تكوين الاتجاهات الميولات
مكونات الاتجاه
الاتجاه مكونات مختلفة تتحدد فيما بينها لتكون الاستجابة النهائية التي يتخذها الفرد إزاء مثير معين و تتمثل هذه المكونات في التالي :
1.1.6.2. المكون العاطفي (الوجداني):
يتمثل في مجموع العواطف والمشاعر التي تظهر لدى صاحب الاتجاه في تعامله مع موضوع معين متعلق بالاتجاه  وهي تظهر مدى حبه لذلك الموضوع أو نفوره منه وبالتالي فهو شعور عام يؤثر في استجابة القبول أو الرفض لموضوع الاتجاه و يشير إلى ما يتعلق بالشيء أو الموضوع من نواحي عاطفية انفعالية أو وجدانية تظهر في سلوك الفرد بمعنى ، كيف يشعر الفرد إذا تعامل مع هذا الموضوع ، هل يشعر بالسعادة أم لا ؟ و طبيعة هذا "الشعور يتوقف على طبيعة العلاقة بين الموضوع" والأهداف الأخرى التي يراها الفرد مهمة،ويصبح هذا الشعور ايجابيا تجاه الموضوع،إذا كان يؤدي بدوره إلى تحقيق أهداف أخرى و العكس صحيح .
2.1.6.2. المكون المعرفي (الفكري ):
و يتضمن معتقدات الفرد نحو الأشياء، حيث لا يكون للفرد أي اتجاهات حيال أي موضوع، إلا إذا كانت لديه و قبل كل شيء معرفة عنه، فالاتجاهات تعتبر حصيلة ما اكتسبه الفرد من الخبرات و الآراء و المعتقدات من خلال تفاعله مع بيئته المادية و الاجتماعية، فالاتجاهات  هي أنماط سلوكية يمكن اكتسابها و تعديلها و تتكون وتنمو و تتطور لدى الفرد من خلال تفاعله مع البيئة [1].
3.1.6.2. المكون السلوكي (النزعوي):
ويتضمن هذا المكون جميع استعدادات السلوكية التي ترتبط بالاتجاه فعندما يمتلك الفرد اتجاها ايجابيا نحو شيء ما أو موضوع ما، فإنه يسعى  إلى مساندة و تدعيم هذا الاتجاه أما إذا امتلك الفرد اتجاها سلبيا نحو موضوع أو شيء ما فإنه يظهر سلوكا معاديا لهذا الشيء أو الموضوع ، بمعنى أن هذا المكان يمثل أساليب الفرد السلوكية إزاء المثير سواء كانت ايجابية أم سلبية[2].
2.6.2.  مراحل تكوين الاتجاه:
يمر تكوين الاتجاهات بثلاثة مراحل أساسية هي:
1.2.6.2. المرحلة الإدراكية (المعرفية):
يكون الاتجاه في هذه المرحلة ظاهرة إدراكية أو معرفية تتضمن تعرف الفرد بصورة مباشرة على بعض عناصر البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية التي تكون من طبيعته المحتوى العام لطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه [3].فمثلا قد يتبلور الاتجاه في نشأته حول أشياء مادية، كالبيت المريح أو الحديقة الهادئة، وحول نوع خاص من الأفراد كالإخوة و الأصدقاء والجيران و حول نوع محدد من الجماعات كالأسرة و النادي أو حول بعض القيم الاجتماعية كالشرف، التضحية ...الخ.
2.2.6.2. مرحلة نمو الميل نحو شيء معين :
 وتتميز هذه المرحلة بميل الفرد نحو شيء معين فمثلا أن أي طعام حتى يرضي الجائع  و لكن الفرد يميل إلى بعض أصناف خاصة من الطعام، وقد يميل إلى تناول طعامه على شاطئ البحر، و بمعنى أدق أن هذه المرحلة من نشوء الاتجاه تستند إلى خليط من المنطق الموضوعي و المشاعر و الإحساسات الذاتية بمعنى أن الفرد في هذه المرحلة يحاول تقسيم نتائج تفاعله مع المثيرات ويكون التقسيم مستندا إلى ذلك الإطار المعرفي الذي كونه الفرد لهذه المثيرات بالإضافة إلى عدة اطر أخرى منها ما هو ذاتي غير موضوعي أي يحتوي على الكثير من الأحاسيس و المشاعر المتصلة بهذا المثير.


3.2.6.2. مرحلة الثبوت و الاستقرار (المرحلة التقريرية ) :
 الثبوت هو المرحلة الأخيرة و تعني تبيان الشكل الذي أصبح عليه الاتجاه وثبوت الميل  نحو الأشياء لتشكيل الاتجاه،أي أن هذه المرحلة تتميز بثبوت الفرد على شيء ما و بالتالي تعد المرحلة الأخيرة التي يتخذ فيها القرار.[4]
3.6.2.  عوامل تكوين الاتجاه:
هناك عدة عوامل تشترط توافرها لتكوين الاتجاهات من بينها:
1.3.6.2. الإطار الثقافي:
من المعروف أن الإنسان يعيش في إطار ثقافي، يتألف من العادات و التقاليد و القيم والمعتقدات و الاتجاهات، وهي جميعا تتفاعل مع بعضها البعض ديناميكيا لتؤثر في الفرد، و تساعد في تكوين اتجاهاته من خلال علاقاته الاجتماعية و بيئته التي يعيش فيها، بمعنى أن الإطار الثقافي يتأثر بكل هذه الأشياء في المجتمع، كما أن هذا التراث الثقافي يساهم في تحديد طبيعة هذه الاتجاهات .
2.3.6.2. الأسرة :
تعتبر الأسرة من العوامل الهامة  و المؤثرة في تكوين اتجاهات الفرد الاجتماعية لأن الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تكسب الفرد اتجاهات من خلال عملية التنشئة الاجتماعية ، و تشير معظم الآراء في هذا الشأن بأن العلاقة بين اتجاهات الوالدين نحو الأبناء تكون أكثر من العلاقة الموجودة بين الأبناء بعضهم البعض في الأسرة الواحدة.[5]
3.3.6.2. العلاقات الاجتماعية خارج نطاق الأسرة:
و تشير إلى العلاقات التي تحدث بين أفراد المجتمع خارج نطاق الأسرة، مثلها يحدث بين بعض علاقات الأصدقاء، أعضاء النقابات و المؤسسات الرسمية و غير الرسمية، الأقارب و الجيران.
4.3.6.2. عامل الجنس  والسن :
 و تشير الآراء إلى أن الاتجاهات تتأثر في تكوينها بعامل الجنس (ذكر / أنثى ) لأنها تختلف لدى الرجل عن الإناث، كما أنها في نفس الوقت تختلف من حيث السن، حيث تختلف الاتجاهات الاجتماعية لدى الأطفال في ( مرحلة الطفولة ) عنها في ( مرحلة المراهقة ) عنها في ( مرحلة الرشد و الشيخوخة )[6]
5.3.6.2. وسائل الإعلام والاتصال (التلفزيون):
أصبحت وسائل الاتصال و الإعلام من العوامل الهامة و المؤثرة في تكوين الاتجاهات الاجتماعية و لاسيما التلفزيون، نظرا للمزايا العديدة التي يتمتع بها، والتي تميز عن غيره من وسائل الاتصال الجماهيرية ،فهو يستطيع من خلال الصوت والصورة التأثير مباشرة في اتجاهات الأفراد داخل المجتمع، كما أنه يستطيع أن يساهم بدور كبير في تغيير هذه الاتجاهات أو تعديلها وتوجيهها طبقا لمتطلبات العصر والمجتمع .
.6.3.6.2. العوامل النفسية التي تؤثر في نشأة وتكوين الاتجاهات:
وأحيانا ما يطلق عليها (العوامل الداخلية) وهي تؤثر في نشأة وتكوين الاتجاهات الاجتماعية بين الأفراد، و تؤدي إلى وجود اختلافات بين اتجاهات الأفراد، و خاصة عند تعرضهم لتنظيم اجتماعي واحد، أو لنوع واحد من الإعلام ،وهذا يرجع إلى الحاجات النفسية للفرد لإشباع رغباته و تحقيق أهدافه وهذه الحاجات تسهم في نشأة وتكوين الاتجاهات، وكما تستطيع(الشخصية) أن تؤدي دورا هاما في تكوين الاتجاهات الاجتماعية عند الأفراد مثلها يحدث في الاتجاهات الدينية والدولية.
و نرى من خلال ما تقدم مدى تعدد وتباين العوامل المؤثرة في نشأة وتكوين الاتجاهات الاجتماعية لدى الأفراد في المجتمع و أن هذه العوامل ترتبط بالبيئة الداخلية للفرد وكذلك المحيط الضيق(الأسرة، الأقارب، الأصدقاء، الجيران، و غيرهم) و العالم الخارجي (المؤسسات، و النظم الاجتماعية و وسائل الإعلام و الاتصال) و غيرها من العوامل الأخرى.[7]


[1]  مصطفى سويف، مقدمة لعلم النفس الاجتماعي،مكتبة ال مصرية، ط 2، القاهرة ،ص 326 .
[2]  أحمد زكي صالح، علم نفس التربوي، مكتبة النهضة العربية المصرية، ط 9، 1946، ص 20.
[3]  شهيب محمد علي، السلوك الإنساني في التنظيم،القاهرة،د س ن،ص 78.
[4]  المرجع نفسه، ص 80.
[5]  الدسوقي عبده ابراهيم، مرجع سبق ذكره ، ص 144-145
[6]  شهيب محمد علي، مرجع سابق،ص 88.
[7]   الدسوقي عبده ابراهيم ،مرجع سبق ذكره، ص146 .

Post a Comment

Previous Post Next Post