الشــــرط
تعريفه :
تعليقُ شيء على شيء آخر بحيث لايتحقق الثاني الا بتحقق الاول ،وهذا التعليق يستلزمُ حتما ان يقع بعدها
جملتان بينهما ترابطٌ واتصالٌ معنوي . فإن
قلنا :إنْ تجتهدْ تنجحْ ، فقد علقت
َالنجاح على الاجتهاد
في أغلب
الاحيان يستلزم الشرط الجزم أي : القطع ( قطع
الحرف او الحركة )بمعنى آخر ، الفعل المضارع يُجزم اذا سُبق بأحد أدوات الشرط
الجازمة التي سنتعرف عليها لاحقا
علامات الجزم
1/ السكون :
يُجزم الفعل المضارع بالسكون إذا كان صحيح الاخر
كقولنا : إنْ تدرسْ تنجحْ
2/ حذف حرف
العلة :إذا كان الفعل معتل الاخر ، كقولنا : إنْ تدعُ الى الباطل فقد برئتْ ذمةُ
الله منك ،فقد حذف الواو من الفعل (يدعو )
لسبقه بأحد أدوات الشرط الجازمة (إنْ)وقوله عز من قال :{ وَإِنْ تَدْعُهُمْ
إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا } والاصلُ (تدعوهم ) فحذفت الواو بسبب اداة
الشرط
3/ حذفُ النون
:إذا كان الفعل من الافعال الخمسة كقوله تعالى : {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ
فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ} والاصل (تبدون ، تخفون ، تؤتون )
ادواته
لاسلوب الشرط
ادوات ٌ تستعمل لهذا الغرض وهي
اولا / ( إنْ
) ، حرف شرط تجزمُ الفعل بعدها سواء وقع شرطاً ام جوابا للشرط و
يليها الفعل الماضي في اغلب الاحيان
كقوله تعالى
:{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا}آمنوا :فعل ماض
مجزوم ب( حذف النون ) لانه من الافعال الخمسة
{وَإِنْ كَانَ
ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ
كُنتُمْ تَعْلَمُونَ 280}
كان : فعل ماض
ناقص مجزوم بالسكون لانه صحيح الاخر
**ويتلوها
ايضا ماهو بحكم الفعل الماضي < المضارع
المسبوق ب(لم ) >
لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ}. وقد يليها الفعل المضارع
دون سبقه بشيء{ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ
تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}
ثانيا / ( إذا
) اسم شرط : الاكثر ان يليها الفعل الماضي
ولا تجزم الفعل الذي يقع بعدها لأنها اسم شرط غير جازم كقوله تعالى ومنه ايضا{ وَإِذَا جَاءُوكَ
حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} وكذلك يتلوها الفعل المضارع المسبوق
بــ ( لم ) أي ماهو بحكم الماضي{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلاَ
اجْتَبَيْتَهَا}
ثالثا / (لو
)، حرف شرط ، وتُسمى ايضا (حرف امتناع
لامتناع ) وياتي بعدها الفعل الماضي لفظا
ومعنى ، كقولنا مثلا : لو قام زيد ٌ
لقمتُ ، ومعنى حرف امتناع ،أي لو امتنع
عن القيام لأمتنعت
قال تعالى
:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
ويتلوها ايضا الفعل
الماضي <لفظا> أي : المضارع المسبوق ب(لم )، كقولنا : لو تراحم الناس لعاشوا
إخوانا ، لو لم يثق المرء بعدل الخالق
لعاش معذبا باليأس
قال تعالى في
سورة الواقعة : {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63 ) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ
أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64 )لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ
تَتَفَكَّهُونَ} {أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68 )أَأَنْتُمْ
أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69 )لَوْ نَشَاءُ
جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ}
حيث نلاحظُ في
آية الزرع (لو نشاءُ لجعلناه ) بذكر اللام
في (جعلناهُ )اما في الاية التي ذكرت انزال الماء قال ( جعلناهُ )بدون ذكر
اللام ؛ وذلك لأن الاية ذكرت عمل الانسان
في الحراثة والزراعة وبذل الجهد فيهما فالزرع والحرث يقتضيان بذل الجهد الكبير لذلك زيدت (اللام )
بخلاف اية الماء فلم يُذكر للانسان جهدٌ
في انزاله لذلك لم تذكر( اللام )في الفعل
وحدة المعنى
من وحدة المبنى
اسماء الشرط
وتُستعملُ في
الشرط مجموعةٌ من الاسماء أهمها
اولا :من :
ويستعمل للدلالة على الاسماء العاقلة
كقولنا : مَـــــنْ قام اكرمه ، وكقوله تعالى :{ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ
وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
}وكقوله عز من قائل{ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ
عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}
فكان ذكر تكفير السيئات مع الكافرين الذين هم في معصية مستديمة وسياتهم
غير منقطعة
ثانيا /
مــــــا :وتستعمل للدلالة على
مايعقل {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّه }وقوله
{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
ثالثا / أي :
وتصلح للاستعمال العاقل وغير العاقل مثل :
أيُّ انسانٍ
يستقمْ خلقه تأتلف القلوبُ حوله ( العاقل )
أيُّ عملٍ صالح تمارسه أمارس نظيره (غير العاقل )
أيُّ مكان
تسافر اسافر معك ( للمكان )
أيُّ يوم تسافر اسافر معك
(للزمان )
رابعا /لـــــمّا : كقولنا : لمــــّا تاتني اكرمك __ ( الزمن المضارع )_
واما مثالها
من الذكر الحكيم ( للزمن الماضي ) فهو قوله تعالى {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى
الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورً }
خامسا/مهــــــما :قال تعالى { وَقَالُوا
مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ
بِمُؤْمِنِينَ}
سادسا/ متى :
كقولنا : متى تذهبْ اذهبْ (للــــــــــــزما
ن ) اسماء شرط جازمة
سابعا: ايان :
ايان تذهبْ اذهبْ ويعرب كل من الاداتين :
اسم شرط في محل نصب ظرف زمان
ثامنا/
اين : اين تجلس اجلس (للــــــــــــمكان ) شرطية جازمة
تاسعا / انى
: انى تسافرْ اسافرْ
عاشرا / حيث ُ
:حيث تسافر اسافر
الحادي عشر/
اين ، اين تسافرْ اسافرْ
وتعرب هذه
الادوات اسم شرط ظرف مكان
الثاني عشر
:كيف ، للحال ، كقولنا : كيف تجلسُ اجلس ُ
ملاحظة
1/ إن بعض
اسماء الشرط قد تتصل بها ( ما )
وهي (حيث ، اذ ، إن ْ ،متى ،اين ،كيف ) فنقول : حيثما ، إذما ،إنما ،متى ما،اينما
،كيفما ) ومن اسماء الاخرى يمتنع اتصالها ب(ما ) وهي (من ،ما ،مهما ،انى )وذلك
لعدم استقامة اللفظ
2/ الاسمان
(حيث ، اذ )لايجزمان الفعل الذي يقع بعده فنقول :حيث تدعو الله ادعو معك
أما اذا
ادخلنا عليها (ما )حيثما فتصبح جازمة فنقول :حيث تدعُ الله أدعُ معك
والحال ذاته مع
(اذ)
3/اذا اعدنا
النظر في الامثلة السابقة والايات المباركة نلاحظ ان ادوات الشرط دخلت على لافعال
وهذا هو الشائع في اللغة ، الا اننا اذا دققنا النظر في الذكر الحكيم نجد ان ادوات
الشرط لاتمتع من الدخول على الاسماء كما في قوله تعالى { وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ
اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ
مَأْمَنَهُ} ومثله ايضا { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8 )بِأَيِّ ذَنْبٍ
قُتِلَتْ (9 )وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10 )وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11
)وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12 )وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } ففي هذه
الايات يقدر بعد اسم الشرط فعلا من نفس الفعل الموجود في الجملة
اتصال (الفاء
)في جملة جواب الشرط
تتصل ( الفاء
) في جملة جواب الشرط وذلك في المواضع الايتة
اولا/ اذا
كانت جملة جواب الشرط اسمية مثل :
ثانيا /اذا
كانت مصدرة بطلب مثل فعل الامر كقولنا :اذا غضبت فا سكت لتامن زلل اللسان وكقوله تعالى { إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِنْ
يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}
او النهي :من يستشرك فلا تبخلْ عنه
بالمشورة او الاستفهام {إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ
لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}
ثالثا /اذا
كانت مصدرة باحد حروف النفي كقوله
تعالى ( وما تفعلوا من خير فلن تكفروه)
رابعا /
الجملة الفعلية التي فعلها جامد :من يطلقْ لسانه بذم الناس فليس له من واق
خامسا /
الجملة الفعلية المصدرة باحد حروف التنفيس
Post a Comment