القيادة الإستراتيجية
الفاعلة وإدارة المعرفة
لقد كان لدخول العالم
في القرن الواحد والعشرين وفى ظل المنافسة الشديدة والعولمة إيذانا بإقبال العالم
على مفاهيم ورؤى جديدة في إدارة الإعمال حوّلت
انتباههم للتركيز على اقتصاد المعرفة.
فقد بدأت الحكومات
تعطي اهتماماً كبيراً للمنظمات التي لديها مستوى أفضل من المعرفة Know Best، بمعنى أنها ذات مستوى متميز
ومتفوق في مجال كيفية الحصول على المعرفة والتعامل معها وتطبيقها، وذلك لتحقيق ميز
التنافس.
فلقد أصبح نجاح
المنظمات عامة يعتمد بدرجة متزايدة على استغلالها الكفء لمصادر المعرفة الداخلية والخارجية
في التكيّف مع المتغيرات التي تحدث في محيطها.
ولان المعرفة بقية على
مر الزمان تثري منتجها وناقلها ومستخدمها لعدم وقوفها عند حدود معينة من جهة ولان
احتكارها أو تحديدها بفترة معينه يعد مستحيلاً في ظل التطور العلمي والتقني في
عالم الاتصالات.
لذلك انصب الاهتمام على
الأفراد وقدراتهم وإمكانياتهم لاعتبارهم حجر الأساس في بناء مجتمع المعرفة، مجتمع
ما بعد الرأسمالية - والذي يتميز بأن مورده الرئيسي هو العلوم والمعارف وليس رأس
المال أو الموارد الطبيعية وغيرها من عناصر الإنتاج.
ولم يعد مهمًا أن تقوم
المنظمات بعمل شبكات هائلة مليئة بالمعلومات فقط، بل الأهم من ذلك هو تبادل
المعلومات والخبرات فيما بين الأفراد وبعضهم البعض، الأمر الذي تطلب تأكيداً خاصاً
على إدارة المعرفة الإستراتيجية.
وقد أصبحت إدارة المعرفة أحد أهم الوسائل
المستخدمة لزيادة كفاءة المنظمات وتطوير قدراتها الإبداعية بحيث تكون قادرة على الاستفادة
من المعلومات و تكنولوجيا المعلومات في تحسين مستوى المخرجات ألمقدمه للزبائن خاصةً
في ظل زيادة المهام والأنشطة التي تعتمد بصفة أساسية على المعلومات وللمنافسة
الشديدة في بيئة منظمات الإعمال.
وإذا كان
تطبيق إدارة المعرفة قد بدأ تحديداً في القطاع الخاص إلا أنه انتقل بعد ذلك إلى
القطاع الحكومي بمنظماتها لتحسين طرق تقديم الخدمات وتحسين العلاقة بين المواطن أو
العميل وبين المنظمات الحكومية وترشيد العمليات التي تتم داخل الإدارة الحكومية
بحيث يتم الاقتصاد في النفقات وتحسين الأداء بالمعلومات والمشاركة فيها.
يحتاج تطبيق إدارة
المعرفة في المنظمات الإدارية بصفة عامة، وفى الوحدات والدوائر الحكومية إلى
مجموعة من المتطلبات يأتي على رأسها عنصر القيادة، حيث يجب أن يكون القائد معلما
وقدوة للآخرين، ولديه القدرة على شرح رؤيته لهم.
ويمكن تحديد مجموعة أنماط
للمعرفة هي:
- المعرفة الظاهرة Explicit Knowledge: وهي الخبرات والتجارب المحفوظة
في الكتب، والوثائق أو أية وسيلة أخرى، سواء أكانت مطبوعة أو الكترونية وهذا النوع
من المعرفة من السهل الحصول عليه والتلفظ به ونشره بوضوح.
-
المعرفة الضمنية Tacit
Knowledge: هي المعرفة الموجودة في عقول الأفراد والمكتسبة من خلال تراكم
خبرات سابقه وغالباً ما تكون ذات طابع شخصي مما يصعب الحصول عليها، على الرغم من
قيمتها البالغة لكونها مختزنه في عقل صاحب المعرفة.
- المعرفة المتقدمة Advance Knowledge: هي ميزة معرفية إضافية تتميز بها
جهة معينة أو شركة مع منافسيها وبما يمنحها مركزاً تنافسياً متقدماً ويدخل ضمنها المعرفة
ألابتكاريةInnovation
knowledge التي تمكن الشركة من قيادة
قطاعها الصناعي بما تنفرد به من معرفة على منافسيها.
- المعرفة الفردية والجماعية: الفردية هي كفاءات الإفراد
والمعلومات المعرفية المتراكمة لديهم. والجماعية تتألف من المبادئ ألمنظميه مثل الإجراءات
الروتينية والعملية وخطط الإدارة العليا ([1]).
وتجدر الإشارة إلى أن هناك فرقاً بين إدارة
المعلومات وإدارة المعرفة كما أن هناك فرقاً بين المعلومات والمعرفة.
فالمعلومات هي بيانات
منظمة ومرتبة لتلبية احتياجات معينة أما المعرفة فهي ما يفهمه الناس من المعلومات
وكيفية استفادتهم منها.
أما عن الفرق بين إدارة المعلومات وإدارة
المعرفة ، فإن إدارة المعلومات تتعامل مع الأشياء (الوثائق – رسومات التصميم –
الجداول الإلكترونية- رموز البرامج).
أما إدارة المعرفة فهي
تتعامل مع البشر (الاختراعات – سرعة الخاطر- القدرة علي التكيف- الذكاء والتعلم)
وتهتم بالتفكير النقدي والابتكار والعلاقات والأنماط والمهارات والتعاون والمشاركة
وهي تدعم وتساند التعلم الفردي وتعلم المجموعات.
Post a Comment