طريقة الإرشاد الجمعي :
تختلف طريقة الإرشاد الجمعي حسب العوامل والظروف
التالية :
أ-
حسب المكان الذي يتجمع
فيه أفراد الإرشاد الجماعي . هل هو في العيادة أو قاعة المحاضرات ، أو مسجد أو
منزل أو مكان العمل والدراسة والنادي أو المستشفى أو السجن .
ب-
حسب نوعية المشكلات
ذاتها من حيث مدى التشابه بين أفراد الجماعة ومدى الاختلاف في العمر والجنس
والثقافة والمستوى الاجتماعي ومن نوعية المشكلات وتصنيفها .
ج- حسب نوعية النظرية العلمية التي يريد المرشد
إن يتبعها مع المسترشدين هل هي تعتمد على شخصيات الأفراد وتعرفهم على ذواتهم علميا
_ أم على ديناميات الجماعة وعواملها النفسية في المشاركة والاندماج والإيحاء.. وهل
التركيز على دور المرشد ذاته ؟ أم على دور المسترشدين أنفسهم؟؟.
أساليب الإرشاد الجماعي :
أولا:أسلوب التمثيل النفسي المسرحي(سيكو دراما)
وتسمى التمثيلية المسرحية للمشكلات النفسية ، وهو إرشاد عملي واقعي يشاهد
بالتمثيليات النفسية حيث تعرض مشكلات انفعالية كالتيس يعانيها
المشاهدون المسترشدون وتعرض تسلسلاتها وأحداثها ومواقفها حتى تصل إلى نهاية هي حل
عملي لتلك المشكلة بصورة واقعية عملية في حياة الناس السوية الصحيحة .
وتمتاز السيكو دراما بحرية السلوك الانفعالي
والتداعي الحي الحر وبذلك يتم تصوير الدوافع والاتجاهات والصراعات واحباطاتها
مما يؤدي في الختام إلى حل للمشكلة بشكل يتم التكيف فيها مع التفاعل
الاجتماعي السليم ويتم التعليم عن طريق الخبرة العملية .
والواقع إن التمثيل
المسرحي للمشكلات النفسية ومحاولة حلها من اشهر اساليب الإرشاد الجمعي ويكون الموضوع عادة قصة تدور حول خبرات
المسترشدين وماضيهم ومشكلاتهم الحاضرة
وآمالهم المستقبلية ففي هذا النوع من الإرشاد
التنفيسي تعلي ومشاركة وجدانية في إدراك الذات ومعرفة مواطن القوة والضعف فيها
وختاما فيه التوجيه والإرشاد إلى الحياة السوية بأسلوب عملي جماعي .وادوار
التمثيلية يقوم بها المسترشدون العملاء بحيث يقوم كل مسترشد بالدور الذي يمثل دور
العادي في الحياة العملية الواقعية كدور الوالد أو الاخ . أو الزوج أو المدرس أو
التلميذ أو الفتى أو لرئيس أو المدير أو الطبيب .. وهكذا الممثلون هم المسترشدون
أنفسهم ويختار كل واحد منهم الدور الذي يرغب في تمثيله والمهم هو الاندماج الفعلي
في لدور ومراكزه التمثيلية .
ويحرص علماء
النفس على تسجيل تمثيليات النفسية المسرحية صورة وصوتا على أشرطة فيديو وذلك يتسنى
للمسترشدين الممثلين إن يشاهدوها أكثر من مرة – كما يستطيع مشاهدتها جماعة مسترشدة
أخرى تعيش ذات المشكلة وتكرار المشاهدة يتيح للمسترشدين معرفة أنماط سلوكهم ومدى
التحسن الذي يطرأ عليهم بالقياس مع الحياة العملية التي يعيشونها ويسمى هذا
الأسلوب أيضا ( التمثيل الاجتماعي
المسرحي ) السوسيو دراما وهو التوائم للتمثيل النفسي المسرحي كلاهما يسمى أيضا اسم
لعب الأدوار والمراكز .
ثانيا : أسلوب إلقاء المحاضرات : فالمحاضرات
أسلوب تعليمي تربوي في طريقة الإرشاد النفسي الجماعي . حيث يتعلم المسترشدون مزيدا
من المعارف والأفكار فيما يتصل بحياتهم العملية وما يتصل بها من علاقات ومواقف وكل
ذلك في إطار المشكلة التي يعانونها مع بيان لمراحل التوجيه لمواجهة المواقف وإدراك
الذات . والتعليم الجديد . لكل ما يساعد على حل المشكلات ومواجهة الاضطرابات .
فالمرشد هو الذي يلقي المحاضرة ـ وقد يدعو آخرين من ذوي التخصص يتشابهون في ذات
المشكلة ولابد إن يتخلل المحاضرة أو إن يكون ختامها أسئلة متبادلة ومناقشات
متداولة مما يكسب المحاضرة حيوية ونشاطا .
ثالثا : أسلوب المناقشات الجماعية ويتم ذلك
ابتداء بالمشكلات النفسية الاجتماعية العامة ثم تتدرج المناقشات إلى المشكلات
النفسية المشتركة الخاصة بأعضاء الجماعة المسترشدين لذا لابد إن يكون أعضاء
المناقشة متجانسين يتشابهون فيما يعانون من مشكلات متقاربة في المجال المهني المعين
بالذات وفي المجال التربوي أو التعليمي أو الاجتماعي أو الانفعالي السلوكي أو بعض
العيوب السلوكية في العادات والخرافات ومواضيع المناقشات ينبغي إن تكون متصلة
بجوهر الاضطراب أو المشكلة كما تم تأكيد ذلك في مواضيع المحاضرات أيضا ويكون محور
المناقشات حالات افتراضية بأسماء عامة وهمية ولكنها تلمس الواقع الذي يعاني منه
أعضاء الجماعة ويكون المرشد محور المناقشات إذ هو الذي يثير الأسئلة ويوزعها
ويستمع لأسئلة الأعضاء الحاضرين ويتعاون معهم على الإجابات السليمة .
رابعا: أسلوب عرض الوسائل الإيضاحية السمعية
والبصرية التي تصور مظاهر انفعالية سلوكية وما يتصل بها من مشكلات واضطرابات –فهذه
الأفلام الوثائقية التعليمية النفسية –ذات اثر بعيد في نفسية أعضاء الجماعة
المسترشدة –ويشترط إن يكون موضوع الوسائل الإيضاحية متصلا بمراكز أعضاء الجماعة
وأدوارهم في الحياة ومع مشكلتهم المشتركة التي يعانون منها .
وينبغي إن نذكر إن من أساليب الإرشاد النفسي
الجماعي هو الأسلوب الذي يستطيع المزج المتوازن بين أسلوب المحاضرة فلا تكون طويلة
ويعقبها أو يتخللها مناقشات حوارية مع بعض التمثيل النفسي المسرحي الخفيف .علما
بان الذي يحدد الأسلوب الممتزج أو المنفرد في الإرشاد الجماعي هو تكوين الأعضاء
أنفسهم – ومدة الاجتماع – وموضوع المشكلة بالذات . كما إن كل هذه الأساليب في
طريقة الإرشاد النفسي هو الأساس الأولي في كل عملية إرشادية كلما أمكن ذلك .لاسيما
إذا توفر عدد مناسب من المرشدين النفسيين للقيام بإجراء المقابلات والجلسات إذ يتم
فيها حرية المناقشة الشخصية وتبادل المعلومات وإثارة الدافعية وتبصير الذات وتفسير
المشكلات ويتم ذلك بصورة خاصة .
أسس الإرشاد الجمعي :
قوم ايجابيات طريقة الإرشاد الجماعي على أسس
نفسية هامة تساعد على نجاح عملية الإرشاد وجلساتها الاستشارية الإرشادية . واهم
تلك الأسس ما يأتي :
الفرد المسترشد كيفما كان فهو عضو في جماعة يعيش
معها من قريب أو من بعيد ويتأثر بها ويؤثر فيها .
رغم وجود الفروق الفردية بين المسترشدين فهناك
مجموعة منهم تتشابه أنماط حياتهم العامة وتتشابه بعض معالم مشكلاتهم واضطراباتهم
وحاجاتهم للإرشاد جميعا في مواقف متشابهة .
إن حاجة المسترشد للآمن والتقدير والنجاح هي
عوامل نفسية اجتماعية وكلها تساعد على ضبط السلوك وتقبل القيم ومراقبة الذات
لانسجامها مع معايير الجماعة .
والإرشاد الجمعي يستخدم كل هذه العوامل لتبصير
المسترشد بنفسه . ومساعدته على وعي سلوكه .وفهم ذاته مقارنة أو متعاونة مع الآخرين
.
يحاول الإرشاد في شتى طرائقه إكساب المسترشد روح
التعاون والانسجام مع الآخرين من حوله . وهذه مهارات تعلمية تتم في نطاق الجماعة
تعليما وتدريبا وممارسة ومتابعة وذلك عن طريق الإقتداء والمشاركة الوجدانية والإيحاء
والجاذبية والأمن والمسايرة والانتماء .
تقديم طريقة الإرشاد الجمعي – والعيش في نطاق
جماعة صغيرة نموذجية عن الجماعة الكبيرة العامة .
حالات الإرشاد الجمعي :
يهتم الإرشاد الجماعي في إرشاد جماعات متجانسة
تكوينا وانفعالا إلى حد بعيد مثل ما يلي :
¨
إرشاد طلاب المدرسة
الواحدة أو الصف الواحد ، أو الصفوف المتشابهة في مدارس متعددة ذات مستوى واحد .
¨
إرشاد طلاب الجامعة أو
الكلية في المستوى العلمي المتقارب .
¨
إرشاد أفراد الأسرة
الواحدة وذلك لتشابه كثير من ظروف الحياة ومواقفها
¨
إرشاد جماعات كل من
الأطفال . أو الفتيان . أو الشباب . أو الراشدين أو المعمرين كل على حده – وكل جنس
على حده .
¨
إرشاد جماعي لمشكلات
مدرسية – التأخر الدراسي – وسوء التكيف المدرسي .
¨
إرشاد أصحاب المهن
المختلفة – لكل مهنه جماعتها الخاصة بها
¨
إرشاد الوالدين في
مجالس الآباء والمعلمين وعن دورهم في العملية التربوية .
¨
إرشاد جماعي لمسترشدين
تجمعهم مشكلة واحده مثل عدم التكيف الاجتماعي أو التسيب أو التأخر الدراسي أو
التشرد .
Post a Comment