الإحصـاء
والبحث العلمي
Statistics and Scientific Research
البحث العلمي هو البحث المستمر المخطط
والمبني على المعرفة بغرض اكتشاف حقائق جديدة أو إعادة دراسة التوصيات أو القوانين
أو النظريات المقبولة قديماً في ضوء ما يستجد من معلومات وأجهزة حديثة. ويتم ذلك
بتفسير الظواهر سواء من تفسير الظواهر الخاصة من الظواهر العامة وهي ما تسمى
بالطريقة التطبيقية أو الاستدلالية Deductive
Method
أو من خــلال تفسير من ظاهرة خاصة إلى ظاهرة عامة ومن أهم أمثلتها الاستنتاج من
عينة إلى العشيرة التي تنتمي إليها وتسمى هذه بالطريقة الاستنتاجية Inductive Method .
والبحث العلمي الســـليم يجب أن يستخدم
الطريقة العلميـة Scientific Method في استخلاص
المعلومات والمعارف المطلوبة من هذا البحث .
وهذه
الطريقة تتكون من عدة خطوات تشمل الآتي:
1-
مراجعة
الحقائق والتوصيات والنظريات المتعلقة بالبحث.
2-
تنظيم
وترتيب النظريات ذات العلاقة بموضوع البحث. وذلك باستعمال طريقة الاستقصاء Investigation باستخدام القوانين والأسس المبنية على العلم التطبيقي Deductive .
3-
بناء
على ما سبق في الخطوتين (1) و (2) يقوم الباحث بتحديد مشكلة البحث في صورة سؤال أو
جملة أو مجموعة أسئلة تصف هذه المشكلة.
4-
يقوم
الباحث بتحويل هذه المشكلة أو الجملة أو السؤال إلى نظرية فرضية تتبع القواعد
الإحصائية ويمكن اختبارها إحصائيا بعد ذلك لكي يمكن الوصول إلى إجابة عن مشكلة البحث.
5-
تتخذ
الإجراءات والخطط اللازمة لاختبار النظرية الفرضية وذلك من خلال تصميم معاينة معين
sampling أو عمليات الاستبيانات Questionnaires أو عن طريق تصميم
تجربة Experiment لاختبار تلك النظرية.
6-
بناء
على ما يتم الحصول عليه من نتائج الخطوة السابقة يتم تقييم النظرية الفرضية.
وبالتالي استعمال طريقة التفسير
ألاستنتاجي Inductive Method في هذه المرحلة من
البحث العلمي.
وعلم
الإحصـاء له دور هام في خطوات البحث العلمي وخاصة الدور الذي يلعبه في الإجابة عن
النظرية الفرضية حيث يساعد علم الإحصـاء في اختيار طريقة المعاينة المناسبة وكيفية
إجراء عمليات المعاينة بناء على صفات أفراد العشيرة. كما يعطينا ويمدنا بوسائل عرض
وتلخيص البيانات التي يتم جمعها سواء بطرق جدوليه أو من خلال العرض البياني. وبناء
عليه يعطينا علم الإحصـاء الوسائل والطرق التي يمكن بها وصف البيانات عن طريق كلاً
من مقاييس الوصف المركزية ومقاييس التشتت. وللإحصاء الدور الرئيسي في عملية تحليل
التباين واختبار النظريات الفرضية سواء باختبار t أو اختبار F من خلال تحليل
التباين Analysis of Variance ومنه يتم
الاستنتاج واتخاذ القرارات من الخاص إلى العام في صورة احتمالية.. وهكذا فهناك
أهمية كبيرة للإحصاء في البحث العلمي وسيتضح ذلك أكثر في الأبواب التالية لهذا
الباب.
الإحصـاء
ودعم اتخاذ القرار
نتيجة لأن استخدام الإحصـاء مبني على
استخدام الطريقة العلمية واستخدام العشوائية في العينات واختبار النظريات الفرضية
بناء على طرق علمية صحيحة واستنتاج الحقائق في صورة احتمالية لذلك فيمدنا الإحصـاء
بالنتائج التي تساعد وتعين في صنع واتخاذ القرارات النهائية والتي تكون سليمة إلى
حد كبير لأنها مبنية على الطريقة العلمية والمنهج العلمي.
فمثلاً لتحديد مدى مطابقة شحنة مستوردة من
الأرز للمواصفات القياسية بالمملكة والشحنة وصلت لميناء جدة في سفينة تجارية تحمل
على متنها 20 طناً من الأرز محملة في عدة تنكات مختلفة السعة على السفينة. هنا
يساعد علم الإحصـاء في تحديد نوع المعاينة المناسب لسحب العينات العشوائية وكذلك
عدد العينات التي يجب سحبها ثم نوعية الاختبارات الإحصائية لنتائج عملية الفحص
لمواصفات هذه العينات.
وبناء على نتيجة هذه الاختبارات يتم
الاستنتاج المبني على الاحتمالات. وبناءً على هذه الاستنتاجات المبنية أساساً على
علم الإحصـاء يتم اتخاذ القرارات المناسبة إما بقبول الشحنة أو رفض تلك الشحنة
وعدم تفريغها أو توزيعها على الأسواق. وهكذا هناك العديد والعديد من المواقع التي
يمكن الاستفادة فيها من الإحصـاء لدعم اتخاذ القرارات والتي قد تكون ذات تأثير
كبير في عديد من القطاعات.
Post a Comment