد الفطر بالغناء والرقص، ويتجلّى ذلك في الأغنيات التي يرددونها بمناسبة فرحة العيد قائلين: 
   اليوم موسم .. وغدوه العيد
   وافرح يا أبو ثوب جديــد 
   اليوم موسم .. وغدوه العيد 
   وافرح يا قفطان جديـــد 
    وإذا ارتدى الواحد منهم ثوباً جديداً قبل صلاة عيد الفطر، فان البقية تحذو حذوه لاستقبال العيد في وقت واحد. ويقضي الأطفال عيد الفطر في الأماكن الترفيهية التي يركبون فيها اللويدة ، وهي مجموعة من المقاعد الخشبية المتحركة التي تدار يدوياً حول قاعدة رئيسة من اليمين إلى اليسار بوساطة عدد من الرجال.   
    أما الشقليبة التي تغري الأطفال في العيد فهي مقاعد خشبية تتحرك من الأعلى إلى الأسفل وتدار باليد أيضاً، وتبدأ إدارة الشقليبة مع الأغاني التي يرددها الصغار بقولهم: 
يالويدة  .. ليودي بينا 
حنة وزغاريت علينا
يالويدة .. ليودي بينا 
حنة وحدايد في أيدينا 
يالويدة .. لويدي بينا 
حنة ودبالج في أيدينا 
على بينا يا وفيــر 
شقليبتنا خير وخيـر 


تونــس
        يقام في مدينة تونس العاصمة خلال شهر رمضان مهرجان المدينة الذي يقدم فيه المنشدون المحليون والعرب ألواناً من الغناء والتواشيح والمعزوفات التي يقبل عليها الجمهور من كل مكان. ويتزاور التونسيون فيما بينهم، ويدعو أحدهم الآخر لتناول طعام الفطور في بيته، ويبدأ فطورهم بتناول التمر مع خلطة الزبدة أو اللوز، واحتساء الشوربة، ثم يقدمون على مائدة فطورها الرمضاني أكلات خاصة مثل: الحلالم الجارية، والحوت المحشي والمعقودة، والبريك، والكُسْكُسي، والنواصر،  والمرقاز المشوي، وتناول الحلويات، والشاي الأخضر.
   إنّ الفريس والبازين بالمرقة، والمسفوف بالزبيب، والياغرتة، وشرب الحليب هو طعام السحور عند التوانسة طيلة أيام الصيام، ولا ننسى الطابع الاحتفالي الخاص الذي يحييه أهل تونس لليلة القدر المباركة، إذ بعد إحيائها غالباً ما يقوم الشباب باستغلالها لاعلان الخطوبة، ويكثرون فيها التزاور وتقديم الهدايا للأهل والأصدقاء.
   أمّا الأولاد فيسمح لهم أهلهم بالطواف في ليالي الشهر الكريم للتجول في الأزقة، ويقدمون أناشيد وأغانيّ خاصة بهم. ويذكر بأنّ العادة قد جرت في تونس لتقديم الألعاب التي تُعرف بكركوز- القرقوز- في جميع ليالي رمضان، حيث يحكي من وراء القماش الأبيض بعض القصص التي تربي الأولاد على الأخلاق والفضائل الحميدة. 
    وبعد أن يعلن حلول عيد الفطر في تونس، يسهر الناس حتى الصباح، بينما تقام الاحتفالات الرسمية في مسجد عقبة بن نافع في مدينة القيروان، والذي تقدم فيها المحاضرات الدينية والأغاني الدينية"، وقسم يعمل الاحتفالات في الليلة التالية.
     إنّ من العادة في تونس إطلاق المدافع صباحاً وعشاءً من الحصون في مدّة أيام العيدين الفطر والأضحى، وأداء صلاة العيد في أوّل يوم منه، ويتصدّق الصائمون للمحتاجين بإخراج زكاة الفطر عن كل واحد من العائلة.
    وكان يقام معرض الأطفال المسمى بالقصبة في عيدي الفطر والأضحى لمدة أربعة أيام حيث يذهب الأطفال إلى القصبة ويلعبون في أراجيح مُقامة هناك ويركبون في أدواح، وعلى ظهور خيل من اللوح تدور في الفضاء كأنّها حلبة السباق ليتعلم هؤلاء الأطفال ركوب الخيل.
    كذلك تنشغل النساء التونسيات بعمل البقلاوة التونسية المعروفة والملَبَّس داخل البيوت، لتقدم للضيوف أيام العيد، مع الأكلة التي يتناولها الضيوف المهنئون وهي البازين العصيدة وتتكون من السكر والنشأ وتخلط مع القديد اللحم المجفف. 
   ويعدُّ عقد القِران وإعلان الخطبة في عيد الفطر من العادات المحببة في تونس تيمناً وتبركاً بأيامه الكريمة. وغالباً ما يقوم  المسحراتي في صبيحة أيام العيد الذي عمل طيلة شهر رمضان بإيقاظ الصائمين في هزيع الليل الأخير، وهو يدور على البيوت ليتسلم من أصحاب المنازل هداياهم المجزية. 


الجزائــر

   يستعد الجزائريون لشهر رمضان بشراء المأكولات والمواد الغذائية الرئيسة قبل بدء الصيام بعدّة أشهر لأن السعار تكون عادة أرخص، ولأنّها تشهد ارتفاعاً كبيراً مع قرب حلول رمضان.
   وتبرز مظاهر الاحتفال لاستقبال شهر رمضان في الجمهورية الجزائرية من خلال مظاهره الواضحة في استقباله، وتقيم الدولة موائد خيرية لإفطار عابري السبيل والفقراء وموائد الرحمن، وتخصص المطاعم أماكن للإفطار المجاني للناس، وتُعقد في أيام الشهر  الدروس الدينية للأطفال والشباب، وتقام صلاة التراويح كل يوم، ويعتكفون في العشر الأواخر من رمضان. وتتنوع المائدة الرمضانية عند الجزائريين حيث يتناولون الشوربة، خاصة شوربة الحريرة التي تجدها على كل مائدة جزائرية، والأرز أو المعكرونة واللحم الحلو، والبوريك، وسلطة الكبدة وتسمى الهريسة، وهناك طبق العجيجات، أو المعقودة، وطبق السفيرية. 
      أما في السحور فتكون الوجبة الرئيسة هي الكُسك والغول ومنتجات الألبان بأنواعها. ويتناول الصائمون الحلويات ومنها القطائف وتُسمى الكنافة، وحلوى قالب اللوز، والجريويش، والقصمة. وتصنع النسوة ثلاثة أنواع من الخبز طوال أيام رمضان ومنها خبز الدار والمطلوع والفطير.
    ويقوم الأطفال بالصياح حينما يسمعون صوت المؤذن وقت المغرب قائلين:أذن كأس لبن. وأذن يعني لقد أذن المؤذن فهاتِ كأس اللبن لنشربه. وإذا لم يسمع الناس الأذان فإنّ صياح الأطفال يُعرفهم بأنَّ موعد الفطور قد حان… ويفرح الأطفال بشهر الصيام لأنّه موسم يتبارى فيه الآباء مع أبنائهم لتعويدهم على صيام الشهر المبارك. ومن التقاليد المعروفة في الجزائر الاحتفال بيوم النفقة أو صيام الأطفال ليتم تعويدهم على الصيام للمرة الأولى. ويحرص الجزائريون في الشهر الفضيل خاصة بعد إحياء ليلة القدر المباركة على إعلان الخِطْبَة، وختان أولادهم تيمناً بتاج الليالي. ويأخذ رب الأسرة أولاده الصائمين إلى أداء صلاتي العشاء والتراويح في المسجد ثم ينطلق الصغار عقب الصلاة ليلتقوا مع أصدقائهم ويطوفون في الشوارع مرددين:
رمضان كريم .. رحمن رحيم
وبالعبادة تلقي السعـــادة
تلقى السعادة وتلقى النعيـم
رمضان كريم رمضان كريم
        أما البقالات فهي المجالس التي تحضرها النساء الشابات غير المتزوجات ويقمن بالإعداد لطقوس خاصة بها. فيتوسط مجلسهنّ طبق خشبيّ كبير يُملأ بالماء تضع فيه البنات أشياء معينة خاصة بكل واحدة، مثل الخاتم أو الأساور أو قطعة من النقود، ثم يُغطّى هذا الطبق بمِلاءة كبيرة لفترة قصيرة، وتجلس إحدى النساء لتقرأ على الحاضرات أبياتاً من الشعر الخاص بالبقالة للتعرف على حظ الفتيات في شؤون الحياة الاجتماعية و في نصيبهنّ من الزواج. 
     تبدأ الزيارات بين الأهل والأصدقاء قبل حلول عيد الفطر بحواليّ أسبوع واحد ، ثم القيام بشراء الملابس لكل أفراد الأسرة وتحضير الحلوى التي ستقدم للضيوف في أيام العيد نحو حلوى المفروط، والشريك، والطابع، والفانيد، ويكون اللوز هو القاسم المشترك في تشكيل أنواع كل حلوى العيد. ويتم إعداد وتنظيم مائدة العيد حيث يخصص صحن خاص لها، وتحتوي على أصناف من الحلويات والمعجنات مثل "قرن الغزال، والكروكون، والبقلاوة، والغريبة"، وتقوم النساء بعملها داخل البيوت وتشوى في المخابز العامة في السوق، وإذا قام أحد الضيوف بالزيارة للتهنئة بحلول عيد الفطر، فسيُقدم إليه أهل الدار ما تضمه تلك المائدة مع تقديم شراب القهوة أو الحليب أو العصائر، وإذا أنهى الضيف زيارته فإنّ أهل الدار يحملونه حصة من المائدة إلى أهله. 
   وتشمل مائدة غذاء أول أيام العيد في الجزائر على أطباق الكُسْكُس باللحوم والخضراوات، أو طبق البوزلوف ورأس الخروف التي يُطهى ويُتبّل بالكمون والفلفل الأحمر والطماطة والمُحلّى بالسلطة المختلفة الأنواع. 


المغـــرب

    تختلف احتفالات المغاربة في أيام رمضان من المدينة إلى الريف والبادية، فالقرية بحكم بساطتها فإنّ لشهر الصوم فيها طابعاً خاصاً، حيث تكثر الزيارات بين الأهل والأصدقاء، وتكون فترة الظهيرة للنوم، وبعد العصر يجتمع الرجال لتبادل رواية سير العظماء والأحداث الماضية، أما عند موعد الفطور فلا بد من اجتماع أسرتين أو أكثر على مائدة واحدة لتناول الفطور، وينقسم الرجال على سفرة وكذلك النساء والأطفال، إذ لكل واحد منهم سفرته الخاصة، وبعد فترة الفطور نلاحظ أن جميع سكان البوادي في المغرب منتشرين على شكل جماعات واحدة للرجال والأخرى للنساء والأخرى للأطفال، كل حسب سِنهِ، يتحدثون من خلال جلساتهم الرمضانية عن الشؤون الخاصة والعامة، ويشربون الشاي الأخضر وعدد من الحلويات المحلية، أما الشباب فمنهم مضن يتوجه إلى المدينة ومنهم من يلزم القرية، لممارسة بعض الألعاب الشعبية، أو تجاذب أطراف الحديث فيما بينهم. أما أشهر الأكلات المغربية المقدمة للصائمين في رمضان فهي: الحريرة وهي شوربة بالكزبرة والبقدونس والكرفس والحمص والعدس والطماطة والبصل. 
   وعقب عودة الصائمين من أداء صلاة التراويح في المساجد العامرة، والاستماع بعدها إلى قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية فإنّهم يتناولون الحلوى الرمضانية المعروفة ومنها السلو وهو معجون الدقيق والزبدة والمُكسرات. وتُصنع من الدقيق والعسل والسمسم وماء الورد، وكعب الغزال ويُشبه القطايف، والغريبة، والملوي، وبغرير، ولقريشلة. 
  ومما يميز السحور في القرى المغربية خروج الرجال حاملين بأيدهم الطبول والمزامير لينبهوا الصائمين على وقت السحور، وهنا يُشكل الأطفال حلقات أو مجاميع مع المسحراتية وهم في غاية الفرح الذين يتنافسون على أداء فريضة الصيام، ولهذا تقام احتفالات خاصة للأولاد أو البنات عند صيامهم للمرة الأولى حيث يقدمون لهم الهدايا من الحلويات والملابس أما الصيام في المدن المغربية، فنجد أنَّ حركة الناس غالبا ما تبدأ في الليل، حيث يذهب قسم إلى المقاهي الشعبية أو التزاور. 
   وتكون مساجد المغرب في ليلة السادس والعشرين من رمضان على صباح يوم السابع والعشرين منه في أبهى زينتها من الشموع والبخور، وتقام عقب صلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم مائدة السحور في ليلة القدر، حيث يشربون الشاي الأخضر" أجاي"، مع بعض الأكلات الخفيفة وهم يتناولونه من بداية صلاة التراويح وحتى موعد الإمساك عن الأكل في السحور، حيث نجد في مختلف زوايا المساجد الكبرى " المسجد الجامع"، رجال متخصصون في تهيئة هذا الشراب مع الحرص على توفر جميع الأدوات الخاصة بتهيئة التعميرة الخاصة لإعداد الشاي. ومن الأكلات الشعبية التي تقدم للصائمين في ليلة القدر الكُسكُسي، والطاجين بالدجاج أو باللحم مع الخبز، وهذه العادات والتقاليد نجد أهل الريف والبوادي أحرص على الاهتمام والتقيد بها من سكان المدن والحواضر.
     ثم تبدأ زيارة الأقارب والأصدقاء يوم العيد ويسلم الواحد على الآخر بقوله:
مبروك العواشر
ويدخل علينا وعليكم العيد
بالخير والبركة،
وعقبال السنة الجاية
وأنتما حييِّن.
    أما الأطفال فيرتدون ملابسهم الجديدة، في حين تملأ السماء الألعاب النارية والأسهم الملونة. ويتجمع أفراد العائلة مع ذويهم للمباركة بقدوم عيد الفطر، وينال هدايا الآباء والأصدقاء، ويحرص الشباب في العيد على إجراء مباريات في كرة القدم في الأحياء، وسط حضور جماهيري كبير وفي مناطق مغربية أخرى تقام ألعاب بهلوانية تقدمها فرق متخصصة. وهناك أكلات وحلويات مثل الشباكية، ولقريشلة، وملوى ومسمن، وكعب الغزال والتي تقدم للضيوف في العيد وتصنعها النساء قبل حلوله بأيام قليلة.


موريتانيا

        ينحر الموريتانيون الذبائح إذا أهلّ عليهم هلال شهر رمضان، إذ يعدون اللحوم المجففة على هيئة قديد قابل للخزن على مدى أشهر طويلة، ويحرصون على خزن تمور أدرار التي لا يمكن الاستغناء عنها للصائمين، وتقوم النساء بإعداد كميات مناسبة من  هريسة الهبيد أو الفستق أو النبق ـ شجرة السدرـ كذلك تجهز النسوة أوعية خاصة ملآى بالكُسْكُسي الذي يجري تجفيفها لتكون جاهزة للتحضير السريع. 
     وضمن عادات الموريتانيين ويكاد المُوسر والفقير أن يتساويا في نوع الوجبات الرمضانية المقدمة في وجبات الإفطار حيث يتناول الصائمون إثر أذان المغرب بعض التمر، ثم الحساء الساخن، ويقولون بأنّ معدة الصائم يلائمها الساخن في بداية الإفطار أكثر مما يلائمها البارد، ثم يقيمون الصلاة في المساجد أو في البيوت، وعند الانتهاء من صلاتهم، يشربون بعض اللبن الممزوج بالماء ويُسمُّونه- الزريك- باللهجة العربية المحلية، وهو ما يسمِّيه العرب قديمًا بالمذق. أما الوجبة الثانية من وجبات الإفطار عند الموريتانيين فهي تناول وجبة اللحم والبطاطس والخبز، ويتفاوت الناس في تناول هذه الوجبة الناس هناك تختلف عاداتها في توقيت هذه الوجبة: فمنهم من يتناولها مباشرة بعد الفراغ من صلاة المغرب، ومنهم من يؤخرها إلى ما بعد صلاة العشاء والتراويح ثم يشربون الأناي - الشاي الأخضر- المخلوط بالنعناع. وبمجرد الانتهاء من وجبات الإفطار الأولية والفراغ من صلاة التراويح يبدأ الناس يتنقلون في أطراف القرية؛ لتبادل الزيارات واحتساء الأناي عند الأصدقاء وتبادل أحاديث السمر التي لا تتقيد بموضوع معين. 
   كذلك يشرب الموريتانيون ألبان الإبل على وفق طريقة خاصة يمكن إعادة استعمالها كشراب وقت الإفطار برمضان في تحضير شراب الأقط – القارص- ويدعو شيخ القبيلة في أيام الصيام سكان الحي ليفطرهم جميعا، ويقدم لهم الأكلة الرئيسة الكُسْكُسي، مع الملوخية، والمعكرونة، ويشربون الشاي الأخضر.
      ويحرص صائمو الشهر الكريم في أدائهم صلاة العشاء والتراويح على إنهاء جزء من كتاب الله الكريم، ثم يقرأون كتب الحديث النبوي، وكتاب الشفاء للقاضي عياض، وشرح الأربعين النووية. وتقام في المساجد الموريتانية عقب صلاة التراويح محاضرات دينية لمن هم فوق سن العشرين عاما، وإثر الصلاة يجتمع أهل الحي أمام بيوتهم، حيث يجلس الرجال في خيمة منفردة، وتذهب النسوة للاجتماع بمكان خاص،ويتناولون في أمسياتهم الرمضانية بعض الحلويات، والشاي الأخضر، ويبقون في مجالسهم التي تمتد حتى وقت السحور، حيث يدخل كل واحد داره ليتناول سحوره ويؤدي صلاة الفجر.  
   تبدأ مراسم الاحتفال بعيد الفطر في موريتانيا بتقديم صدقة الفطر قبل طلوع شمس اليوم الأول من العيد، ثم إعداد الفطور الصباحي، ومن العادة أن يتناول الناس بعض الأكل الخفيف كالتمر ويشربون الشراب المفضل عندهم وهو زريف بعدها يرتدون ملابسهم الجديدة ويذهبون إلى المصلى لأداء صلاة العيد وغالبا ما يقع في منطقة مفتوحة على كل الجهات. ويقوم الأطفال والشباب بالسلام على كبار السن وأهل العلم وطلب الدعاء في هذا اليوم المبارك، وينتشر بين الناس في أيام العيد طلب يعرف بـ " السماح" وهو أن يعفو الشخص عن أخيه الآخر الذي حصلت معه مشكلة ما. 
   أما الأطفال فيتجهون إلى آبائهم وأقاربهم لأخذ - النديونه – العيدية- ولا يقتصر طلبها على الأطفال إنما يتعداه إلى الكبار الذين يطلبونها على وجه المرح والتبسط. ثم هناك عادات عند الموريتانيين منها عدم مكوث المرآة المتزوجة في بيتها أو عند أهل زوجها في صباح العيد، بل عليها أن تقصد أهلها إن كانوا قريبين من سكنها وإلا فعليها الذهاب إلى أهل زوجها وهي تحمل كل ملابس أفراد أسرتها، وما يكفي من الحناء لخضاب أخوات زوجها، مع كمية من الدهن الخاص لرأس ولحية والد زوجها.
   كما أن من العادات المتبعة عند أهل الزوجة إرسال شاة كبيرة إلى أهل زوجها إن كان موجوداً، وإن لم يكن كذلك فإنهم يرسلون شاة صغيرة. ونجد النساء يستخدمن في العيد خضاب الشعر والَّلي وهو إصلاح الشعر حيث ينفُضْنَ الظفيرة القديمة ويُسرحنها ويدهنّها ويقمنّ بظفرها من جديد، ويجعلن للكبيرات ظفائر وذوائب وللبنات الصغيرات جدائل وقرون. بينما يعمل لبعض البنات كل ما يعمل للعروس من ألوان الزينة والتجميل إظهاراً للمكانة الاجتماعية لمن يهمه الأمر من الخُطَّاب. 
   ومن العادات والتقاليد المتبعة في المدن والقرى الموريتانية تأجيل حفلات الأفراح والأعراس إلى أيام العيد لتتكامل الفرحة والسرور. وتقيم البنات غير المتزوجات أو اللواتي تزوجن حديثاً ما يسمى بـ " الجيل" ويعني تنظيمهن لتجمع النساء خارج الحي حيث يمارسن فيه الغناء والزغاريد ويعرف بـتبوهي، وهو نوع من النداء غير الصريح يعرفه الرجال. في حين يجري الرجال سباقاً للإبل يسمى عندهم بـاللّز ويتضمن إقامة احتفالية كبرى لرجال المنطقة أو الحي .
 



Post a Comment

أحدث أقدم