طرق جمع المعلومات
        إن الحصول على المعلومات بمواصفات معينة هي الدعامة الأساسية التي تبنى عليها عملية الإرشاد و المعلومات الصحيحة بموجبها تحدد حالة المسترشد أي أننا دون عملية التشخيص نقع في متاهات نفسية و محاولات فيها إضاعة الوقت و الجهد معاً .
      ولن يستطيع المرشد دون هذه المعلومات أن يصف علاج أو يقدم المساعدة الناجحة في حل المشكلة . و الأخذ بيد المسترشد و مساعدته يعتمد على ما يجمعه المرشد من معلومات مفيدة .
    إن في جمع المعلومات أهمية كبيرة في تحديد مشكلة العميل و التعرف إلى أسباب اضطرابه نفسياً. مما يسهل على المرشد التعرف إلى نوع الإجراءات اللازمة اتخاذها و الخطوات الواجب إتباعها . ويستخلص عندها الطريقة الإرشادية الملائمة .
      وجمع المعلومات الدقيقة و المفيدة يحتاج إلى خبرة وفن ومهارة وذلك كما تعرف الإرشاد بأنه علم وفن ، علم من حيث أنه يعتمد على الأسس النظرية و المبادئ العامة أو يقوم على نظريات علمية تسد إلى مناهج البحث العلمي وهو فرع من فروع علم النفس التطبيقي وكذلك هو فن يحتاج إلى مهارة و خبرة فنية علمية في التطبيق تراعي طبيعة الإنسان و الفروق الفردية بين العملاء و تنوع الخبرات و المشكلات .  
"2" شروط عملية جمع المعلومات :-
    ليس من السهل جمع المعلومات المفيدة و الهادفة إذ لابد أن تتوفر شروط معينة تتصف بها هذه لمعلومات حتى يستفاد منها على أكمل وجه .
 ومن الشروط التي يجب مراعاتها في جمع المعلومات ما يلي :-
"أ" سريه المعلومات :-
   حتى يفصح المسترشد عن كل مكنوناته و التي قد تسبب الخجل أحياناً لإعتقادة أو إحساسه في نفسه أنها سلوكيات غير طبيعية و أنها سلوكيات معينة كان لابد على المرشد أن يشجعه على طرحها . ومن هنا تأتي أولى المهام في عملية جمع المعلومات . إذ لابد أن يطمئن المرشد العميل على أن مايدلي به من معلومات ستبقى سراً لايعلمه سواهما وهنا يزرع بزور الثقة في نفس المسترشد ، و عندما يطمئن إلى سرية معلوماته يتحدث عندها بكل حرية وبصراحة تامة وفي جو نفسي مريح ، خاصة إن كانت المعلومات التي سيدلي بها تسبب له متاعب في حياته .
        وحتى يؤكد المرشد للعميل سرية المعلومات فإنه يكتمها بطريقة غير مقروءة لغيره بل تكون معظمها مختزلة و بشكل رموز لا يفك أسرارها سواه . وهناك من المرشدين من يستعمل أسماء مستعارة أو كتابة الحرف الأول من الاسم .
"ب" المهارة في جمع المعلومات :-
    و المهارة تعتمد في أصلها على المران و الخبرة وتكون أسئلة هادفة وسابر لأعماق وخفايا مايمكنه المسترشد من معلومات وعلى المرشد أن يهتم بجمع المفيد من المعلومات لمهمته و بطريقة سهلة وطبيعية .
"ج" الدقة و الموضوعية :-
     لايمكن الوصول إلى تشخيص المشكلة بشكل دقيق إلا عن طريق الدقة المتناهية في جمع المعلومات ، والموضوعية في جمع المعلومات أي جمع المعلومة التي لها علاقة أو صلة بالموضوع أو المشكلة .
    وإن الوصول إلي دقة المعلومات و موضوعيتها تعتمد على وسائل جمع المعلومات ومناسبتها للمشكلة سواء كانت عن طريق المقابلة – الملاحظة – أو دراسة الحالة .......الخ.
"د" الصدق و الثبات :-
    إن صدق المعلومة التي حصل عليها المرشد يعني أنها تصف فعلاً ما تعنيه من دلالة على سلوك المسترشد .
أما الثبات أو ثبات المعلومة ، حتى يتمكن الاعتماد عليها و على نتائجها فيجب أن لاتتغير بسرعة من جلسة لأخرى و إن عدم ثبات المعلومة مدعاة للحيرة و الغموض و ستكون عاملاً مضللاً للمرشد في أثناء معالجته للمشكلة .
"ه" تعاون العميل "المسترشد":-
    أن من أصعب مهام المرشد في تعامله مع المسترشد أن يتوصل إلى نتيجة إن لم يوفق في حث العميل أو إقناعة بالتعاون معه و أخذ العميل بمأخذ الجد حتى يستطيع مساعدته بشكل موفق . إن هناك من العملاء مقاوماً و سلبياً في تجاوبه مع خطط المرشد .
"و" الاعتدال:-
     عند جمع المعلومات يجب الابتعاد عن التعميم السريع وغير المحدود و ما يتخلل ثناياه من أخطاء المبالغة في الأمور .
كما يجب عدم الإفراط في تطبيق القواعد العامة على حاله العميل الخاصة ،لان هنالك فروق فردية بيئية و ثقافية يجب أخذها بعين الاعتبار .
 و الإعتدال أمر مطلوب و مرغوب في آن واحد ، خاصة في مثل الحالات الإنسانية التي لايمكن حصرها بمبادئ و قوانين تنطبق على الأفراد بشكل كلي وعام .
وهنالك شروط أخرى ثانوية :-
    1- تقييم المعلومات
    2- تنظيم المعلومات
    3- أسباب المشكلة
"ز" وسيلة وليس غاية :-
   القصد من جمع المعلومات هو خدمة المرشد النفسي للوصول من خلالها إلى هدف معين ،وهو تخليص العميل من مشكلة يعاني منها . وبكل مواصفاتها وموادها ماهي إلا وسيلة لتشخيص موفق وعملية إرشادية ناجحة وليس غاية في حد ذاتها .
"ن" بذل أقصى جهد :-
   إن عملية جمع المعومات ليس بالعملية السهلة بل هي عملية تتطلب الكثير من الجهد للحصول على معلومات لها مواصفات كالصدق و الثبات و الموضوعية و لن يـتأتى هذا إلا بتوظيف الطرق و استغلال الإمكانات و المهارات الفنية .

                                        طرق جمع المعلومات
Interview-:المقابلة  أولا ً:-
* تعد المقابلة الوسيلة الأولى الأساسية وحجر الزاوية في طرق ووسائل الإرشاد .
*و المقابلة علم وفن معاً وهي ليست مهمة يسيره كما يتصور بعض الناس ومع ذلك فهي مهارة يمكن تعلمها من خلال الدراسة و الملاحظة و الإقتداء بنموذج أو قدوة .
* و المقابلة هي مصدر مهم للمعلومات ،وقد أستخدم بشكل مهني عبر التاريخ و لايقتصر استخدام المقابلة على علم النفس فقط ، بل يتعداه إلى عدد من العلوم الاجتماعية و الإنسانية فيستخدمها علماء الاجتماع كما تستخدم في ميادين الطب و الصحافة و المحاماة و إدارة الأعمال.
تعريف المقابلة
1- ستراج:- هي قلب الإرشاد النفسي حيث تشمل على عدد من الفنيات التي تساهم في نجاحها وقد ميزت ملامحها الأساسية بقولها أن المقابلة الإرشادية عبارة عن علاقة مواجهة دينامية وجها لوجه بين المسترشد الذي يسعى في طلب المساعدة لتنمية إستبصاراته التي تحقق ذاته و المرشد النفسي القادر على تقديم هذه المساعدة خلال فترة زمنية معينة وفي مكان محدد .
2- العالم الين روس:- عرفها بأنها عبارة عن علاقة دينامية وتبادل لفظي بين شخصين أو أكثر فالشخص الأول هو أخصائي التوجيه و الإرشاد و الذي يتوقع منه مساعدة للشخص الثاني وهو المسترشد ومحور المقابلة وهو الأمانة وبناء العلاقة الناجحة .
3- ماهر عمر:- يعرف المقابلة على أنها مواجهة إنسانية بين المرشد النفسي و المسترشد في مكان محدد وبناء على موعد سابق لفترة زمنية معينة من أجل تحقيق أهداف خاصة .
4- أحمد عبد الخالق :- هي محادثة جادة بين شخصين وهما المرشد وهو شخص مدرب يحاول أن يفهم المسترشد ويقدر بعض خصاله ويحصل على معلومات معينة عن سلوكه الماضي أو الحاضر أو شخصيته وتجري المقابلة في موقف مواجهة وتعتمد على التواصل اللفظي .
5- سعيد حسن العزه:- هي علاقة إنسانية مهنية ذات هدف محدد وهي تفاعل بين شخصين أحدهما قادم بمحض إرادته "مسترشد" وآخر مؤهل لتقديم المساعدة وتتم وجهاً لوجه .
6- التعريف الشامل :- مما سبق نستطيع القول أن المقابلة هي علاقة اجتماعية مهنية دينامية وجهاً لوجه بين المرشد و المسترشد في جزء نفسي آمن تسوده الثقة المتبادلة بين الطرفين من أجل حل مشكلة أي أنها علاقة مهنية هادفة يتم فيها تفاعل اجتماعي هادف وتبادل معلومات ومشاعر وإتجاهات .
عناصر المقابلة :-
يتبين لنا من خلال التعاريف السابقة أن المقابلة الإرشادية تنطوي على عناصر أساسية هي :-
"أ" المواجهة الإنسانية :-
لاتتم المقابلة بدون موجهة بين الأطراف المعينة لها ممثلة في المرشد النفسي و المسترشد وجهاً لوجه ، و لا يتمثل الإتصال الهاتفي بين الأطراف للإستفسارعن أمر ما أيه صورة من صور المقابلة ولاسيما الإرشادية منها .
و المواجهة وحدها لاتكفي لتكون عنصراً من عناصر المقابلة لذا يجب أن تتميز بالسمة الإنسانية .
     فالابتسامة التي يستقبل بها المرشد مسترشدة في بداية كل مقابلة وعند نهايتها ، والمشاعر الودية المتميزة بالصدق و الأمانة و التعاطف الوجداني التي يبديها في علاقته بهم يمكن إن تضفي على المقابلة روحاً إنسانية وتدعمها وتبسهم في تحقيق أهدفها .
"ب" المكان المحدد :-
       من البديهي أن تتم المقابلة في مكان محدد و ثابت ، لايتغير بين الحين و الآخر بحيث يكون معروفاً لكل من المرشد النفسي و المسترشد .
"ج" الموعد السابق :-  
   لايبالي نفر من المرشدين النفسيين بتحديد موعد سابق لمقابلة مسترشديه حيث يقابلهم كلما أتي أحدهم إليه وفي أي وقت خلال ساعات العمل .
     ومن جهة أخرى يصر الكثير من المرشدين على تحديد موعد سابق للمقابلة ، مما يدعم الهدف العام من المقابلة وينظم العمل خلالها ويرى هؤلاء بأنه لايجوز للمقابلة أن تتم بدون تحديد موعد سابق لها .

"د" فترة زمنية معينة :-
   إن تحديد الفترة الزمنية التي تستغرقها المقابلة أمر هام جداً في حين أنها تساعد المرشد على تخطيط إستراتيجية إرشادية وفقاً لها في كل مقابله وهي تنظم المقابلات المتتالية معه فلا تطغى مقابلة على أخرى ، وتنظم عمل المرشد النفسي .
     لذا يجب على المرشد في المقابلة الأولى أن يحدد زمن المقابلة لأن الهدف من المقابلة ليس الثرثرة من جانب المسترشد وإنما الحصول معلومات أو مساعدتهم على حل مشكلاتهم .
*من المهم ألا يبدو المرشد أنه في عجلة من أمره وعليه أن يشعر العميل بأن وقت ألمقابله له كلياً.
"ه" تحديد الأهداف :-
    لاتتم المقابلة لمجرد الثرثرة الفارغة وتجاذب أطراف الحديث بشكل عام وإنما من أجل تحديد أهداف و أضحة و محدده تتعلق بمساعده المسترشد الذي يتردد على مرشد نفسي .

Post a Comment

Previous Post Next Post