يضم
الوطن العربي بامتداده الجغرافي تنوعاً بيئياً عريضا يتضمن تبايناً كبيرا في أنواع
النباتات الأرضية . وقـد أوضحت ذلك بجلاء الدراسات القطـرية والمعلومات المتوفرة مـن
خلال أعـداد الأنـواع النباتيـة المعروفة في أقطار الوطن العربي المختلفة والتي
يبين الجدول رقم (2-1) جانباً منها .
لقد
نتج عن هذا التباين البيئي تنوعاً في الأقاليم والأنظمة البيئية والزراعية ، مما
أدى إلى اشتمال الوطن العربي على عدد من اقاليم التنوع الوراثي العالمية (شكل رقم
2-1) ، حيث استخدم الوطن العربي في أقطاره المختلفة العديد من المحاصيل الزراعية
التي تنتمي لمجموعات محصولية ونباتية مختلفة، منها المحاصيل الحقلية والمحاصيل
البستانية والغابات والمراعي، وتشمل من ضمنها محاصيل غذائية ، وأخرى صناعية كما
يضم الوطن العربي العديد من الأقارب البرية لهذه المحاصيل (ملحق رقم 1) . وعند
استعراض هذه المحاصيل يتضح مدى التنوع الوراثي الذي تحتويه في داخلها وفيما بينها
، ويتضح مدى ثراء الوطن العربي بموارده الوراثية النباتية .
2-1 المحاصيل الحقلية :
2-1-1 الحبوب :
2-1-1-1 القمح :
يعد
هذا المحصول من أهم المحاصيل الاقتصادية في الوطن العربي من حيث الأهمية الغذائية
والإستراتيجية فهو يعتبر غذاءاً أساسياً لتوفير الخبز والعجين (مكرونة) والدقيق
اللازم لأغذية عديدة. وترجع أهمية هذا المحصول بالوطن العربي لتواجده طبيعياً
بمراكز النشوء الأصلية ولتطوره عبر الحضارات القديمة منذ 7000 سنة خلال العصر
الحجري الحديث إلى أن تولى الإنسان تدجين القمح من بين عديد المحاصيل الأخرى .
لذلك فإن المنطقة العربية تزخر بالموارد الوراثية للقمح حيث أنها تغطي مراكز
التنوع الوراثي التالية :
- مركز التنوع الأساسي للقمح لغرب آسيا أو الشرق
الأوسط والذي يغطي العراق وسوريا والأردن والسعودية واليمن وبقية أقطار الجزيرة
العربية .
- مركز التنوع الثانوي لليمن وجنوب الجزيرة
العربية.
- مركز التنوع الثانوي لبلدان شمال أفريقيا
المتواجدة في صلب مركز النشوء الأساسي المتوسطي وهي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب
.
إلا
أن هذه الموارد الوراثية للقمح عرفت عبر التاريخ والتطور الحضاري ضغوطات كبيرة مـن
طـرف الإنسان أدت إلـى تدهـورها . ومـن أهـم هـذه الضغـوطات الحروب العديدة
والاستغلال المفرط بقصد الاستزراع والبرامج الحديثة للتهجين وتطوير الإنتاج
والتكثيف .
ومع
ذلك فإن الوضعية الحالية للموارد الوراثية للقمح تتميز بتواجد رصيد هام ينقسم إلى
ثلاثة أقسام هي : القمح والأنواع القريبة والمتصاهرة البرية وعشائر القمح المحلية
المتداولة منذ مئات السنين والأصناف المستوردة والمستنبطة محلياً .
1- الأقماح والأنواع المتصاهرة البرية :
أ-
الأقماح البرية :
تصنف
الأقماح إلى نوعين :
-
القمح القاسي (أو الصلب) Durum Wheat (Triticum durum) .
-
القمح الطري (أو اللين أو قمح الخبز) Bread
Wheat
(Triticum aestivum).
ويعتبر
هذان النوعان من القمح نتيجة لتطور وراثي طويل المدى إثر تهجينات طبيعية بين أنواع
من القمح البرية ثنائية الصيغة الصبغية (Diploid) وأنواع متصاهرة
برية أخرى . لذلك فإن تواجد الأقماح البرية والأنواع المتصاهرة بالمنطقة العربية
كان ولا يزال ذخيرة هامة لهذا المحصول الاستراتيجي ، وهذه الأصناف البرية تحتوي
على ما يلي :
ب- القمح وحيد الحبة : ( Triticum monococcum، T. baeoticum (T. spontaneum:
ويتواجد
بمناطق هامة بالعراق وسوريا ومصر وهو متوفر بالمناطق التي بها أمطار كافية (300
إلى 500 ملم) وفي إرتفاع 900-1500 متر ، ولكنه
معرض للإنقراض بالمناطق الأقل أمطاراً من 300 ملم من تأثير الرعي الجائر
والاستصلاح الزراعي .
ج- قمح أورارتو T. urartu :
وعادة
يرافق النوع T. baeoticum في مناطق جبل
العرب وجبال لبنان الشرقية وأقصى الشمال الشرقي لسوريا وهو كذلك مهدد بالانقراض في
المناطق الجافة.
د-
القمح ثنائي الحبة البري : أو قمح إيمر أو
القمح المنتفخ :
Triticum
turgidum subsp dicoccoides or Triticum
dicoccoides
وهو
ناتج عن تهجين بين : Aegilops speltoides و T. monococcum
var. baeoticum وهو متواجد وواسع الانتشار
بمنطقة الهلال الخصيب وفي مناطق جبل عبد الرحمن بتونس ، وكذلك في الأردن وسوريا
ولبنان ، حيث الأمطار تتراوح من 300 إلى 600 ملم/سنة كما يوجد بكثرة في اليمن .
هـ-
القمح ثنائي الحبة المزروع Triticum
dicoccum:
وهو
موجود بمجموعات صغيرة بحقول القمح القاسي بالعراق والأردن وفلسطين وسوريا (جبل
العرب) ، كما يوجد هذا القمح باليمن الذي يعتبر أحد المراكز الصغرى لمورثات القمح
نظراً للتنوع الكبير الموجود فيها ، وقد جاءت هذه الأقماح من العراق وبلاد الشام
عبر القوافل العربية التي كانت تأتي من اليمن حاملة البخور والعطور وتحمل إليها الأقماح
. كما يوجد هذا النوع بتونس بمنطقة الوطن القبلي حيث كانت ترسي بواخر التجارة
الآتية من سوريا ولبنان.
و- القمح القاسي (أو القمح الصلب) Triticum turgidum var durum :
ويبدو
أن هذا القمح اكتسب تميزاً جعل المزارعين القدامى يعتنوا به ويساهموا في إكثار
جميع أصنافه وأنواعه فأصبح يحتل مساحات شاسعة على حساب الأقماح البرية ، ويوجد
بكثرة في مناطق من الأردن وسوريا وفلسطين .
ز- القمح اللين (أو القمح الطري) Triticum aestivum :
وتعتبر
أصناف القمح اللين مستوردة من مركز النشوء لاسيما الوسطى وقد تم جلبه كذلك عبر
القوافل التجارية منذ حوالي 1000 سنة ق. م للمنطقة العربية .
2- الأقماح المتصاهرة البرية الأخرى :
توجد
أنواع كثيرة من جنس Aegilops أو حشيشة الماعز
أو الماعزية وهو جنس تهجنت معه عديد من الأقماح البرية السابقة ، ويعرف هذا الجنس
تنوعاً وراثياً غنياً بالمنطقة العربية ، حيث تتواجد الأنواع التالية :
أ-
الماعزية ثنائية الصيغة الصبغية 14 = n2 (Aegilops
speltoides) :
-
T. baeoticum ويتواجد بسوريا
والعراق مع الأصناف المرافقة التالية Triticum dicoccoides ، Hordeum spontaneum ، Hordeum
bulbosum، Hordeum
glaucum ، Avena barbata
، Avena columnaris ،
ويعتبر
هذا النوع مهدد بالإنقراض في المناطق الشبه جافة .
-
Aegilops squarrosa ويسمى أيضاً - Triticum aegilopoides ويتواجد بسوريا
والعراق وشمال الأردن مـع الأصنـاف المرافقة Hordeum spontaneum ، Hordeum glaucum، و Aegilops crassa، ويعتبر
هذا النوع في طور الإنقراض.
- Aegilops longissima ويسمي أيضا Aegilops searsii أو Triticum searsii ويتواجد مرافقاً
لـ Aegislops ovata وHordeum spontaneum وHordeum glaucum وHordeum bulbosum ويتواجد بسوريا
وشمال أفريقيا (تونس والجزائر) وهو مهدد بالإنقراض.
- Aegilops
umbellulata ويرافقه الشعير البري والشوفان وهو مهدد بالإنقراض ويتواجد بسوريا
والعراق .
- Aegliops
caudata
.
- Aegiolps juvenalis .
ويتواجد
هذان الصنفان الأخيران بعدة مناطق بسوريا .
ب- الأجناس الماعزية (Aegilops) رباعية الصيغة الصبغية (28=×4=n2) وهي :
Aegilops
peregrina ويسمى أيضاُ Triticum
peregrinum و Triticum kotschyi ويتواجد بسوريا وهو مهدد بالانقراض و Aegilops lorentii ويسمى أيضاُAegilops biuncialis ويسمى أيضاً Triticum macrochaetum ويتواجد بسوريا
والعراق و Aegilops triuncialis ومتواجد بسوريا والعراق والمغرب و Aegilops ovata و ومتواجد بسوريا وتونس والمغرب والجزائر و Aegilops triaristata و متواجد بسوريا
و Aegliops columnaris ومتواجد بسوريا و Aegilops Cylindrica ومتواجد بسوريا
وتعتبر كل هذه الأجناس مهددة بالانقراض من جراء الرعي الجائر والتكثيف .
ج- الأجناس الماعزية (Aegilops) سداسية الصيغة الصبغية (42=×6=n2) وهي Aegilops crassa ويتواجد بسوريا
والعراق و Aegilops vavilovii ويتواجد
بسوريا ، ويعتبر هذان الصنفان من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض .
وهنا
لابد من الإشارة إلى أن الباحثين لم يتوصلوا إلى تسجيل أنواع أخرى من الـ Aegilops والتي قد تكون انقرضت وهي : Aegilops sharonensis و
Aegilops comosa و Aegilops mutica و Aegilops bicornis ، كما أنه لا يتواجد أي من الأيجيلوبس بمنطقة اليمن مما يؤكد أنها
أحد المراكز الصغرى ولم يتواجد بمناطق شمال أفريقيا إلا نوع واحد وهو Aegilops ovata مما يدل أن
التنوع الأقماح ببلدان شمال أفريقيا هو تنوع ثانوي .
عشائر
الأقماح المحلية بالأنظمة الزراعية التقليدية :
هـي
عشائر تزرع منذ مئات السنين وبها تباينات وراثية كبيرة تصلح للانتخاب والإستغلال .
وبالنسبة
للقمح الصلب فتتواجد عشائر هامة بكل الأقطار العربية ، إذ بسوريا نجد حوالي ثمانية أصناف أغلبها مهدد ، وبالعراق
يوجد تقريباً 175 صنفاً وبالأردن يتواجد عدة أصناف ، كما باليمن توجد عشائر عديدة منها حوالي 19 صنفاً ، وفي
بالسودان تنحصر الأصناف
فيما يسمى بالصنف البلدي الذي تشير إليه التقارير أنه إما خليط من صنف قديم مع
أصناف جديدة أو صنف قديم أدخل تحت إسم جيزة 155 ، وكذلك هناك صنف قديم جداً يعرف
باسم أبو علي ، أما في تونس توجد 12 عشائر محلية منذ أول القرن العشرين وفي كل مـن
الجزائر والمغرب تتواجد عشائر هامة نذكر منها البسكري الزناتي.
هذه
العشائر المذكورة أعلاه تمتاز بملائمتها للمناخات المحلية كمقاومة الأمراض والجفاف
وشدة الحرارة والملوحة وكذلك لها ميزات النوعية اللازمة لصناعة الغذاء المحلي .
هذا
وقد تعرضت هذه العشائر للانقراض نظراً لأن إنتاجيتها تبقى منخفضة وقد دأبت برامج
التنمية الزراعية في تعويضها بأصناف مستنبطة أو مستوردة بدون أخذ التدابير اللازمة
للمحافظة عليها كموارد هامة .
2-1-1-2 الشعير : (Hordeum vulgare) :
يعتبر
الشعير ثاني محصول ذا أهمية في الأقطار
العربية ، حيث يغطي مساحة تبلغ حوالي 8.0 مليون هكتار أي نسبة %26 من جملة المساحة المزروعة بالحبوب وقد يساهم بإنتاج بلغ 3.1 مليون طن سنة
2000 يستعمل أساساً لتغذية الحيوانات التي تم توريد كميات إضافية جملتها 8.1 مليون
طن سنة 2000 بقيمة مالية بلغت 987 مليون دولار أمريكي سنة 2000 .
يعتبر
مركز الشرق الأوسط أو غرب آسيا مركز النشوء الأصلي للشعير ، حيث يتواجد عدد من
الأصول الوراثية البرية ببلدان الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق وقد تنقلت أصول
الشعير مع أصول الأقماح نحو شمال أفريقيا ونحو جنوب الجزيرة العربية .
وتنقسم
الموارد الوراثية للشعير إلى قسمين اثنين هما :
- الأصول الوراثية للشعير البري .
-
الأصناف المحلية المزروعة .
أ- الأصول الوراثية للشعير البري أهمها :
1- الشعير العفوي
Hordeum spontaneum :
وهـو أحد أصناف الشعير المزروع (H. vulgare) يتواجد من جنوب
روسيا إلى الجنوب الشرقي من تركيا وعلى منحدرات جبال طوروس وزاغروس وإيران والعراق
وسوريا وقبرص ومصر وشمال أفريقيا .
2-
الشعير البصيلي Hordeum bulbosum :
ينمو
في المناطق الرطبة وشبه الرطبة ولا يتحمل الجفاف
وينمو في ارتفاع من سطح البحر حتى 1600 متر ، ويتواجد بالمناطق الساحلية
بسوريا وتونس والجزائر والمغرب .
3-
الشعير المزرق (Hordeum glaucum) :
ينمو
في مدى بيئي محدود أقل انتشاراً من العفوي (H.
spontaneum) ، ينتشر في عديد من المناطق الجافة وشبه الجافة بسوريا وهو مهدد
بالانقراض في المناطق الجافة .
4-
الشعير الحولي المزروع (Hordeum vulgare)
وبه
ثلاثة أصناف نباتية حسب عدد الصفوف بالسنبلة :
- السداسي الصف H. vulgare hexastichum .
- الرباعي الصف
H. vulgare tetrastichum .
- الثنائي الصف H. vulgare distichum .
ويوجد
في السودان أيضاً بعض الأنواع البرية في جيوب صغيرة بالتروس العليا من جبل مرة في
أقصى غرب دارفور .
وإذ
يتواجد النوعان السداسي والثنائي الصف بالمنطقة العربية فإن رباعي الصف قليل ولا
يتواجد إلا بجبال الهملايا بالنيبال .
ب-
الأصناف المحلية المزروعة :
كلها
من نوع H.
vulgare ، وأهم هذه الأنواع توجد في عدد من الأقطار منها سوريا إذ يوجد
بها نوعان عربي أبيض وعربي أسود وهما ثنائيا الصف يستعملا خاصة للأعلاف وكذلك في
اليمن إذ يوجد كثير من الأصناف منها البوني ومجز صعدة والجعمل صمدة ومحيط الهابر
صعدة وصقلة وجيب وأسود وكذلك الشعير النبوي وهو شعير ثنائي الصف عاري (بدون حراشف)
، كذلك في تونس يوجد صنفان سداسيا الصف وهما السويحلي والعرضاوي ويستعملا
استعمالاً مزدوجاً في التغذية الحيوانية وغذاء للإنسان ، كما يوجد الشعير العاري
ويسمى شعير المكنين أو شعير النبيء ، أما في الجزائر فيوجد صنف محلي واسع الانتشار
وهو صنف سعيدة .
كما
توجد أصناف عديدة مستنبطة محلياً أو مستوردة
في باقي الأقطار العربية .
2-1-1-3 الذرة والدخن :
تشيـر
العديــد من المصادر إلى أن بعض أجزاء الوطن العربي تضم أقاليم جغرافية تعتبر
مراكز تنوع ونشأة لبعض محاصيل الغلال ، مثـل الذرة الرفيعة Sorghum bicolor وحشيشة السودان S. Sudanense والمعروفـة باستخدامها كعلف ، وهـو جـزء مـن المركـز
الأفريقي لمحصول الدخن Pennisetum glaucum إذ يوجد به
العديد من الأنـواع البريــة مــن أسلاف محصول الذرة مثل S. arundinaceum و S. aethiopicum و S. verticitliflorum ، إضافة إلى 18 نوع بري من الدخن. كما أن الأقارب
البرية لمحصول الذرة تنمو في أنحاء أخرى من الوطن العربي مثل سلطنة عمان والإمارات
ومصر . إن محصولي الذرة والدخن يمثلان محصولين غذائيين رئيسيين لنسب عالية من
السكان في السودان والذين توارث مزارعوها العديد من الأصناف المحلية (أصناف
المزارعين ) على مر
التاريخ، وهي تعكس تباينا في مدى التأقلم على الظروف البيئية السائدة وعلى أنواع
الاستخدام المختلفة من صنع للخبز أو لأنواع من المشروبات أو علف ، كما أن أعدادا
كبيرة من السلالات البرية المتباينة لمحصول الذرة الرفيعة قد تمت الإشارة إليها في
سلطنة عمان ومصر واليمن .
2-1-1-4 الأرز Oryza sativa :
على
الرغم من أن الأرز لا يعتبر محصولا زراعياً رئيسيا في الوطن العربي ، إلا أن بعض
الأصناف التقليدية القديمة تتم زراعتها على نطاق محدود في بعض أنحاء السودان ومصر
والمغرب ، هـذا إضافة إلى وجود ثلاثة من الأنواع البرية ذات الصلة بهذا المحصول
وهي : O. longistaminata و O. barthii و O. punctata في بعض أنحاء الوطن العربي .
2-1-1-5 الذرة الشامية Zea mays :
تعتبر
الذرة الشامية كأحد المحاصيل المستجلبة للوطن العربي إلا أنها عرفت ببعض الأصناف
القديمة والأنماط المتأقلمة على البيئات التي تزرع في بعض أنحاء الوطن العربي مثل
السودان، وعمان ومصر والمغرب واليمن .
2-1-1-6 أنواع أخرى من الحبوب :
لقد
عرف الوطن العربي كذلك أنواعاً أخرى من محاصيل الغلال والتي ربما تكون مزروعة على
نطاق محدود ، إلا أنها تضم موارد وراثية هامة في بعض أنحاء الوطن العربي ، من هذه
المحاصيل عرف الثيليون أو الدخن الاصبعي Eleusine coracana كأحد محاصيل
الحبوب في جنوب السودان وتزرع منه فقط سلالات محلية حافظ عليها مزارعو ذلك الجزء
من البلاد على مر التاريخ. كما أن التقارير حول اليمن تشير إلى أن هذا المحصول كان
من المحاصيل التقليدية التي ان كانت تزرع ، أما الآن فإنما يتم ذلك على نطاق محدود
، وهذا المحصول يضم أثنين من الأنواع البرية وصفت في السودان ، هما E. indica و E. flagellifera.
2-1-2 البقوليات :
2-1-2-1 العدس Lens
culinare :
يعتبر
العدس من أهم المحاصيل البقولية الغذائية في الوطن العربي ، وتعتبر منطقة غرب آسيا
بشكل عام موطنا أصلياً للعدس . وقد تم توثيق أول نبات بقولي في التاريخ في تل مربط
شمال سورية يعود تاريخها إلى تسعة آلاف سنة قبل الميلاد . وهناك العديد من الأصناف
المحلية المزروعة في الوطن العربي والتـي تميز تبعاً للـون البذرة مـن أهمها
العـدس الأحمـر والعـدس الأبيض . ويضم العدس كذلك النوع البري L. ervoides وموطنه الأصلي
سورية وفلسطين والأنواع البرية L. nigricans و L. orientalis و L. odemensis .
2-1-2-2 الحمص Cicer arietinum :
يعتبر
الحمص أيضاً من المحاصيل المهمة في الوطن العربي
وقد زرع في منطقة البحر المتوسط ونقل إلى الهند واثيوبيا وشرق أفريقيا
وأصبح المحصول الأهم في الهند .
وهناك
عـدة أصناف محلية مـن الحمص منها الدرعوزي والنوع الفوعي وينتشران في سوريا، كما
أن هناك أنـواع مـن الحمص منها المزروع C. arietinum والبري C. bijugum و C.
Jordani-cum ، C. pinnatifidum وهذه الأنواع
مهددة بشدة بالإنقراض بسبب استغلال الأراضي الهامشية البور في الزراعات المختلفة إضافة
إلى الرعي الجائر والفلاحة غير المنتظمة.
2-1-2-3 البازلاء Pisum sativam :
يعتبر
الوطن العربي الموطن الثاني للبازلاء وهناك البازلاء البرية التي تشمل الأنواع
التالية: البازلاء السورية Pisum sativum ssp
syricum bergeri وتدعى أيضاً بالبازلاء القصيرة
والبازلاء الصغيرة المحمرة والبازلاء العالية وكذلك البازلاء المزروعة .
2-1-2-4 الفول Vicia faba أو :Faba
vulgaris
تعتبر
زراعة الفول هامة لأنها تستعمل كغذاء في الوطن العربي وخصوصاً بمصر والسودان ،
وتعتبر منطقة آسيا الوسطى مركز النشوء الأصلي للفول ولا يعرف ان كان تطوره الوراثي
هجين بين Vicia angustifolia (2n=12) و Vicia narbonensis (14=2n) أو هو تطور من Vicia angustifolia .
يتواجد
الفول بأصناف محلية بالوطن العربي أهمها :
1-
الفول المصري :
منتشر بشمال افريقيا ومصر والسودان
.
2-
الفول المالطي : يتواجد بمصر وسوريا وتونس ويعرف به أصناف كثيرة
. ففي تونس هناك الصنفان عمدون وعمدون 2 وفي سوريا هناك الشامي والحلبي وفول تلكخ
وبالجزائر هناك مخطط وسطيف ومخطط وادسمار .
3-
الفول القبرصي : وهو منتشر بسوريا تحت أصناف البعلي
والزوري وفي مصر في صنف بلدي .
2-1-2-5 الفاصوليا Phaseolus vulgaris :
نشأت
زراعة الفاصوليا بمركزي وسط أمريكا وجنوب أمريكا وتتواجد كزراعة قديمة ومستوردة
بالبلدان العربية كبلدان شمال أفريقيا ، حيث تتواجد في شكل أصناف مستوردة كأصناف
محلية منها 15 صنف بالجزائر كقلاع الأسود وقلاع أحمر والقبائلي كما توجد عدة أصناف
أخرى في المغرب .
2-1-2-6 المحاصيل البقولية الصيفية :
بعض
المحاصيل البقولية عرفت بتأقلمها على المناخات الحارة الجافة من أنحاء الوطن
العربي، وذلك مثل اللوبيا الحلو Vigna unguiculata (Cowpea)واللوبيا
(Hyacinth bean)، Lablab niger ، وفول أبو قوي Vigna subterranea
(Bambara groundnut). عرفت هذه المحاصيل بشكل متفاوت في بعض أنحاء الوطن العربي مثل
السودان وعمان واليمن . وبعضها يشكل
محاصيل غذائية هامة لبعض شرائح
السكان مثل اللوبيا الحلو في بعض المناطق العربية ، وقد عرف المزارعون هناك سلالات
متباينة يعتقد أنها دخلت مع المهاجرين من غرب أفريقيا في فترات سابقة . كما أن
هناك العديد من الأصناف المحلية القديمة من هذه الأنواع في كل الأقطار التي تنمو
فيها ، إضافة لوجود بعض السلالات البرية من اللوبيا الحلو (Vigna spp.)تنمو
في سلطنة عمان ومصر .
2-1-3 المحاصيل الزيتية :
2-1-3-1 السمسم (Sesamum indicum) :
تشكل
بعض المحاصيل الزيتية محاصيل تلعب دورا هاما في اقتصاديات بعض بلدان الوطــن
العربـي ، مثـل السمسم (Sesamum indicum )
والفـول السوداني وزهرة الشمس ومن هذه البلدان السودان والمغرب واليمن .
لقد تداول المزارعون في هذه البلاد ولا يزالون العديد مـن السلالات والأصناف
المحليـة التي يبـدو أنها تضــم مـدى مــن التنوع الوراثي .
2-1-3-2 الفول السوداني
(Arachis hypogea) :
يمثل
الفول السوداني مثالا للمحاصيل المستجلبة والتي توطنت في بعض البلاد العربية مثل
السودان ومصر وصارت ذات أهمية كبيرة في اقتصاد البلاد ، إلا أن الأصناف القديمة
وهي من الأنواع الزاحفة والمفترشة ، ربما تكون قد اختفت أو انحسرت تماما في بعض
المناطق وحلت محلها الأصناف الحديثة المحسنة . ويزرع هذا المحصول أيضاً في المغرب
والجزائر .
2-1-3-3 الكتان Linum usitatissimum :
تعتبر
زراعة الكتان محصولات ثانوية بالأقطار العربية وهي أصلية في مركز النشوء بآسيا
الوسطى ويتواجد في مراكز تنوعه الثانوي بغربي آسيا وبالمركز الثانوي الشرقي
لافريقيا يستعمل الكتان لانتاج الألياف ، والزيت والبذور التي تستعمل لأغراض
طيبة .
تمارس
زراعة الكتان لإنتاج البذور بسوريا بمناطق غوطة دمشق ، وبمصر حيث هناك أصناف
مستنبطة جديدة مثل جيزة 56 وجيزة 78 ، أما بشمال إفريقيا فقد انقرضت زراعة الكتان
بعد ان كانت متواجدة كمحصول يتداول مع زراعة الحبوب .
2-1-3-4 محاصيل زيتية أخرى :
مورست
كذلك بعض المحاصيل الزيتية على نطاق محدود في بعض أنحاء الوطن العربي مثل زهرة
الشمس أو عباد الشمس والقرطم (Carthamus
tinctorius) ، والخروع Ricinus communis ، علما أن بعض الأنواع البرية من الخروع قد تمت الإشارة لوجودها
في سلطنة عمان .
2-1-4 المحاصيل البستانية (خضروات) :
الفليفلة
، الشطة Capsicum spp L. :
يعتبر
جنوب المكسيك وأمريكا الوسطى الموطن الأصلي للفليفلة ، وتعتبر الفليفلة من
المحاصيل ذات الاستخدام الواسع في الوطن العربي ، والتي يبدو أنها أدخلت إلى الوطن
العربي منذ وقت طويل ، وهناك أنواع مختلفة من الفليفلة أهمها البلدي في كثير من
بلاد الوطن العربي . وكذلك تعتبر الشطة من المحاصيل ذات الاستخدام الواسع في الدول
العربية ، والتي يبدو أنها أدخلت إليها منذ وقت طويل، حيث تجمعت العديد من الأصناف
المحلية التقليدية والمتنوعة والتي يعتمد عليها الآن أساساً في إنتاج هذا المحصول .
هـذا وتحتوي هذه الأصناف المحلية على بعض الأنماط المتميزة والمعروفة بدرجة
حرارتها العالية . كما تشيـر بعض الصفات الشكليـة لنباتات الشطـة إلـى أنها تنتمـي
لنوعين هما C. frutescens و C. chinense .
خضر
العائله القرعية Cucurbitaceae :
تضم
هذه الفصيلة عدد من الأنواع الخضرية أهمها الخيار Cucumis sativus وموطنه الأصلي
شمال الهند وهناك الخيار البلدي ويزرع في أماكن عديدة من الوطن العربي .
الخضروات
الورقية :
تلعب
الخضـروات الورقية دوراً هاماً في المائدة العربية ويوجد منها الملوخية (Corchorus olitorius) وموطنها الأصلي
هو المناطق الاستوائية الرطبة في الهند . وهناك أصناف محلية منها الشامية والمصرية
، وتزرع في أماكن عدة من الوطن العربي منها الأردن ، مصر ، سوريا ، السودان ،
فلسطين وغيرهما . وكذلك الجرجير Eruca sativa ويزرع في كثير من المناطق في الوطن العربي ، وكذلك السلق أو
الشوندر الورقي Beta cicla L. وتعد البلاد العربية في حوض البحر المتوسط الموطن الأصلي لهذا
النبات وهناك الصنف البلدي والذي يزرع في أماكن عديدة من الوطن العربي وأنواع أخرى
من السلق تزرع في السودان .
الرشاد
Lepidium sativum :
يزرع
في معظم الدول العربية مثل تونس ، الجزائر ، المغرب ، السودان ، مصر ، سوريا،
الأردن وفلسطين . ويوجد نوعان من الرشاد هما الرشاد البلدي والرشاد البري .
خضر
العائلة النرجسية :
البصل
العادي Allium cepa L. والثوم Allium sativum L. :
وتعتبر
الدول العربية المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط الموطن الثاني للبصل والثوم ،
حيث ان الموطن الأول هو اسيا الوسطى . وهناك أصناف محلية من البصل الأبيض والبصل
الأحمر والبصل الأصفر ، وقد أثبتت السلالات المحلية في كثير من الأقطار العربية تفوقا على الأصناف المحسنة الحديثة ، مما شجع
على انتخاب سلالات معينة من بينها ثم إطلاقها كأصناف محسنة للاستخدام من طرف
للمزارعين .
أما
الثوم فمنه أصناف الكسواني والبيردي .
الشمام
Cucumis melo :
بعض
أنواع القرعيات تعتبر محاصيل مستوطنة في بعض البلاد العربية حيث توجد منها أقارب
برية وسلالات محلية متأقلمة . ويمثل الشمام وبعض أقاربه من العجور وغيره من النوع (Cucumis
melo) مثالا لمحصول تشير المصادر إلى أن موطنه الأصلي هو شرق أفريقيا،
كما تشير بعض المصادر إلـى أن بعض الأنماط التي تـزرع فـي السـودان مـن هـذا النوع
والمعروف باسم التبش ربما تكون هي أسلاف للشمام ، ويعزز ذلك أن نباتات المجموعة
البرية الحقيقية من الشمام والمعروفة علميا بـ C. melo agrestis تنمو في السودان وعرف محليا باسم الحميض .
البطيخ
(Citrullus lanatus) :
كما
أن البطيخ (دلاع) (Citrullus lanatus)
هو المحصول الذي تمثل القارة الأفريقية في جنوب
الصحراء الكبرى موطنه الأصلي ، وتوجد منه
في بعض أنحاء الوطن العربي سلالات محلية وأقارب برية . إن أنماطا متباينة من
البطيخ عرفت كسلالات أرضية محلية قديمة في بعض أنحاء السودان وبخاصة في غربه ، حيث
يعتبر محصول البطيخ الذي يعتمد على أصناف المزارعين التقليدية محصولا اقتصاديا
هاما ومصدرا للدخل حيث تتم المتاجرة ببذوره وتصديرها خارج المنطقة بل وخارج
السودان. علما أن أنواعا وأنماطا برية مـن البطيخ عرفت فـي بعض أقطـار الوطن
العربي مثل السودان ودولة الامارات واليمن ومصر والمغرب وغيرها ومنها المعروف باسم
الحنظل (C. colocynthis) .
البامية
Abelmoschus esculentus :
من
محاصيل الخضر التقليدية الهامة محصول البامية (Abelmoschus esculentus)وهو
من المحاصيل الذي يعتقد أن موطنه الأصلي هو شرق أفريقيا. ويعتبر هذا المحصول من
محاصيل الخضر الشعبية الهامة في السودان ومصر والمغرب ، حيث تستخدم ثماره إما
طازجة أو جافة وأحيانا يتم استخدام أوراقه . ويتم الاعتماد فيه على أصناف هي عبارة
عن سلالات أرضية (أصناف مزارعين) متباينة في كل أنحاء البلاد. علماً أن الموارد
الوراثية لمحصول البامية لا تقتصر على السلالات المزروعة فقط بل تعرف بعض الأنماط
والأنواع البرية في اليمن وفي السودان والذي توجد به أنماط برية من الأنواع A. esculentus و A. manihot و A. ficulneus .
الخضروات
الجذرية :
* الجزر Dacus carota :
تعتبر
الدول العربية في حوض المتوسط الموطن الأول للجزر
ثنائي الحول الأصفر والأبيض والبنفسجي وتجدر الإشارة إلى أن الصنف السوري Var Syricus نشأ من تهجين بين صنف الجزر الأصفر والبنفسجي ، وتشير المعلومات
ان الجزر زرع في الوطن العربي في القرن السادس الميلادي في مناطق بلاد الشام .
* الشمندر الأحمر Beta
vulgaris :
تنتشر
الأنواع البرية للشمندر في مناطق متعددة من العالم وهو ينتشر في شواطئ الدول
العربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، وهناك الصنف المحلي وهو بطيء النمو (68
يوماً) ولونه بنفسجي.
* اللفت Brassica rapa L. :
زراعة
اللفت منتشرة في الوطن العربي ، وهنالك اللفت البلدي الذي يزرع في العراق وسوريا
والمغرب .
خضروات جذرية أخرى :
من
محاصيل الخضر الجذرية التقليدية في بعض أقطار الوطن العربي محصولي البامبي (Ipomea batatus) والفجل (Raphanus sativus)
وتعرف منهما أصناف قديمـة كما هو الحال في السودان
ومصر.
محاصيل
بستاتية أخرى :
لبعض محاصيل
المنبهات أهمية خاصة في الوطن العربي ، ومنها محصول البن والذي تعرف منه كثير من
السلالات المحلية القديمة في اليمن وبعض أنحاء المملكة العربية السعودية.
Post a Comment