" شجرة الحياة" ، ((Tree of life وهى:
1- التطور التدريجى (Phyletic gradualism) (شكل-7 ): ويحلو لى أن أطلق عليه "التطور بالجملة" ، نظرا لأنهم يدعون أن عملية التطور تمارس دورها على جميع أفراد النوع حتى تدفعها عبر أزمنة متطاولة في ضوء ماأسموه "الارتقاء الطبيعى) إلى التغير إلى أنواع جديدة ووفق هذا النموذج يجب أن تظهر عبر الأزمنة المتطاولة حلقات وسطى تشير إلى هذا التغير. ولكن كما أسلفت من قبل ، إن جميع الحلقات الوسطى لا وجود لها فى سجل الأحافير على الرغم من أمد فتراته الطوال. ولكن أصحاب هذا الزعم يتعللون بعدم إكتمال السجل الجيولوجى. وبدورى أذكر ما قلته من قبل لماذا مع عدم اكتماله يحفظ فقط ودائما الشكل النهائى  للأنواع الجديدة دونما حفظ حالة واحدة وسيطة. وبالتالى فهذا نموذج فاشل لا دليل عليه, وهكذا فشل نموذج التطور الذى افترحه دارون.
2- نموذج الفواصل (Punctuated Equilibrium)): ويحلو لى أن أسميه نموذج " التطور بالقطاعى " أو نموذج الخداع، لأن التطور يمارس على فئة معينه وليس على الجمع، حيث تهاجرتلك الفئة وتنعزل عن بقية أفراد النوع. وبعد أجيال متعاقبة تصبح الجماعات منعزلة جنسيا ثم ترقى إلى أنواع جديدة . وعلى سبيل التقريب مثلا لو أن جماعة من زنوج أفريقيا هاجروا إلى السكا أو سيبيريا مثلا وانعزلوا انعزالا كاملا جغرافيا وجنسيا عن أفراد موطنهم الأم ، فإن نسلهم بعد عدة ملايبين من السنين لن يكون قادرا على التزاوج من نفس موطنهم الأصلى كما يزعمم أنصار التطور!. إن صاحبى هذا النموذج هما نيلز  الدردج   (Niles Eldredge) من المتحف الأمريكى فى نيويورك و ستيفن جولد (Steven J. Gould)  من هارفرد قد استخدما (عام 1972) خيالهما الواسع فى وضع هذا النموذج ليفسرا تارة تشابه الكائنات فى الطبقات المتعاقبة, وتارة فى تفسير عدم التشابه استنادا على الهجرة والانعزال التام.  وأستُقبل النموذج بالترحيب أولا, ثم توالى النقض عليه بعد ذلك, وفشل النموذج كما فشل دارون فى تفسير ظهور الكائنات على الأرض.
3- النموذج الشبكى (Reticulate speciation) : وأطلق عليه نموذج "الأحاجى", فقد حاول عالم الأحافير الشهير أرنست ماير أن يجمع بين النموذجين السابقين, فجاء نموذجه غاية فى التعقيد بحيث يعجز علماء الأحافير عن تطبيقه على السجل الأحفورى. وإرنست ماير كما أشرت من قبل يرى أن أعظم إنجاز لدارون هو أنه رفض جميع الظواهر والمسببات فوق الطبيعة.








         وهكذا عجز منظروا التطور عن تقديم آليه لظهور اللكائنات تباعا, بسبب أنهم جحدوا الخلق، ولن ينفعهم الذين يدعون من دون الله.... ويبقى قول الحق تبارك وتعالى هو الفصل: ﴿ قل إن ربى يقذف بالحق علام الغيوب* وقل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد (سبأ – 48-49). والحق فى ظهور الخلائق هو الخلق ومن ورائه الخالق، والباطل هنا هو التطور ومن ورائه دعاته.
تطور الإنسان أكذوبة كبرى
         أكذوبة الأناسى قبل آدم عليه السلام:
         الحقيقة المؤكدة أن نسل كل شئ يأتى على شاكلة أبويه، فالإنسان يلد إنسانا بشرا، والقرد لا يلد إلا قردا... ويصفة عامة كل نوع لا يخرج عن حدوده. وحدود كل نوع مفصولة عن حدود جميع الأنواع بحواجز لا يمكن تخطيها. والحقيقة الأخرى أن تشابه مكونات الأسرة الواحدة (الأسرة فى علم التصنيف تضم الأجناس) ، لا يدل على تطور عضوى، ويدل على أنها أنواع أو أجناس مختلفة لجماعة واحدة.
وفى مجال ما يسمى" بتطور الإنسان" أورد الحقائق الآتية:
1- لاعلاقة للإنسان- الذى هو نحن  - بذلك المدعو " القرد الإنسان" (Astralopithicus) إطلاقا.
2- المدعوة Lucy أو استرالوبيت عفار (Astralopithecus afarensis) ليس إلا شيئا ابتدعه داود جونسون من خياله مدعيا أنها أقدم رفات البشر، لا تعدوا إلا أن تكون من القردة.
3- ما يسمى " بالإنسان منتصب القامة" أو الإنسان القرد ليس إلا قردا، ولم يزد حجم أدمعة أرفعها عن 752سم3 ، ولا يلتفت فى ذلك إلى كلمة " إنسان" التى أُدخلت للخداع فى مسميات أناسئّ مزعومة من مثل "إنسان هيدلبرج" و " إنسان رودس" وغيرها.
4- لا علاقة بين ما يسمى إنسان نياندرتال ونحن ، كما أسلفت من قبل.
5- أكرر لأن الشئ إذا تكرر تقرر أن " إنسان بلتدادون" وأناسى" علمء التطور ليس إنسان الله – آدم- كما أن جد بشرهم المزعوم ليس أبو البشر من قريب أو بعيد.  والعلم لم يصل فى مسألة أصل الإنسان إلى رأى قاطع.
6- إنسان بلتداون "Piltdown Man" إنسان مزيف وفضيحة كبرى (Hoax) .
شجرة تطور الإنسان شجرة خبيثة







         وما زال الحديث موصوللا حول السادة ! الأناسى فالسيد هابيل أو (الماهر) لُقب بذلك الإسم بسبب ما كان يظن من أنه صانع الأدوان الصوانية التى يرجع عمرها إلى 1.8 مليون سنة، ومع أنهم لم يشهدوا خلقه إلا إنهم يعتقدون أن السيد هابيل ! شكل النصول الحادة بضرب حصاة صخرية بأخرى. وكما أسمى دافيد جونسون أحد القردة القديمة بـ "لوسى" فقد اقترحوا اسم " فتى تركانا" الذى جُمعت رفاته من موقع فى شرق تركانا فى كينيا ، والذى يعود عمره إلى الفترة من 1.9 إلى 1.8 مليون سنة مضت. وقد قيل أنه خرج مهاجرا كما ومعه بقية أفراد نوعه من إنسان يسمونه أرجاستر (Homo ergaster) فى أول خروج بشرى ! (exodus) من أفريقية فى رحلة مجهولة لم يعرف علماء الإنسان تفاصيلها بعد. وهم بالتأكيد لن يعدموا الوسيلة فى تخيل ذلك الخروج . والمعروف أن الذى هاجر ولم يعد كان قردا! ، ومع ذلك ترى جهابذة العلم يتحدثون عن هجرة البشر.. ويتوهم الناس أنهم مثلنا... وهم فى الواقع قردة ورئيسيات لا توجد اى صلة توالدية بيننا وبينهم. فلماذا لا نسمى الأشياء بمسمياتها ،فنقول هجرة القردة الأولى مثلا؟. ومع أن السيد أركاستر على ما يبدو كان يأكل اللحم إلا أن أسنانه الماضغة كانت صغيرة نسبيا. ومن ينظر إلى صورته المُتحفية يعجب من أين جاءوا بتفاصيل الصورة الحية ، مع أن ما عثروا عليه من بقايا لا تعدوا إلا أن تكون قحف جمجمة صغيرة فى حجم جماجم القردة فى كينيا، أو فكا سفليا فى جورجيا، أو كِسْرة من هيكل فى أوروبا، أو نحو ذلك فى جاوة والصين. ويبدو أن " إنسان ! إرجاستر " كان واسع الانتشار ولربما سادت العولمة فى ذلك الزمان مع الخروج الأول للسيد أرجاستر القرد الإنسانى! كما هى سائدة اليوم مع ظهور العمالقة المتكبرين!
         وأبسط ما يقال فى شجرة الحياة المزعومة للبشر أنها صورة كاريكاتورية بلهاء رسمها مدلس ذو خيال بارع لا يحكمه العلم بل يسوسه الهوى والظن. وأسجل تلك الملاحظات على ما يسمى شجرة البشر المنشورة فى الصفحة رقم 28 من مجلة أمريكا للعلوم (شكل:10).
أولا: فيما يتعلق بالعنوان المدون تحت مخطط الشجرة يجب الانتباه إلى شيئين:
1- أن شجرة النسب مفترضة حتى لا ينخدع أحد متوهما أن التسلسل حقيقى.
2- لما كان هناك عجز عن إثبات أن الإنسان قد جاء نتيجة تصاعد رأسى من أصول سبقته، فإذا بالعنوان يبرز خدعة أخرى مؤداها أن الإنسان جاء نتيجة " تطور متعرج متعدد الوجوه" ... ولما كانت











الكلمات بين القوسين قد صيغت بخبث ،   فإننى أقربها إلى الأذهان .. إنها محاولة من أراد أن يرجع سبب وجود الأسد بأنه انتقال من عدة اتجاهات... ربما من النمر والضبع وقط البرارى. وكلمات " تطور متعرج متعدد الوجوه" تعبر عن العجز عن الصعود فى سلم مستقيم أو السير فى خط مستقيم.

ثانيا: بداية أصل الإنسان فى الشجرة الملعونة غير معروف بدليل وضع علالمة استفهام عند جذرها. والصورة الساذجة أقرب بمسافر لا يعرف الطريق, ويبحث عن هدف نهائى ولكنه لا يعرف من أين يبدأ. ومع عدم علمه بالبداية قرر السير وفق هواه, ومن المؤكد أن النهاية لن تكن صحيحةكالبداية تماما. وينطبق على ذلك قول يائس: " جئت لا أعرف من أين أتيت، ولكنى سرت فى طريق فمشيت" .

شجرة تطور الإنسان المزعومة لا أصل لها قي الحقيقة و تقوم على الظنون وتكثر بها علامات الإستفهام الكثيرة و الفروع الجانبية المنتهية.أنها حقاَ شجرة خبيثة.

         إن أروع تعبير عن تلك الشجرة أنها شجرة خبيثة عبرت عنها كلمات القرآن حيث يقول الحق تبارك وتعالى :﴿ ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار* يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء (ابراهيم : 26-27)
ثالثا: ويتضح من شجرة نسب الإنسان " الخبيثة" أن:
1- من المجهول نشأ فرعان أحدهما ضل الطريق فانزوى فى ركن جانبى (حارة سد) هو أرديبثكس راميدوس( (Ardipithecus ramidus  أو اختصارا آرام. وهو ممثل بكسرات من الأحافير عثر عليها فى موقع أراميس بأثيوبيا تعود إلى 4.4 مليون سنة مضت. ومع أنهم يعتبرونه أول فرد بشرى محتمل، إلا أنهم لم يقولوا لنا أنه قرد, مع أنه كذلك, وكان قدرا عجيبا أن يحوى اسمه على لفظ قرد التى نقولها بالعامية "إرد" " ونقصد قرداً, وأيضا قدر عجيب أن يكون الإسم الثانى من اسما يهوديا : "أراميس". أما الفرع الآخر والذى سمحوا له بالارتقاء فهو استرالوبيثيكس أنامنسز ، والسيد (مستر) أنام قرد يشبه السيد لوسى ، القرد البشرى الذى اخترعه داوود جونسن. باختصار أنام ، وراميدس قردان ، وهذان هما الجدان للناس اليوم فى زعمهم ، " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" وتلك هى المرحلة الأولى من شجرتهم المزعومة.
2- من " أنامنسز" تولد قردان ، أولاهما استرالوبيثيكس بحر الغزال (Autratopithecus bahrelghazali) من تشاد وقد انزوى مثل جده آرام فى حارة سد ، أما الآخر فهوالقرد عفار المسمى علميا استرالوبيت عفارنثس (Australopithecus afarensis) فقد نشأ منهما بزعمهم ستة أنواع من القردة ( ذكروأ أنهم بشرا للخداع) بطريقة مجهوله كما تشير إلى ذلك علامات الاستفهام الثلاثة وتلك هى:
1- بارانثروبس أثيوبيكس (شرق أفريقيا) ( للتبسيط سأكتبه باراأثيوبيا)
2- بارانثروبس بوازى (شرق أفريقيا) (Paranthyropus boiesi ) (بارابوسى)
3- بارانثروبس روبوستس ( من جنوب أفريقيا) (Paranthyropus robustus) (باراروبى)
4- استرالوبيت كادتى (من أثيوبيا)   ( أسترالوبيت كادتى)
5- استرالوبيت أفريكانس ( من جنوب أفريقيا) (Australopithecus africanus) (الاسترالوبيت الأفريقى)

6- هومورودلفنسز ( من شرق أفريقيا) (Homo rudolfensis) (إنسان رودولف)
7- هومو إرجاستر (Homo ergaster) ( من شرق أفريقيا ) (إنسان إرجاستر)
8- هوموهابيلس (الصحراء الإفريقية ) (Homo habilis) (الإنسان الماهر).
وكلهم جميعا لم يتركوا خلفا وراءهم, إلا أرجاستر الذى أعطى بطريقة مجهولة (؟) البشر اللاحقين. وهكذا عاشوا جميعا فى منطقة واحدة وهى  أفريقية ، فأين التطور المزعوم إذن؟,  ومن هنا دفعهم هواهم إلى إختراع أكذوبة التطور المقترح متعدد الوجوه الذى أشرت إليه من قبل. إن التطور المزعوم كذب لا يخفى إلا على جاهل.

رابعا: المرحلة قبل الأخيرة : بطريقة غامضة مشكوك فى أول خطوة منها تفرع من "إنسان" أرجاستر إنسان آخر إختفى فى فرع جانبى (حارة سد) وهو هوموإيريكتس (شرق آسيا) (Homo erectus) الذى يسمونه " الإنسان منتصب القامة . ثم ظهرت ثلاثة فروع مشكوك فى أصلها وهى:
1- هومو أنتيسيسور (أسبانيا) (Homo antecessor) (إنسان أنتس)
2- هوموهايدلبرجنسز (فى العالم) (Homo heidelbergensis) (إنسان هايدلبرج)
3- هومونياندرثالنسز (أوروبا وغرب آسيا) (Homo neanderthalensis) " إنسان نياندثال"
4- أخيرا هوموسابيانس (Homo sapiens) "الإنسان العاقل, الذى هو أنا وأنت".
         وهكذا استنادا  على شجرة ليس لها أصل, وفروع اختفى بعضها ومشكوك فى تسلسل البعض الآخر, وضعوا الإنسان فى  فى قمة الشجرة الخبيثة زاعمين انه المنتج النهائى لبشر سبقه. إستنادا على اللاعلم ( الظن ليس علما) ، وضربا بالدين عرض الحائط, جعلوا أصلهم قرة. و كأن أصحاب هذا الفكر الشاذ قردة ليس فى خَلقهم ولكن فى تفكير عقولهم. إن الطبيعة عمياء لا قدرة لها على شئ ولا تصطفى ولا تختار. أريحوا أنفسكم أيها المتعالمون فنحن نعرف أصلنا معرفة حقيقة . إننا من أبينا آدم ، وأبونا آدم عليه السلام خلقه الله بيده. وربن وربكم خالق كل شئ. خلق الأنواع كلها و بتعبير القرآن الأزواج كلها. والقردة السابقة أزواج, فكل منهم اذن خلق خاص, وكل الكائنات بأنواعها المختلفة كل منها خلق خاص. ويكفينا على صدق إيماننا تخبطكم الذى عبرتم عنه فى السطور التالية:



 ( عوضا عن ذلك ( يقصدون التخبط فى فهم شجرة نسب الإنسان) كانت قصة "الطبيعة" التى تمارس عملها من غير اتقان ، متمثلة فى تجارب تطورية متكررة. كأن تاريخنا البيولوجى فى الواقع يتمثل فى أحداث متقطعه وليس تراكمات تدريجية. فقد ظهرت بانتظام خلال الخمسة الملايين سنة الماضية أنواع جديدة من "البشر" تنافست فيما بينها وتعايشت واستعمرت بيئات جديدة  ونجحت أو فشلت . ولا يتوفر لدينا إلا قدر ضئيل من الإدراك غير الواضح عن كيفية تكشف هذا التاريخ المثير من التجديد والتأثير. لكن من الواضح تماما أن نوعنا ، لا يمثل بالمرة قمة شجرة تطور البشر ، وإنما هو مجرد فرع آخر من فروعها الطرفية الكثيرة).
وتمخض الجمل فولد فأرا : هذا مثل عربى يطلق على حصيلة تافهة لا تناسب الجهد المبذول. تذكرت ذلك المثل حينما طالعت وجها متخيلا يمثل فى زعمهم وجه قريبنا الفقود الذى ظل برونيه (عالم الأحافير فى جامعة بواتييه) يبحث عنه 26 سنة. ويعتقد برونيه أنه السلف الأقدملفصيلة الانسان, وقد أسماه ساحيلانثروبس تشادنسز(Sahelanthropus tchadensis), ولقب تومائي (Tomai), ومعناها فى لغة الكوران المحلية أمل الحياة (hope of life). ويعود عمر ذلك الساحلى الى نحو 7 ملايين من السنين. وفى الوقت الذى يفخر فيه برونييه بكونه أحد رواد الغرب فى هذا المجال, نجد هذا الساحلى الذى أدخل عنوة فى جنسنا البشرىيحمل عددا من السمات الشبيهة بالقردة العليا, من بينها قحف دماغه الصغير. كما أن توزع العظم القشرى فى عنق عظم الفخذ يمكن أن يكون أكثر تشابها بمثيله فى قرد يمشى على أربع. الأمر الذى دفع الكثيرين من العلماء فى انتقاد تفسير كشف برونييه, فها هى وورد (من جامعة ميزورى تنتقد قائلة : (ان السبب فى اعتبار ساحيلانثروبس بالضرورة  نوعا من فصيلة الانسان ليس واضحا بصورة جلية. وأكد وولبوف المتخصص فى علم الانسان القديم فى جامعة ميتشجان, فى رسالة نشرت فى الشهر10/2002 فى مجلة نيتشر, التى أعلن فيها فريق برونييه عن اكتشافه-بان ساحيلانثروبس كان من القردة العليا وليس انسان.
النياندريون لم يكونوا أسلافنا: منهم النياندرتاليون؟ تدل أحافير ما يسمى بانسان نياندرتال على أنه غول بليد الفهم يتوارى خلف العتبة التطورية للبشرية. وهم يتميزون بصفات لا يمكن أن تجعلهم بشر, مثل غلظة هياكلهم العظمية, وأطرافهم القصيرة وصدورهم البرميلية الشكل, وحيود جباههم البارزة وجبنهم المائلة الواطئة, وأواسط وجوههم الناتئة, وفكوكهم العديمة الذقن. وقد أكدت دراسات المتوكوندرياDNA  بشكل صريح نشر فى مجلة الخلية Cell أن النياندرتاليين لم يكونوا أسلافنا, حيث قرر العلماء أن الدنا الميتوكوندرى النياندرتالى والدنا الميتوكوندرى الخاص بأفراد الانسان الحديث الحالى هو أكبر بكثير من الفروق الموجودة لدى الجماعات البشرية الحالية.







الإنسان دماغ وعقل معا: يخطئ من يبحثون فى ما يسمى بتطور البشر حينما يركزون أبحاثهم فقط فى قحف الجمجمة دون النظر فى تميز العقل البشرى الفريد. يصرح العلماء أنه بفهمنا للعقل البشرى فى مستوى أعمق, سنرى فيه أعقد مجموعة للظواهر البيولوجية فى الطبيعة. وحينئذ يبدو الإنسان مخلوقا فريدا بما ميزه الله بالعقل والبيان, وصدق الله حيث يقول : (( ياأيها الانسان ما غرك بربك الكريم* الذي خلقك فسواك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركبك)) (الانفطار:6-8).
وعلم أدم الأسماء كلها
﴿وعلم آدم الأسماء كلها تعنى الحشد ، أي حشد الأسماء، ﴿ وعلمه البيان تعنى تعلم الإنسان المنطق، أي بيان العلاقات بين الأسماء. ويؤكد علماء اللغة انتصار مدرسة تعلم اللغة بالإلهام أو التلقى فى مواجهة النظرية التي ترى اللغة منتج بيئى مكتسب من تفاعل الظروف المتغيرة. ويزيد على ذلك علماء الأحياء مؤكدين أن الإنسان زود بتركيبات تشريحية تجعله الكائن الوحيد القادر على تعلم اللغة المعبرة والبيان.
  وفى مقالة منشورة بمجلة علوم أمريكا, عنوانها كيف صرنا بشرا؟ يذكرتاترسال (أمين متحف علم الانسان فى المتحف المريكى للتاريخ الطبيعى) أن اكتساب اللغة وممارسة الفنون الرمزية قد ميزتنا من بقية الخلق  (المجلد 11-12). وليته طرح سؤاله هكذا: كيف خلقنا بشرا ؟ فالعلم يبحث في كيفية الخلق لا فى كينونة الأشياء.  ومع اختلافى الشديد مع فكرة تطور البشر وشجرة النسب التي تحدث عنها السيد إيان تاترسال Ian tattersall)) أمين متحف قسم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) بالمتحف الأمريكى للتاريخ الطبيعى ، إلا أننى أشيد فى بحثه بنقطة هامة ، وهى إقراره بأن تميز الإنسان مرتبط برهان اختراع اللغة التى هى عنصر أساسى فى عملية التفكير نفسها ، واعترافه بعدم المعرفه بالضبط كيف ظهرت اللغة عند الإنسان على الرغم من التخمينات الكثيرة للغويين. وهنا أحيله للقرآن الكريم الذى يخبرنا أن الله هو الذى علم الإنسان اللغة والمنطق حيث يقول تعالى:﴿ وعلم آدم الأسماء كلها...    (البقرة:31 ) و﴿الرحمن * علم القران * خلق الإنسان * علمه البيان﴾  (الرحمن : 1-4)





 وان كان لى بعض التحفظات على بعض ما جاء فى مقالة السيد تترسال, إلا اننى أثمن كثيرا مما جاء بها. ومبعث تقديرى يكمن فى أن كثيرا من تساؤلات تترسال سبق أن وضع القرآن أجوبتها ؟. وتلك هى النقاط المضيئة فى مقالة تترسال  مع دكر إشارات القرآن المتعلقة بها:
1-نفى تترسال دور ما يسمى الإنتقاء الطبيعى فى الوصول بالإنسان الى القدرات العقلية التى تميزنا عما عدانا من المخلوقات. والسبب فى ذلك يرجع الى أن التطور لا يمكن أن يكون فى حد ذاته عملية خلاقة. والحقيقة التى يجب أن يعيها العلماء, خاصة علماء علم الانسان أن الله سبحانه هو الذى يخلق ما يشاء ويختار, وأن الطبيعة مخلوقة  ليس لها من الأمر شيء. وفى ذلك يقول رب العالمين:
* ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة  سبحان الله وتعالى عما يشركون)) ( القصص:68).
* ((ياأيها الانسان ما غرك بربك الكريم* الذى خلقك فسواك فعدلك* فى أى صورة ما شاء ركبك )) (الانفطار:6-8).
* ((سبح اسم ربك الأعلى* الذى خلق فسوى* والذى قدر فهدى)) (الأعلى:1-3).
* ((ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل)) (الأنعام:102).
* ((ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا اله الا هو فأنى تؤفكون)) (غافر:62).
 * ((قال ربنا الذى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)) (طه:50).
*((وخلق كل شيء فقدره تقديرا)) (الفرقان:2).
2- يشير تترسال إلى نقطة غاية فى الأهمية, وهى فكرة "التكيف المسبق" (Exaptation) , بمعنى أنه لا يمكننا أن نرجع ظهور القدرات الإدراكية الحديثة ببساطة إلى عملية بسيطة استهدفت تحسين الدماغ وبلغت أوجها مع مرور الزمن. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن دماغنا مكيف تكيفا مسبقا, ومزود منذ أمد بعيد(لا يعلمه إلا الله). ويتساءل تترسال ما الذى منح الدماغ ذلك التكيف المسبق من أجل الأهداف الإدراكية الحديثة؟ وهنا تأتى الإجابة على سؤاله من القرآن الكريم فى قوله تعالى:
* ((وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا)) (البقرة:13)).
 ((الرَّحْمَنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ* عَلَّمَهُ الْبَيَانَ((  (الحمن:1-4).
((أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ((  (البلد:8-9).


3- يرى تترسال, ومعه الحق فى رؤيته, أن اللغة هى الملكة الفريدة التى يبدو أنها لم تنشأ من لغة بدائية لبعض الرئيسيات الشبيهة بالقردة العليا, كما أنه ليس هناك إنكار لوجود غريزة لغوية فى العقل البشرى. وهنا نجد أنفسنا مرة ثانية أمام قوله تعالى (( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا)). ولابد أن تكون القفزة الإدراكية فى تعلم الأسلوب اللغوى كالذى نألفه قد جاءت مباشرة من الله )) ﴿وعلم آدم الأسماء كلها تعنى الحشد ، أى حشد الأسماء، ﴿ وعلمه البيان تعنى تعلم الإنسان المنطق، أى بيان العلاقات بين الأسماء. ويؤكد علماء اللغة انتصار مدرسة تعلم اللغة بالإلهام أو التلقى فى مواجهة النظرية التى ترى اللغة منتج بيئى مكتسب من تفاعل الظروف المتغيرة. ويزيد على ذلك علماء الأحياء مؤكدين أن الإنسان زود بتركيبات تشريحية تجعله الكائن الوحيد القادر على تعلم اللغة المعبرة والبيان.
)).
4- يرجع البناء اللغوى إلى حقيقة أن القاعدة الأساسية كانت موجودة بالفعل فى كل فرد قبل أن تظهر اللغة نفسها بوقت طويل. ويشير تترسال إلى تميز البشر وحدهم فى صنع الأصوات الازمة لإنتاج الكلام الواضح. ويقول أن البنى الرئيسية التى يتكون منها السبيل الصوتىهى الحنجرة والبلعوم واللسان وجهازه المصاحب له. وهنا ندعو علماء اللغويات تدبر قوله تعالى ((أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن)).


Post a Comment

Previous Post Next Post