تدريب وتنمية الأفراد
لاشك أن بيئتي العمل الخارجية والداخلية في تغيير واضطراب مستمر وأن شابتهما فترة من الاستقرار والهدوء فهي لا تتعدى كونها استراحة محارب، فما بين تقلبات سوق العمل واقتصاد السوق وتداخل الثقافات والتطور التكنولوجي المتسارع وغيرها من الأسباب تدعو المنظمات للتعامل والتفاعل بجدية مع هذه المتغيرات.
ولأن الإنسان كفرد عامل داخل التنظيم هو المحور الأساسي الذي تدور حوله كل عوامل الإنتاج وبالتالي فان مواكبته لحركة التطور العلمي والتقني ضرورة لبقاء المنظمة في مستوى التنافس، ولمخرجاتها (سلعه / خدمه) على مستوى رغبة المستهلك وطموحه وبلا شك هذه المواكبة لا يمكن ملاحقتها إلا من خلال زيادة الكفاءات والخبرات والمهارات للإفراد العاملين ولن يتأتى ذلك إلا من خلال إدارة وقيادة تعي فوائد عملية التدريب ذات البعد الاستراتيجي وكونها ضمانة حقيقية لاستقرار وتطوير المنظمات وعملياتها الإنتاجية.
 ويُعرّف التدريب (Training) على أنه تلك الجهود الهادفة إلى تزويد الموظف بالمعلومات والمعارف التي تكسبه مهارة في أداء العمل، أو تنمية وتطوير ما لديه من مهارات ومعارف وخبرات بما يزيد من كفاءته في أداء عمله الحالي أو يعده لأداء أعمال ذات مستوى أعلى في المستقبل ([1]).
-         أما التنمية: فهي مجموعة من البرامج التي تتناول تطوير المهارات التحليلية والقيادية لتحسين ألقدره على الإشراف والإدارة ([2]).
وما يرفع من شأن التدريب ويرفع من مكانته ما قاله ( الفريد مارشال ) في كتابه ( مبادئ الاقتصاد ) أن فئة متعلمة ومتدربة من الناس لا يمكن أن تعيش فقيرة  وذلك لأن الناس بالعلم والمعرفة والوعي والطموح والقدرة على العمل والإنتاج والخلق يستطيعون أن يستثمروا كل قوى الطبيعة ومصادرها لمصالحهم وبهدف الارتقاء بمستوى المعيشة وتوفير الحياة الكريمة للفرد والمجتمع.
وتقع مسؤولية التدريب ومتابعة نتائجه على المدراء والإدارات من خلال تحديد أعداد المتدربين وبرامج التدريب والمشرفين الذين يتحملون التدريب بالإشراف بشكل مباشر، أما الطرف الثالث فهي إدارة الموارد البشرية من خلال المتابعة والتقييم لمستوى تقدم أداء المتدربين وتكمن أهمية التدريب بالاتي:
1-   يساعد المنظمة على مواكبة التغيرات التكنولوجية، الإدارية، الثقافية، العلمية.
2-   يُساهم في تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي للفرد وذلك لان التدريب يُنمّي المهارة.
3-   التدريب يحتاجه الجميع فهو لا يقتصر على موظف دون آخر فالموظف الجديد يحتاج إليه لضمان إتقانه للوظيفة الجديدة المكلف بها، ويحتاجه القديم لزيادة مهاراته ([3]).
4-   يُساهم التدريب في خفض نسبة حوادث العمل .
5-   يعمل التدريب على تحقيق الاستقرار الوظيفي في المنظمة واكتسابها صفة الثبات وحسن السمعة في المجتمع.
6-   يُقلل التدريب الحاجة إلى الإشراف لأن المتدرب يقوم بانجاز عمله دون رقابه أو إشراف مباشر ([4]).
-      أما بالنسبة لأهم أهداف التدريب فهي تتمثل في:-
1-   معالجة وإزالة نقاط ضعف ألأداء ما ينعكس ايجابياً على مستوى الإنتاج الكلي للمنظمة.يُقلل كلف الإنتاج عن طريق تبسيط العمليات وتقليل الهدر في المال والمادة والوقت ويُساهم التدريب في خلق قيادات إدارية كفوءه عن طريق التخطيط السليم لعملية التدريب وجهود المنظمة نحو التنمية القيادية ([5]).


(1) زكي محمود هاشم، أدارة الموارد البشرية، مصدر سابق، ص 255.
(2) هشام طالب، دليل التدريب القيادي، مصدر سابق، ص 11.
(3) عادل الصالح، مؤيد السالم، أدارة الموارد البشرية مدخل إستراتيجي، مصدر سابق، ص 132.
(1) محمد فالح صالح، أدارة الموارد البشرية، مصدر سابق، ص 102.
(2) خالد إلهيتي، أدارة الموارد البشرية ، مصدر سابق، ص 202.

Post a Comment

Previous Post Next Post