اهمية الغاية في حماية البيئة 

اهمية الغابات في حياة الانسان

تشكل الغابات مصدراً لغاز CO2 ومصرفاً له. تمتص الغابات الكربون خلال عملية التمثيل اليخضوري، ولكنها تصدره من خلال تحلل النباتات، واحتراق الأشجار طبيعياً أو حرقها من قبل الإنسان. ويمكن عن طريق الإدارة الجيدة للغابات زيادة قدرتها على امتصاص الكربون، والاحتفاظ به، وبالتالي التخفيف من تركزه في الغلاف الجوي. وعلى الرغم من أن بعض الأراضي المتدهورة لا تصلح كغابات إلا أنه يمكن عن طريق تطوير إدارة أراضي الغابات الاحتفاظ بالكربون وتخزينه. تغطي الغابات حالياً 3.4 غيغا هكتار في العالم منها 52% في خطوط العرض السفلى  و30% في العليا و18% في الوسطى. تخزن الغابات في العالم 330 غيغا طن من الكربون في نباتات حية وميتة فوق الأرض وتحتها، وكذلك 660 غيغا طن كربون في التربة. وتوجد كمية غير محددة من الكربون في منتجات كالأخشاب والبيوت والأثاث والورق. تعتبر الغابات في خطوط العرض العليا والوسطى مصرفاً للكربون بمعدل 0.7 غيغا طن كربون / العام، بينما تشكل في خطوط العرض السفلى مصدراً للكربون بمعدل 1.6 غيغا طن كربون /العام. وينجم هذا بشكل رئيس من تدهور الغابات وإزالتها من قبل الإنسان. ويمكن مقارنة هذه الأرقام مع إصدار الكربون من حرق الوقود  الأحفوري والمقدرة بـ 6 غيغا طن كربون عام 1990.
7-1 تقانات التخفيف من الإصدارات في قطاع الغابات
يمكن تقسيمها إلى 3 أصناف:
1- إدارة الحفاظ على الكربون
2- إدارة تخزين الكربون
3- إدارة تعويض الكربون
تتضمن المحافظة على الكربون إجراءات مثل التحكم بإزالة الغابات، وحمايتها في المحميات،وتغيير نظم حصادها، والتحكم بالعوامل البشرية مثل الحرائق، وانتشار الحشرات. ويتضمن التخزين توسيع مساحة الغابات، وزيادة الكتلة الحيوية فيها، ورفع كثافة الكربون في التربة، سواء في الغابات الطبيعية أو الاصطناعية، وزيادة التخزين في خشب قابل للبقاء.أما إجراءات التعويض فتهدف إلى زيادة تحويل كربون الكتلة الحيوية للغابات إلى منتجات، بدلاً من استخدام طاقة الوقود الأحفوري، أو الاسمنت ومواد بناء أخرى غير خشبية. وهناك حوالي 700 مليون هكتار من الأراضي الصالحة لتخزين الكربون في العالم. ويمكن للغابات الاستوائية أن تخزن الكمية الكبرى من الكربون (80%) ثم المناطق المعتدلة (17%) والمناطق الشمالية (3%). ويمثل الاسترجاع الطبيعي والمساعد، وإزالة الغابات البطيء، أكثر من نصف الكمية للغابات الاستوائية. وتساهم زراعة الغابات والمزج بين الغابات والزراعة النصف المتبقي للغابات الاستوائية. لقد أظهرت السيناريوهات أن المعدل السنوي للحفاظ على الكربون وتخزينه من الإجراءات التي ذكرت، يزداد مع الوقت. وعلى مستوى العالم تتحول الغابات من مصدر إلى مصرف، بحدود عام 2010 حيث تزيد عملية حفظ الكربون على إزالة الغابات الاستوائية.
7-2 إجراءات خفض الإصدارات في قطاع الغابات:
أ- إزالة الغابات وإعادة زراعتها:
إن أسباب إزالة الغابات هي تهيئة الأرض للزراعة، واستخراج الخامات، وبناء السدود، و قطعها للحصول على الخشب. وقد تفقد الأرض المنظفة للزراعة خصوبتها، وتصبح صالحة فقط للرعي. وييسبب ازدياد عدد السكان الذين يعيشون على أراض هامشية ضغوطا سياسية واقتصادية واجتماعية في المناطق الاستوائية. لكن المستثمرين الأغنياء هم السبب في البرازيل في تجهيز الأرض للرعي، ويعود جزء منها إلى جاذبيتها في المضاربة على الأراضي. وتشمل السياسات عقوداً قصيرة الأمد تحدد كميات محددة سنوياً، وطرقاً سيئة للحصاد. وأيضاً فالعوائد قليلة لا تسمح للدولة أن تعيد زرع الغابات. وهناك اقتحام الغابات مباشرة والذي يشمل تأجير الأرض لتطويرها، من خلال إزالة الغابات، و بناء المستوطنات والسدود، واستخراج المعادن، وتحويل الأرض إلى مراع.
إن حوالي 65% من إجمالي إمكانية التخفيف من إصدارات غازات الدفيئة يكمن في الغابات. يأتي حوالي 50% منها عن طريق تقليل الإصدارات الناجمة عن إزالة الغابات. ويؤثر التغير المناخي على إمكانية التخفيف في قطاع الغابات، حيث يختلف هذا التأثير من منطقة لأخرى. ويصمم التخفيف عن طريق الغابات ليتناسب مع عملية التكيف، وله فوائد أخرى عديدة، مثل تشغيل اليد العاملة، وتوليد الدخل، والحفاظ على التنوع الحيوي، والمحافظة على المياه، وخفض الفقر، واستخدام الطاقات المتجددة. إن الإجراءات المتخذة للتقليل من الإصدارات في مجال الغابات عديدة. منها إعادة تأهيل الغابات، وزيادة المساحات المزروعة، وإدارة الغابات بشكل جيد للحفاظ عليها، والحصول على الأخشاب، والعمل على وقف التصحر، واستخدام الفضلات المتولدة من الغابات في توليد الوقود الحيوي. ومن التقانات الواعدة زيادة كفاءة الأشجار في تخزين الكربون، وزيادة كمية الكتلة الحيوية، واستخدام الاستشعار عن بعد لإدارة الغابات، و تخطيط استخدام الأراضي. ويمكن للإدارة المستدامة للغابات أن تولد نشاطاً اقتصادياً، وتخلق فرصاً للعمل على المدى البعيد. ويتطلب تنفيذ تشريعات الحفاظ على الغابات دعماً سياسياً كبيراً، وقد يسبب عبئاً إدارياً. وعلى الرغم من أن الإدارة المستدامة للغابات جذابة سياسياً، إلا أن تطبيقها يتطلب المشاركة المحلية، وتأسيس حقوق الأراضي وإيجاراتها، ومعالجة قضية العدالة، وتطوير آليات مؤسساتية. وعلى الرغم من أن إبطاء إزالة الغابات في المناطق الاستوائية يبدو صعباً، إلا أن الإمكانات كبيرة. وقد تبنت حكومات البرازيل والهند وتايلاند الإجراءات والسياسات اللازمة لوقف تدهور الغابات. فقد أصدرت الحكومة البرازيلية في عام 1991 قانوناً يعلق منح الحوافز المالية لإنشاء مزارع للرعي في غابة الأمازون. وبالإضافة إلى الإجراءات الوطنية، هناك مشاريع حماية مدعومة من قبل الحكومات الأجنبية، والمنظمات غير الحكومية، والشركات الخاصة، لوقف تدهور الغابات والحفاظ عليها وتخزين الكربون. وفي الهند ساعد تناقص النمو السكاني في الريف سياسة إبطاء تدمير الغابات. وفي مناطق أخرى يجب إيجاد البدائل المناسبة لتأمين معيشة قاطني الغابات أو مزيليها. ومن الإجراءات زيادة الموازنات الحكومية المخصصة للحفاظ على الغابات والحدائق الوطنية، لتأمين احتياجاتها المختلفة.
ب- زراعة الغابات
يؤدي زرع الغابات إلى زيادة كمية الكربون المخزون في النباتات (فوق الأرض أو تحتها) وفي المواد العضوية الميتة، وفي المنتجات الخشبية ذات العمر الطويل والقصير. وتتعلق العملية بإعادة غرس الأشجار في مناطق أزيلت منها منذ فترة قريبة (أقل من 50 عاماً)، أو غرسها في مناطق لم تكن غابة لمدة طويلة (أكثر من 50 عاماً). وفي المناطق عند خطوط العرض العليا، فإن معدل إعادة زرع الغابات عادة مرتفع. فقد زرعت كندا في الثمانينات حوالي 720000 هكتارا" في العام، والولايات المتحدة 1 مليون هكتار في العام، بين عامي 1990 و1995. وهناك جهود كبيرة لزرع الغابات في المناطق المعتدلة والاستوائية. فقد زرعت الصين حوالي 30.7 مليون هكتار بين عامي 1949 و1990، والهند 17.1 مليون هكتار حتى عام 1989. وضاعفت فرنسا من رقعة الغابات من 7 إلى 15 مليون هكتار منذ بداية القرن الماضي. ويتضمن الحفاظ على الغابات تلك التي تدار لمنع تدهور التربة، وحتها وإدارة أحواض الأنهار. ومنذ الحرب العالمية الثانية زرعت فرنسا 3.15 مليون هكتار ودعت إلى زراعة 30000 هكتار / العام من عام 1998. وسيقوم هذا بعزل وتخزين 79 إلى 89 مليون طن من الكربون على مدى 50 عاماً. وتحاول الهند تشجيع زراعة شجر التيك الذي يستخدم في مواد البناء والأثاث من قبل القطاع الخاص. وهناك إمكانية لزراعة 4-6 مليون هكتار من أصل 66 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة في الهند.
ج- إدارة التعويض
تشكل إدارة التعويض عن الوقود الأحفوري بمنتجات الغابات أكبر إمكانية للتخفيف من إصدارات غازات الدفيئة على المدى الطويل. وتنظر هذه الإدارة إلى الغابات على أنها موارد متجددة، وتركز على تحويل كربون الكتلة الحيوية إلى نواتج تحل محل الوقود الأحفوري أو تخفف من استهلاكه. لقد جربت تنمية الأشجار لاستخدامها كوقود بنجاح غير مؤكد في البرازيل والفيليبين والسويد وإثيوبيا ودول أخرى. غير أن إمكانات توليد الطاقة الحيوية كبيرة جداً. ومن المحتمل أن يكون استبدال الوقود الأحفوري بمنتجات خشبية قليلة الكثافة طاقياً أكثر فاعلية للتخفيف من الإصدارات من زرع الغابات على أراض متدهورة على المدى الطويل. ويؤدي إبدال الفحم الحجري بالخشب لتوليد الكهرباء إلى تخفيف إصدارات الكربون بـ 4 مرات من إزاحة الكربون بالنباتات.
إن توليد الوقود الحيوي والكهرباء الحيوية أكثر تعقيداً لأن وضعهما في الاستثمار تجارياً أصعب، ويجب التغلب على عوائق التسويق، وفرق أسعار الطاقة. وتتميز أنظمة الكتلة الحيوية في الريف بتشغيلها لليد العاملة، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة. ويمكن تحويل التدفئة المركزية إلى أخرى تعتمد على الكتلة الحيوية، لتزويد الحرارة والكهرباء في المناخ البارد.

Post a Comment

أحدث أقدم