الاستعارة ـــــــــــــv

الاستعارة
 * هي اللفظ المستخدم في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينه مانعة من إرادة المعني الحقيقي .
 * وهيَ تَشْبيهٌ حُذِفَ أحَد طَرفَيْهِ، فَعلاقتها المشابهةُ دائماً.
* الاستعارة نوعان :
أ/ تصريحية : وهي ما صُرَّحَ فيها بلَفظِ المشبَّه بهِ.
 ب/ مكنية : وهي  ما حُذِفَ فيها المشَبَّه بهِ ورُمِزَ لهُ بشيء مِنْ لوازمه.

إجراء الاستعارة:
         يقصد بإجراء الاستعارة تحليلها إلى عناصرها الأساسية، بتمييز كل من المشبه والمشبه به وبيان علاقة المشابهة، ونوع الاستعارة، وبيان نوع القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي.

أركان الاستعارة:
1/ مستعار منه =  وهو المشبه به
2/ مستعار  له  =  وهو المشبه
3/ مستعار       =  هو اللفظ المنقول
* ﴿واشتعل الرأس شيبا 
 التشبيه: الشيب يشبه النار ، المشبه: الشيب ، المشبه به : النار
المستعار الفعل (اشتعل) ، المستعار منه النار  وهي المشبه به، المستعار له الشيب وهو المشبه.
* قال  الشاعر  :
                         فأمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ ** وَردَاً وعَضَّتْ على العُنَّابِ بالبردِ
الاستعارات:
      هي دموع كاللؤلؤ، حذف المشبه، وأبقى المشبه به (اللؤلؤ) فهي تصريحية، والعيون النرجس، حذف المشبه (العيون) والتصريح بالمشبه به على طريقة الاستعارة التصريحية، والخدود كاللورد،فحذف المشبه وصرحوا بالمشبه به (ورداً) والأنامل أو الشفاه كالعناب (ثمر أحمر) حذف المشبه (الأنامل) وصرح بالمشبه به (العناب) والأسنان كالبردِ حذف الأسنان وهي المشبه وصرح بالبرد، على طريقة الاستعارة التصريحية.

 (أ) الاستعارة التصريحية:
وهي ما صرح فيها بذكر لفظ المشبه به (المستعار منه)، وحذف لفظ المشبه (المستعار له)، نحو: (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، فقد شبه الكفر بالظلمات والإيمان بالنور، بجامع عدم الهداية في الأول، ووجود الهداية في الثاني، وحذف المشبه (الكفر والإيمان) وأبقى بدله المشبه به (الظلمات والنور).
* قال المتنبي مخاطباً ممدوحه وقد قابله:
        لم أرَ قبلي من مشى البحر نحوه ** ولا رجلا قامت تعانقه الاُسْدُ
لقد شبهه أولاً بالبحر بجامع العطاء والجود، وشبهه ثانياً بالأسد على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي لفظية هي إسناد الفعل (مشى) إلى (البحر)، وإسناد الفعل
(عانق) إلى (الأسد).
* (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)
    شبه الكفر بالظلمات بجامع انعدام الهداية، وشبه الإيمان بالنور بجامع الاهتداء، ثم حذف المشبه، الكفر والإيمان، وأبقى بدلهما المشبه به، الظلمات والنور، على سبيل الاستعارة التصريحية والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي هي القرينة الحالية.

(ب) الاستعارة المكنية:
 وهي ما ذكر فيها لفظ المشبه وحذف منها لفظ المشبه به وأبقي شيء من لوازمه، نحو:
(أ) (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ)  شبه الغضب بإنسان ثم حذف المشبه به وأبقى شيئا من خصائصه، هو السكوت على سبيل الاستعارة المكنية، وقرينتها المانعة من إرادة المعنى الحقيقي هو إسناد الفعل (سكت) إلى لفظ (الغضب).
(ب)  وقال أبو ذؤيب الهذلي:
وإذا المنية انشبت أظفارها **  ألفيت كل تميمة لا تنفعُ
شبه المنية بحيوان مفترس بجامع الإهلاك وحذف المشبه به
(الحيوان المفترس) وأبقى شيئاً من لوازمه وهو (الأظفار)، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي لفظية هي إسناد الفعل (أنشب) إلى لفظ (المنية).
 (ج)   قال الله تعالى: ﴿واخفض لهما جناح الذل من الرحمة
فقد استعار الجناح من الطائر، والمستعار له الذل، والمستعار الجناح. والغرض الطاعة للوالدين. والاستعارة مكنية؛ لأنه ذكر المشبه ( الذل) وحذف المشبه به الطائر، وأبقى شيئاً من لوازمه (جناح) ليدل عليه..
(د)  قال الشاعر :
                 وإذا المنية أنشبت أظفارها ** ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ
المستعار (أظفارها) من الوحش المفترس (المستعار منه) وهو المشبه به، والمنية (المستعار له) وهو المشبه. فالاستعارة مكنية لأنه ذكر المشبه (المنية).
نشاط :
1/ قال المتنبي يَصِفُ دخيل رسول الرّوم على سيف الدولة:
            وأقبل يمشى في الْبساطِ فَما دري ** إلى البحْر يسْعى أمْ إلى البدر يرْتقي
إجراء الاستعارة :
أ ـ شُبِّه سيفُ الدولة بالبحر بجامع  العطاء ثم استُعير اللفظُ الدال على المشبّه به وهو البحر للمشبه
     وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة "فأَقبل يمشي في البساط".
ب ـ شُبِّه سيف الدولة بالبدر بجامع الرّفعة، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو البدر للمشبه
    وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة "فأََقبل يمشي في البساط".
2/ وصف أعرابي أخاً له فقال:
        كان أخِي يَقْرى العينَ جَمالا والأُذنَ بياناً
إجراء الاستعارة :  
           شبِّه إمتاع العين بالجمال و إمتاع الأُذن بالبيان بقرى الضيف، ثم اشتُقَّ من القِرى يَقْرِى بمعنى يُمْتِع عل سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة جمالا وبياناً.
3/ وقال تعالى على لسان زكريا:
                     {رَبِّ إِنِّي وهن العظْمُ مِني واشْتًعل الرَّأْس شَيْباً}.
إجراء الاستعارة :  
             شُبِّه الرأس بالوقود ثم حذِف المشبه به، ورُمزَ إليه بشيءٍ من لوازمه وهو "اشتعل" على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة إثبات الاشتعال للرأس.
4/ وقال أعرابي في المدن: فُلانٌ يَرمي بِطَرْفِهِ حَيْثُ أَشَارَ الكَرم
إجراء الاستعارة :  
                     شُبِّه الكرم بإنسان ثم حُذِفَ ورُمزَ إليه بشيء من لوازمه وهو "أَشار" على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة إثبات الإشارة للكرم.
5/ وقال الحجَّاجُ في إحْدى خُطَبه في التهديد:
                     أني لأرَى رُؤوُساً قَدْ أيْنَعَتْ وحَانَ قِطافُهـا وإِنّي لَصَاحِبُهَا
إجراء الاستعارة :
                  إِنِّي لأَرى رؤوساً قد أيْنَعت" فإن الذي يفهَم منه أَن يشبه الرؤوس بالثمرات، فأَصل الكلام إِني لأرى رؤوساً كالثمرات قد أينعت، ثم حذف المشبّه به فصار إني لأرى رؤوساً قد أينعت، على تخيُّل أن الرؤوس فد تمثلت في صورة ثمار، ورُمز للمشبه به المحذوف بشيء من لوازمه وهو أينعت، ولما كان المشبه به في هذه الاستعارةُ محْتجباً سميت استعارة مكنية.
نشاط  :
ميز الاستعارة التصريحية عن المكنية فيما يأتي :
1) قال المتنبي في الغزل :
استعارة تصريحيةعمرك الله هل رأيت بــــــــــدورا  ** طلعت من براقع وعقود
راميات بأسهم  ريشها الهدب  ** تشق القلوب قبل الجلود
حيث شبه الوجوه بالبدر ، والنظرات بالأسهم وصرح بلفظ المشبه به  - البدر والأسهم – علي سبيل الاستعارة التصريحية .
2) يقول الشاعر :استعارة تصريحيةنامت نواطير مصر عن ثعالبها ** وقد بشمنا وما تفني العناقيد
حيث شبه اللصوص بالثعالب وصرح بلفظ المشبه به – الثعالب – علي سبيل الاستعارة التصريحية .
3) يقول البحتري في رثاء المتوكل :
استعارة مكنيةصريع تقاضاه الليالي حشاشة   ** يجود بها والموت حمر أظافره
حيث شبه الموت بحيوان مفترس وحذف المشبه به – الحيوان – ورمز له بشئ من لوازمه      – الأظافر -  علي سبيل الاستعارة المكنية .
4) يقول الشاعر في حضارة الغرب :
استعارة مكنيةهذي حضارتهم والشر يملؤها ** ماتت علي صرحها الأخلاق والشيم
حيث شبه الأخلاق والشيم بشيء يموت ورمز له بشيء من لوازمه – الموت – علي سبيل الاستعارة المكنية .
5) ومن ما ينسب إلي يزيد بن معاوية :
استعارة تصريحيةفأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا ** وعضت علي العناب بالبرد
حيث شبه الدموع باللؤلؤ والعيون بالنرجس والخد بالورد والشفاه بالعناب والأسنان بالبرد
وصرح بلفظ المشبه به – اللؤلؤ ، النرجس، العناب ، البرد – علي سبيل الاستعارة التصريحية .
6) يقول الشاعر :
استعارة مكنيةمهلا فلا تيأسن اليوم إن عبست **  لك الليالي أو ماجت بك الظلم
حيث شبه الليالي بإنسان عابس والظلم بشئ يموج وحذف المشبه به – الإنسان  - ورمز له بشئ من لوازمه – العبوس – علي سبيل الاستعارة المكنية .
7) يقول جعفر محمد عثمان في قصيدته تبلدية  :
لا تخذني إن تعرت لدي المصيف فروعك  ** أو إن يبست  فبانت من الذبول ضلوعـك
استعارة مكنيةفدون ما راع قلبي من الأسى ما يروعك  ** أنا لن يعــــــــود ربيــــــعي لكن  يعود ربيعك               
حيث شبه الفروع بإنسان عار والربيع بشخص يعود وحذف المشبه به (الإنسان) ورمز له بشي في لوازمه (تعرت – يعود)  علي سبيل الإستعارة المكنية
استعارة مكنية8) قال الشاعر :  أسمع المدفع يعوي وأرى ** في دجى  الهيجاء لمع الشهب
حيث شبه المدافع بالذئاب وحذف المشبه به ورمز له بشي من لوازمه (يعوي) علي سبيل الاستعارة المكنية
لمع الشهب / الاستعارة : تصريحية
حيث شبه السيوف بالشهب وصرح بلفظ المشبه به ( الشهب )  علي سبيل الاستعارة التصريحية
أسرار بلاغة الاستعارة :
1/ تقوم علي تناسي الشبيه وتحمل على تخيل صورة رائعة      2/ الإيجاز     3/ التجسيم والتشخيص
تطبيق الأسرار :
(1) وأقبل يمشي في البساط فما دري ** إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي
تناسي الشبيه وتحمل على تخيل صورة رائعة 

الإيجاز(2) نسرق الدمع في الجيوب حياء **   وبنا ما بنا من الأشواق

التجسيم والتشخيص (3)  جمع   الحق   لنا   في أمام ** قتل البخل وأحياء السماحا
(4) أسمع في نفسي  دبيب المني ** وألمح الشبـــــه في خاطـــــــــــــري
(5)  أتته       الخلافة    منقادة ** إليه   تجـــــــــرر    أذيالهـــــــــــــــــا
(6)  وأناخ    الليل   فيه   وجثم ** وجرت  أشبـــــــــاحه  في بهــــــوه
**********************************************************

Post a Comment

Previous Post Next Post