الإرشاد الجمعي
تعريفه :
الإرشاد الجماعي معناه تنفيذ الخدمة الإرشادية
من خلال مجموعه م الأفراد أي أنها علاقة إرشاديه بين المرشد ومجموعه من المسترشدين
تتم من خلال جلسات جماعية في مكان واحد يشتبهون في نوع المشكلة التي يعانون منها
ويعبرون عنها كل حسب وجهة نظره وطريقة تفكيره من واقع رؤيته لها وكيفية معالجتها.
الأسس النفسية والاجتماعية للإرشاد
الجماعي :
أولا: الإنسان كائن اجتماعي لديه حاجات نفسية
اجتماعية لابد من إتباعها في إطار اجتماعي مثل: الحاجة إلى الأمن والنجاح
والاعتراف والتقدير والمكانة والشعور بالانتماء ولإحساس بالمسؤولية والمسايرة
وتجنب اللوم والسلطة والضبط والتوجيه.
ثانياً: تتحكم المعايير الاجتماعية التي تحدد
الأدوار الاجتماعية في سلوك الفرد وتخضعه للضغوط الاجتماعية.
ثالثا: يعتبر التوافق الاجتماعي وتحقيقه هدفا من
أهداف الإرشاد النفسي.
رابعا : تعتبر العزلة الاجتماعية سبب من أسباب
المشكلات والاضطرابات النفسية .
الجماعة الإرشادية:
الجماعة الإرشادية تضم عددا من العملاء وهي إما
جماعة طبيعية قائمة فعلا مثل جماعة طلاب الفصل أو جماعة مصطنعة يكونها المرشد بهدف
الإرشاد وتتم عملية الإرشاد مع الجماعة كوحدة ومن ثم فلا بد إن يعرف جميع أفراد
الجماعة أهدافها وأسلوب العمل الجماعي ومسؤولياتهم.
القوى الإرشادية في الجماعة:
أولا: التفاعل الاجتماعي:
أي الأخذ والعطاء والتأثير المتبادل بين أعضاء
الجماعة الإرشادية وتأثيره الفعال فهو يجعل الأعضاء يندمجون في النشاط الاجتماعي
ويصبح لإرسال والاستقبال تأثير إرشادي ملموس من جميع أعضاء الجماعة فلا يعتمد الإرشاد
على المرشد وحده بل يصبح العملاء انفصم مصدرا من أهم مصادر الإرشاد.
ثانيا: الخبرة الاجتماعية: تطيح الجماعة كنموذج
مصغر للمجتمع فرصة لتكوين علاقات اجتماعية جديدة واكتساب خبرات ومهارات اجتماعية
تفيد في تحقيق التوافق الاجتماعي وتعمل الجماعة على إظهار أنماط السلوك الجماعي
العام إلى جانب السلوك الفردي الخاص.
ثالثا: الأمن: يؤدي انتماء العميل إلى جماعة
إرشادية إلى الشعور بالتقبل والتخلص من الشعور بالاختلاف والاقتناع بأنه ليس وحده
الشاذ وان المشكلات النفسية تواجه الناس جميعا كذلك فان سماع العميل غيره وهم
يتحدثون عن المشكلات يزيد من اطمئنانه ويقلل من مقاومته للتحدث عن مشكلاته فان
العميل يجد في رفاقه من أعضاء الجماعة سندا انفعاليا ومجالا مناسبا للتنفيس
والتفريغ والتطهير الانفعالي.
رابعا: الجاذبية: للجماعة جاذبيتها الخاصة
لأعضائها وذلك بتوفيرها لأنشطة جماعية تتيح إشباع حاجات أعضائه وإشعارهم بالأمن
وتحقيق الأهداف.
الإعداد للإرشاد الجماعي: عملية هامه
متعددة الجوانب تتضمن:
استعداد المرشد / إعداد أعضاء الجماعة / إعداد
مكان أوامر مركز للإرشاد الجماعي.
أولا: استعداد المرشد: يدور حول استعداد للقيام
بدوره في عملية الإرشاد الجماعي فهو مسئول عن عملية الإرشاد وعن تهيئة الجو
الإرشادي المناسب كما يقوم بدوره داخل الجماعة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. كما
يقوم أيضا بدور الإثارة والضبط والتركب والتفسير والشرح ويهيئ المجال للتفاعل
الاجتماعي الحر بين أعضاء الجماعة ولا يحتكر المناقشة بل يشجع على النشاط أو
المشاركة أو التعليق كما يجب إن يحيط علما وخبرة وعملا بسيكولوجية الفرد ودينامية
الجماعة .
ثانيا : إعداد أعضاء الجماعة :
1.
يجب إن تتشابه مشكلات
أعضاء الجماعة مما يكون عاملا مشتركا بينهم ويعتبر أساسا لتماسك الجماعة لوجود
اهتمام وتعاطف متبادل ومشاركة انفعالية .
2.
يفضل إن تكون الجماعة
متجانسة عقليا واجتماعيا حتى يتمكن المرشد من التفاعل مع جميع أعضائها على مستوى
يناسب الجميع
ثالثا : أعداد مركز ومكان للإرشاد الجماعي : يتم
أعداد حجرات الإرشاد الجماعي المتسعة والأثاث المناسب والأدوات المطلوبة والأجهزة
اللازمة حسب أسلوب الإرشاد الجماعي كما يتراوح عدد أعضاء الجماعة الإرشادية عادة
من 7- 10 أفراد وهو العدد الامثل إلى إن العدد قد يصل إلى 50 فردا في بعض الحالات
الخاصة إما مدة الجلسة الجماعية تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعة تقريبا ويتم
تنفيذ الجلسات كالتالي :
1.
الجلسة الأولى : وتتضمن
التعارف بين الأعضاء المشاركين وطرح أولويات المشكلة والتعرف على الأسباب والدوافع
المؤدية إلى وجود المشكلة .
2.
الجلسة الثانية :
استكمال الجلسة الأولى وعرض النتائج المترتبة على التمادي في المشكلة وإعطاء
المشاركين واجبا منزليا يتعلق بالمشكلة يمكنهم من الإجابة عليه في المنزل .
3.
الجلسة الثالثة : ويتم
فيها مناقشة الواجب الذي أعطى للمشاركين . ويمكن عرض بعض جوانب المشكلة من خلال
مشهد تمثيلي يقوم به المشاركون وبإمكانهم تبادل الأدوار التمثيلية فيه ويطلق على
هذا النوع بالتمثيل النفسي المسرحي أو تمثيل المشكلات النفسية أو الاجتماعية
ويعتبر من اشهر أساليب التوجيه والإرشاد الجماعي ويتيح للمشاركين فيه فرصة
التنفيس الانفعالي التلقائي والاستبصار
الذاتي بمشكلاتهم للكشف عن اتجاهاتهم وصراعا تهم وإحباطا تهم مما يؤدي في النهاية
إلى تحقيق التوافق والتفاعل الاجتماعي السليم والتعلم من الخبرة الاجتماعية .
الجلسة الرابعة أو
الختامية وتتنافس فيها العوامل المؤدية للتخلص من المشكلة من قبل المشاركين في
الجلسة وتصاغ فيها التوصيات التي يتفق عليها المشاركون لكي يقوم المرشد بمتابعتها
ويستخدم المرشد الطلابي بعض الوسائل المناسبة لهذه الجلسات كالتسجيل على الشرائط
حتى يتمكن من إعادة تسجيل أو
4.
العرض المرئي للمشاركين
للاستفادة منه والتعلم أو اكتساب عادات جديدة في ضوئه ويقوم المرشد الطلابي بتدوين
هذه الجلسات وما يدور فيها من مناقشات وملاحظات في سجل خاص للقيام بدور المتابعة
والتقويم لهذه الجلسات .
الإرشاد الجماعي أصبح ضرورة تربوية :
لقد
ظهر الإرشاد والعلاج و الجمعي استجابة لضرورة تقديم الخدمات الإرشادية الملحة
للأفراد في كافة المجالات ،ولانتشار المشكلات والاضطرابات السلوكية بشكل يتعدى
طاقة الإرشاد الفردي على مواجهتها ، الذي يتعامل مع كل حالة على حده .
إن
الإرشاد الجمعي يقدم العون والمساعدة لعدد من المسترشدين الذين ينظمون في جماعة
صغيرة . وذلك باستخدام طرق المناقشات والمحاضرات وشرائط الفيديو ومناقشتها جماعيا
.
ويتم من
خلال الجماعة الإرشادية مساعدة المسترشدين على مناقشة مشكلاتهم والتنفيس عن
انفعالاتهم وزيادة الاستبصار بمشكلاتهم . كما يتعلم المسترشدون التعبير عن آرائهم
ومشاعرهم غير الملائمة وتعديل أفكارهم ومعتقداتهم الخاطئة .
ويلعب
المرشد دورا هاما في الإرشاد الجمعي ، فهو يقوم بتهيئة الجو المناسب للإرشاد
والإصغاء للمسترشدين والاهتمام بمشكلاتهم ومشاركتهم في المناقشة ، وإدارة الحوار
والتخاطب وتفسير بعض السلوكيات وتقديم التفسيرات بشأنها ،وتوجيه بعض الأسئلة إلى
أعضاء الجماعة مما يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وتشجيعهم على المناقشة . ويقوم
بأدوار الضبط والتوجيه للجماعة حفاظا على تماسكها وتفاعلها ، فهما أمران مهمان في
أحداث التغير المنشود. كما يقوم أيضا بتخليص الأفكار والآراء التي يتوصل إليها مع
الجماعة .
القضايا الرئيسية في الإرشاد الجمعي
القضايا الرئيسية في الإرشاد الجمعي منها :
1-
ما هي خصائص الجماعة
الإرشادية؟
2-
ما هي المشكلات التي
يتعامل معها الإرشاد الجمعي ؟
3-
وما مزايا وعيوب
الإرشاد الجمعي ؟
4-
وما هي حدود استخداماته
وطرق الإرشاد الجمعي ؟
أما عن الجماعة الإرشادية يكونها المرشد
لتحقيق غايات إرشادية محددة ويتراوح عدد أفراد الجماعة الإرشادية ما بين 5/15 شخصا
تحكمهم خصائص منها :
أ-
تشابه مشكلاتهم بحيث لا
تضم مرضى نفسيين أو عقليين .
ب-
تقارب الأعمار فلا يجوز جمع الأطفال مع
المراهقين مع كبار السن .
ج - تقارب مستوى النضج الاجتماعي والعقلي .
د - اختلاف أنماط شخصية الأعضاء فلا مانع إن تضم
الجماعة عاديين وانسحابيين وعدوانيين ضمانا لحيوية الجماعة .
ويفرق
بعض الباحثين بين الجماعة الإرشادية والجماعة العلاجية حيث تضم الأخيرة مضطربين
نفسيا ، في حين تضم الإرشادية أفرادا اقل اضطرابا أو جماعات سوية . ويحتاج التعامل
مع الجماعة العلاجية خبرة وتدريبا أطول من الجماعة الإرشادية .
ويستخدم الإرشاد الجمعي مع بعض المشكلات مثل مشكلات الخجل عند بعض الطلاب
والانطواء ونقص التوكيدية وفقدان الثقة بالنفس وحالات سوء التوافق المدرسي والأسري
، وحالات الإرشاد المهني والتربوي وبعض العادات السيئة كالتدخين والتقليد الأعمى ،
وقد يستخدم الإرشاد الجمعي لتدعيم مكتسبات
الإرشاد الفردي .
مزايا
الإرشاد الجمعي فيمكن تلخيصها فيما يلي :
1-
تقديم الخدمات
الإرشادية إلى عدد من المسترشدين في نفس الوقت ففيه توفير للوقت والجهد.
2-
يجد المسترشدون في
الجماعة الاسترشادية فرصة مناسبة لعرض مشكلاتهم وآرائهم وهذا يحقق لهم التنفيس
الانفعالي والوصول إلى استبصار جديد لهذه المشكلات .
3-
يمكن التأثير المتبادل
والتفاعل بين أعضاء الجماعة من تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي للمسترشدين، أي
يمكننا الإرشاد الجمعي من الاستفادة من تأثير الجماعة على الأفراد .
4-
يدرك المسترشدون في ظل
الجماعة الإرشادية ، إنهم يعانون من مشكلات مثل غيرهم ز وهذا الإدراك يخفف من وطأة
القلق والاكتئاب لديهم وتشجيعهم على طلب العلاج .
5- يقلل الإرشاد الجمعي من تمركز المسترشد حول ذاته
، ويقوي لديه الثقة بالنفس ويقضي على تخوفه وانطوائه.
Post a Comment