النموّ والبلوغ عند الإنسان
الطفل الرضيع الذي يأتي إلى هذه الدنيا ينمو، أي الخلايا
التي في أنسجة جسمه تنقسم (في انقسام الميتوزا)، لكنّ وتيرة النموّ ليست
ثابتة خلال كلّ الحياة. تزداد وتيرة النموّ قبيل مرحلة البلوغ، بين العاشرة
والسادسة عشرة تقريبًا. يتأثّر النموّ بالهورمونات، خاصّةً هورمون النموّ،
الذي ينتج في الدماغ ويُفرَز منه إلى تيّار الدم. عندما يتوزّع هذا الهورمون في
الجسم يؤثّر في الأساس على نموّ العضلات والعظام. بعد جيل البلوغ، يطرأ تباطؤ على
إفراز هورمون النموّ.
لكن عدا النموّ تطرأ على الجسم تغيّرات أخرى في مرحلة
البلوغ. عندما يولد الطفل يميّز جهازه التكاثري جنسه- ذكرًا أو أنثى- ولذلك أعضاء
جهاز التكاثر (على سبيل المثال، الرحم والمهبل عند البنات؛ الخصيتان والقضيب عند
الأولاد) تسمّى: العلامات الجنسية الأوّلية. في جيل البلوغ، على أثر إفراز
مستويات عالية من الهورمونات الجنسية، تظهر علامات جنسية أخرى، تسمّى: العلامات
الجنسية الثانوية.
تظهر العلامات الجنسية الثانوية عند الأولاد في
الثانية عشرة تقريبًا: تبدأ منطقة الصدر والكتفين في الاتّساع، تزداد كتلة
العضلات، يكبر القضيب والخصيتان. في مرحلة لاحقة من عملية البلوغ، يغلظ الصوت
وينبت شعر في منفرج الرّجلين وتحت الإبطين وعلى الوجه.
تظهر العلامات الجنسية الثانوية عند البنات في
التاسعة أو العاشرة تقريبًا: يبدأ الثديان في النموّ، يتّسع الحوض، ينمو الرحم
والمهبل وينبت شعر في منفرج الرّجلين وتحت الإبطين.
يمكن التمييز بين العلامات الجنسية الأوّلية والعلامات
الجنسية الثانوية، إذا نظرنا إلى الذكر والأنثى اللذين يرتديان ملابسهما: جميع
العلامات الجنسية الأوّلية تستتر خلف الملابس، بينما بعض العلامات الجنسية
الثانوية تكون بادية للعين.
بالإضافة إلى ظهور العلامات الجنسية الثانوية، تؤدّي
الهورمونات الجنسية إلى نضج جهاز التكاثر، التي لم تكن فعّالة حتّى جيل البلوغ،
ومن هذه اللحظة فصاعدًا تكون متهيّئة ( جاهزة ) للقيام بوظيفتها في التكاثر:
يبدأ لدى الأولاد إنتاج الخلايا المنوية، الذي يستمرّ
طوال الحياة.
تبدأ لدى البنات عملية نضوج البويضات في إطار الدورة
الشهرية، التي تستمرّ طوال فترة الخصوبة، من سنّ البلوغ وحتّى سنّ الخمسين
تقريبًا.
الجهاز التكاثري عند الرجل
للجهاز التكاثري عند الرجل وظيفتان أساسيتان:
1.
إنتاج الخلايا التكاثرية الذكرية (الخلايا المنوية) والسائل المنوي، الذي
يمكّن حركة الخلايا المنوية داخل الجهاز التكاثري الأنثوي.
2.
إتاحة التزاوج، الذي تدخل فيه الخلايا المنوية إلى الجهاز التكاثري عند
المرأة.
في الموضوع الفرعي "الإخصاب" الذي في هذه الوحدة، تعرّفنا
تعرّفًا أوّليًا على الجهاز التكاثري عند الرجل، في سياق إنتاج الخلايا التكاثرية
(الخصيتين). في هذه المرحلة من التعلّم سنتعلّم عن الجهاز بتفصيل أكبر:
الخصيتان- تنتج فيهما الخلايا التكاثرية
الذكرية (الخلايا المنوية). تحوي الخصيتان أيضًا خلايا تُفرِز الهورمون الجنسي تستوسترون،
الذي يؤثّر على نضوج الجهاز التكاثري وعلى ظهور العلامات الجنسية الثانوية. خصيتا
الرجل موجودتان خارج الجسم. يعود السبب في ذلك إلى أنّ تطوّر الخلايا المنوية في
درجة حرارة الجسم (حوالي 37 درجة مئوية) يمكن أن يتضرّر، بينما في درجة الحرارة الأقلّ التي تسود في
كيس الخصيتين (حوالي 35 درجة مئوية)، تتطوّر الخلايا المنوية على أفضل وجه.
غدّة البربخ- أنبوب
دقيق وطويل ومتفرّع، يمكن أن يصل طوله إلى ستّة أمتار! تُنهي الخلايا المنوية
نضوجها فيه، وتُخزَن فيه إلى أن يتمّ قذفها إلى خارج الجسم.
أنبوب الخلايا المنوية- ينقل
الخلايا المنوية من غدّة البربخ إلى القضيب.
غدّتا السائل المنوي (البروستاتا
وغدّة كوپر)- غدّتان تُفرِزان السائل المنوي الذي تتحرّك فيه الخلايا المنوية.
الحالب- أنبوب ينقل السائل المنوي مع
الخلايا المنوية التي داخله إلى خارج جسم الذكر. يستعمل أيضًا لإفراز البول. عندما
تُقذَف الخلايا المنوية، تنقبض العضلات التي تسدّ فتحة حوصلة البول، وتمنع إفراز
البول في نفس الوقت.
محاكاة حاسوبية فعّالة للجهاز التكاثري عند الرجل موجودة في
موقع أفاق للعلوم والتكنولوجيا للمدارس الإعدادية وفي موقع دورة
التكاثر.
الجهاز التكاثري عند المرأة
للجهاز التكاثري عند المرأة ثلاث وظائف أساسية:
1.
إنتاج الخلايا التكاثرية الأنثوية (البويضات).
2.
توفير بيئة ملائمة للإخصاب (للقاء البويضة مع الخلية المنوية).
3.
إتاحة تطوّر الجنين حتّى ولادته.
تعرّفنا في الموضوع الفرعي "الإخصاب" تعرّفًا أوّليًا على الجهاز
التكاثري عند المرأة، في سياق إنتاج البويضات في المبيض وتحرّكها إلى قناة فالوب،
حيث يحدث الإخصاب. في هذه المرحلة من التعلّم سنتعلّم عن الجهاز بتفصيل أكبر:
جميع أعضاء الجهاز التكاثري عند المرأة موجودة داخل الجسم، ومحمية جيّدًا
من الإصابات الخارجية.
المبيض- تتكوّن فيه الخلايا التكاثرية
الأنثوية (خلايا البويضة، التي تسمّى عند الإنسان بويضات). يُفرِز المبيض أيضًا
الهورمونين الجنسيين الأنثويين- الأستروجين والبروجسترون، اللذين يؤثّران
على نضج الجهاز التكاثري وعلى ظهور العلامات الجنسية الثانوية. بخلاف الرجال،
الخلايا التكاثرية عند المرأة تكون قد تكوّنت وهي في رحم أمّها. في مبيض الطفلات
الرضيعات يوجد حوالي نصف مليون بويضة، لكنّها غير ناضجة. في سنّ البلوغ تبدأ
الدورة الشهرية (انظروا تفصيلاً لاحقًا)، وتنضج خلالها بويضة واحدة كلّ شهر.
قناتا فالوب- تسمّيان
أنبوبَي البويضات. تستوعب قناة فالوب البويضة التي نضجت في المبيض وتنقلها باتّجاه
الرحم. عندما تصل الخلايا المنوية إلى قناة فالوب تتواجد البويضة هناك، ويحدث
الإخصاب.
الرحم- عضو عضلي؛ يتطوّر الجنين فيه بعد
الإخصاب.
المهبل- قناة الولادة؛ تدخل الخلايا
المنوية عن طريقه إلى جسم المرأة، والجنين يولد عن طريقه.
محاكاة حاسوبية فعّالة للجهاز التكاثري عند المرأة موجودة في
موقع أفاق للعلوم والتكنولوجيا للمدارس الإعدادية وفي موقع دورة
التكاثر.
الدورة الشهرية عند المرأة
لدى بني البشر، يمكن أن يحدث الإخصاب فقط في فترة قصيرة من الشهر: في
الأيّام التي تنضج فيها البويضة في الجهاز التكاثري عند المرأة. تنضج بويضة واحدة
في الشهر وتخرج من المبيض وتنتقل إلى قناة فالوب. تسمّى هذه العملية إباضة.
إذا التقت البويضة في قناة فالوب بخلايا منوية يحدث إخصاب، وتتكوّن لاقحة تنقسم
لإنتاج الجنين. ينتقل الجنين إلى الرحم، ويُزرَع داخل الطبقة المخاطية السميكة في
الرحم. إذا لم يحدث إخصاب (هذا ما يحدث عادةً)، تتحرّك البويضة إلى الرحم وتتحلّل
فيه. في هذه الحالة، تنفصل الطبقة المخاطية السميكة عن جدار الرحم وتتحلّل هي أيضًا،
وتُفرَز عن طريق المهبل إلى خارج الجسم. انفصال الطبقة المخاطية عن جدار الرحم
يرافقه نزيف، يسمّى الطمث. بعد مرور خمسة أيّام تقريبًا تبدأ بويضة جديدة
في النضوج وتبدأ طبقة مخاطية في التغلّظ في الرحم، وتبدأ العملية من جديد، بصورة
دورية. تستغرق كلّ دورة حوالي 28 يومًا، لذلك تسمّى: الدورة الشهرية. الهورمونان الجنسيان
الأنثويان- الأستروجين والبروجسترون- يُفرَزان خلال الدورة الشهرية بكمّيات
متغيّرة، وهما المسؤولان عن التغيّرات التي تطرأ على الجهاز التكاثري وعن المراحل
المختلفة في الدورة الشهرية (كالإباضة وتغلّظ الطبقة المخاطية في الرحم وانفصالها
عن جدار الرحم).
العملية دورية- ليس لها بداية ووسط ونهاية. لذلك تحدّد اعتباطيًا أنّ مرحلة
الطمث (انفصال الطبقة المخاطية عن جدار الرحم) هي الزمن 0، أي زمن
بداية الدورة الشهرية. في نهاية أيّام الطمث، الذي يستغرق أسبوعًا تقريبًا،
تبدأ إحدى البويضات التي في المبيض بالنضوج، وهذا النضوج يستغرق أسبوعًا تقريبًا.
في نفس الوقت تأخذ الطبقة المخاطية في التغلّظ، إلى أن تكون حاضرة لاستيعاب الجنين
وبداية الحمل. في اليوم الرابع عشر تقريبًا من الدورة (بعد أسبوعين من
البداية)، تحدث الإباضة. البويضة التي نضجت في هذا الشهر، تخرج من المبيض
إلى قناة فالوب. الطبقة المخاطية تأخذ في التغلّظ أربعة عشر يومًا أخرى، لكن إذا
لم يحدث إخصاب فإنّها تنفصل عن جدار الرحم وتبدأ الدورة من جديد. إذا حدث إخصاب
وبدأ الحمل، تتوقّف الدورة الشهرية: لا يحدث طمث (الطبقة المخاطية التي تجذّر
الجنين داخلها لا تنفصل عن جدار الرحم) ولا تحدث إباضة.
في بعض الأحيان لا يكون ظهور الطمث عند المراهقات منتظمًا في الفترة
الأولى، لكنّه ينتظم مع الوقت.
محاكاة حاسوبية فعّالة للدورة الشهرية موجودة في موقع أفاق
للعلوم والتكنولوجيا للمدارس الإعدادية وفي موقع دورة التكاثر.
إرسال تعليق