المطابقة لغة :
يُقصد بلفظ المطابقة في اللغة ، التماثلُ
والتساوي ، جاء في اللسان :
" وتطابقَ الشيئان تساويا ، والمطابقةُ الموافقة
، والتطابقُ الإتفاق ، وطابقتُ بين الشيئين إذا جعلتُهُما على حذوٍ واحدٍ
وألزقتُهُما ، وهذا الشيْ وِفقَ هذا ووفاقهُ وطِباقهُ وطابقهُ وطِبقَهُ وطَبِيقَهُ
ومُطبقهُ وقالبهُ ، بمعنىً واحدٍ " ، وجاء في تاج العروس : " والمطابقةُ
الموافقةُ ، وقد طابقهُ مطابقةً وطباقاً ، وقال الراغبُ : المطابقةُ من الأسماء
المتضايفة ، وهو أن يجعلَ الشيء فوق آخرٍ بقدرهِ 000 ( و) من المجاز المطابقةُ (
مشي المقيد ) وهو مقاربةُ الخطو ( و) وهو مأخوذٌ من قولهم : المطابقةُ هو (وضع الفرس رجليه موضع يديه) ، وهو اللاحقُ من
الخيل ، وكذلك البعيرُ " .
ثانياً
- المطابقة اصطلاحاً :
على الرغم من أنَّ هذا المصطلح مستعملٌ
متداولٌ عند النحاة ، إلا أنني لم أجد له تعريفاً يخصه ، ومن خلال تتبع هذا
المصطلح في كتبهم ، نستطيعُ أن نعرف المطابقة بأنها : مجموعة من العناصر اللغوية
التي تؤدي وظائف متماثلة أو متشابهة ، أو تدل على معانٍ نحويةٍ ، كالإعراب من رفعٍ
ونصبٍ وجرٍ ، وكالعدد من إفرادٍ وتثنيةٍ وجمعٍ ، وكالتعريف والتنكير ، وكالجنس من
تذكير وتأنيث ، وكالشخص من تكلمٍ وخطابٍ وغيبةٍ.
وإننا نلاحظُ هذه الظاهرة في المبتدأ والخبر
متمثلة في العدد وفي الجنس وفي التعريف والتنكير ، ونلاحظها في الفعل والفاعل ،
وتتمثلُ في العدد وفي الجنس ، ونلاحظها أيضاً في التوابع ، وتتمثل في الإعراب وفي
التعريف والتنكير ، وتُوجدُ في الضمائر
متمثلة في العدد وفي الجنس وفي الشخص ، وهذه هي أهم الجوانب التركيبة التي يظهر
فيها هذا المصطلح في النحو العربي .
وكما قلنا إن هذا المصطلح متداولٌ عند
النحاة ، فنجدُ - مثلاً- الرضي رحمه اللهُ في شرحه الكافية يقولُ : " قوله : ( فإن طابقت
مفرداً جاز الأمران ) أي إن كانت الصفة المذكورة مطابقة للمرفوع بعدها في الإفراد
، جاز الأمران ، لكونها مبتدأ وما بعدها فاعلها ، ولكونها خبراً عمَّا بعدها
" ، ويقولُ أيضاً عند الحديث عن ضمير
الشأن : " ويُختارُ تأنيث الضمير ؛ لرجوعهِ إلى المؤنثٍ ، أي القصة ، إذا كان
في الجملة المفسِّرة مؤنثٌ ؛ لقصد المطابقة ، لا لأن مفسره ذلك المؤنث كقوله تعالى
:
فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ
" .
ويقولُ الدمامينيُّ : "( و) يجبُ (
أن يكون ) هو ، أي الخبر ( طبق المبتدأ ) في التذكير والتأنيث ، والإفراد والتثنية
والجمع ، مدة ( ما أمكن ) ذلك " ،
وهذه إشارات صريحة لهذا المصطلح ، ولا ننسَ أن كلام النحاة في عدد من الأبواب
النحوية ، وإن لم يذكروا فيه لفظ المطابقة ، فإنَّها مقصودة ضمناً ، وذلك نحو
حديثهم في التوابع ، يقولُ سيبويه : " واعلمْ أن المعرفة لا تُوصفُ إلا
بمعرفةٍ ، كما أن النكرة لا تُوصفُ إلا بنكرةٍ " ، وجاء في كتاب المقتصد : " والبدلُ
يُعربُ بإعرابِ المُبدلِ منهُ " ، ويقولُ ابنُ هشام : " وحكمُ المعطوفِ
أنَّهُ يتبعُ المعطوفَ عليه في أربعةٍ من عشرة ، وهي واحدٌ من الرفعِ والنصب والجر
، وواحدٍ من التعريفِ والتنكيرِ ، وواحدٍ من الإفرادِ والتثنية والجمعِ ، وواحدٌ
من التذكير والتأنيثِ " .
ولا يخفى أنَّ هذا المصطلحَ متداولٌ عند
البلاغيين والمناطقة ، فنجدُ البلاغيين يستعملونه بمعنى الجمع بين المتضادين ، فهم
يُعرفون علم البديع بقولهم : " وهو علمٌ يُعرفُ به وجوه تحسين الكلامِ
" ، ومن هذه الوجوه " (
المطابقة ، وتسمى الطباق والتضاد أيضاً ، وهي الجمعُ بين المتضادين ، أي معنيين
متقابلين في الجملة ) أي يكونُ بينها تقابلٌ ولو في بعض الصور 000 ويكون ذلك
الجمعُ ( بلفظين من نوع ) واحدٍ من أنواع الكلمة ، اسمين
Post a Comment