ترويج الدارونية الجديدة
والحقيقة أن الله
أعطى كل شئ خلقه ظاهرا وباطنا فى منظومة متميزة بين جينوم كل نوع وصفات ذلك النوع
، فإذا ما تقاربت جينومات أنواع معينة فلا يعنى ذلك إطلاقا تحدرها من بعضها البعض.
وسأكتفى هنا بضرب
مثلين يتضح منهما كيف تتم ولادة الدارونية الحديثة. فى المثال الأول تطرح
الدارونية سؤالا:
شكل (3 ) : خلق الله الصبغين (X) و (Y) غريبين لحكمةٍ بالغة،وجميلُ أن
يبحث العلم عن سر غرابتهما.
فالمعروف
أن الصبغين Y,X يؤلفان زوجين غريبين ، فالصبغى x شبيه بأى صبغى آخر، ولكن
الصبغى Y – الذى هو
مصدر الذكوره- غريب جدا. وهنا يُتوقع أن الفكر المنطقى يبحث فى مكونات كل صبغ على
حده ، ويوجد الفروق المميزة بينهما بعد تحديد صفاتهما. ولكن الفكر الدارونى الحديث
يعمل بمنظار آخر ليصرف الناس عن حقيقة الخلق (Creation) ، لأنه يعلم أن الفطرة السوية تنادى بأن الله خلقهما هكذا لعلة ،
وعلينا أن نبحث فى سبب ذلك التميز
القائم بينهما. والأمر بسيط فكما أن الله خلق كل جزء من
أجسادنا – قلب أو عين .. الخ ،
على هيئته ليؤدى وظيفة بعينها، فقد جعل الصبغين هكذا. ولكن الفكر التطورى أخذنا
بعيدا لينتقل بالقضية إلى طرح ظنى جديد هو: كيف وصل الصبغيان إلى هذا الاختلاف
الشديد؟ وهكذا نجد أننا دخلنا فى شراك شباكه ويدخلنا معه فى فروض منها:
1- بدأ
صبغا الجنس عند البشر حياتهما زوجا
متوافقا ، ولنبحث عن البشر
الأول لنجده فى عرف التطوريين حيوانا متدييا زاحفا وجد منذ مئات الملايين من السنين من بين ما يعرف
بالثدييات شبيهة-الزواحف .
2- تعرض
تاريخ الصبغيات الجنسية دائما للتغيير الصارخ ، ميزت الصبغ Y بخلل شديد ، وعوضت الصبغ X .
3- الصبغ Y هو وحده الذى تردى.
4- طلائع
الصبغيات الجسدية لكل من Y,X ظلت متشابهة وسليمة فى الزواحف التى وجدت قبل
بدء تفرع سلالة الثدييات بشكل واسع.
فإذا ما سلمت بالافتراضات السابقة
مع ما بها من تخمين ، تقودك الدارونية الحديثة إلى رسم مخطط تطورى خبيث يتلخص فى
أن صبغيات الإنسان قد جاءت من ارتقاء
صبغيات السعادين (Monkeys) . مخطط يبدأ بأسلاف الثدييات الشبيهة بالزواحف (منذ 350 مليون
سنة), ثم يليه تشوه بسيط فى ذلك السلف ما بين (240-320 مليون سنة) ، تم اضمحلال فى
الصبغى Y (ما بين 130-170 مليون سنة) فى وحيدات المسلك،
ثم انكماش الصبغى Y فى الثدييات حدث منذ (80-130) مليون سنة، ثم
اقتراب الصبغى Y من وضعه الأصلى فى القردة فى الفترة من
(30-50) مليون سنة إلى أن
جاء إنسان يحمل صبغين جنسيين مختلفين(شكل:4).
: ليس من
المانة العلمية أن يتخذ أنصار الفكر التطوري من أختلاف الصبغين (X) و (Y) وسيلة لرسم قصة وهمية تتم
أحداثها عبر 350 مليون سنة بهدف صرف الناس عن حقيقة خلقهما على حالتيهما المقدرة
سلفاَ في علم الله.
مفارقة عجيبة بدأت بالبحث عن سبب
اختلاف الصبغى الجنسى Y عن زوجه الصبغى X ، لتخرج منها سلسيلا من القردة: مفارقة أشبه
بالبحث عن سبب وجود أخوين فى عائلة, أحدهما قزم والآخر عملاق, لتخرج منها بأنهما
ليسا ابنين لأبوين, ولكنهما جاءا من سلالة الضفادع مثلا. هذا مثال على فكر التسلسل
الجينى ورسم الماضى التطورى. وجاء العلم
يثبت رغم أنف
التطوريين أن حواء أم البشر (Eve the common Ancestor of all humans)
ليبطل تخمينات الذين تصوروا وجود
سلف للإنسان من الثدييات شبيهة الزواحف. وهنا سأنتقل إلىمثال آخر يعكس هراء الفكر التطورى.
التطور وقوام الإنسان:
والتطوريون كاذبون تعمى عيونهم وقلوبهم عن إدراك
الحقائق، ففى الوقت الذى يثبت فيه العلم أن جسم الإنسان صمم فى أحسن تقويم ، نجدهم يرون
فى مفهومهم التطورى أن أجسامنا تحتوى على عيوب. والسبب فى ذلك من وجهة نظر
أولشانسكى وآخرين أن " قانون الانتقاء " الاصطفاء" الطبيعى – وهو القوة التى تصوغ سماتنا المحددة
وراثيا على حد زعمهم- لا يستهدف الكمال أو الحياة الأبدية المليئة بالصحة. وفى تلك
المقولة نجدهم قوما
يعدلون الانتقاء الطبيعى بالإله، بل إنهم يتدخلون ليتخيلو تنقيحات مدخله على
الصفات التشريحية للجسد (شكل-5).
ويقفز هؤلاء على الحقائق الموضوعية التى تؤكد أننا نعانى البلى بمرور الزمن مدعين
أن الشيخوخة، وما يرافقها من اضطرابات ، ليست أمرا طبيعيا ، وليست أمرا يمكن تجنبه
، ويبيع هؤلاء الوهم للناس، معللين أن علم الطب الحيوى قادر فى المستقبل على
التغلب على عيوب التصميم الموجود فى أجسامنا. والعجيب أن مصممى الجسد البشرى أصحاب
التعديلات المدخله تناسوا عن ذكر الجينوم الذى يتكون من 100 ألف مورث ! أم أنهم سيدخلون عليها
التعديلات أيضا
؟! ( شكل:5 )
شكل (5 ) : خلق الله الإنسان في أحسن تقويم و اجرى عليه
سنة تنكيس خلقه كلما زاد عمره . و للأسف أعتبر دعاة التطور التنكيس عيوباَ لعلهم
يصلحونها أملاَ في إطالة الحياة .
لم تفد الأحافيرنظرية دارون
بطلت نظرية التطور بثلاث حجج:
أولا: عدم مشاهدة أى إرتقاء من أى نوع كان فى الأحياء التى تعيش على الأرض من آلاف
السنين . ثانيا: عدم وجود حلقات
وسطى فى السجل الأحفورى اللازم وجودها أثناء عملية تحول الأنواع كما تفترض النظرية. ثالثا:
كذب إدعاء أن قصر الزمان لا يسجل الترقى ، لأنه مع طول الزمان
الجيولوجى لم تسجل حالة ترقى واحدة ضمن سجل الحياة القديمة.
وفيما يلى نوضح بطلان النظرية من النواحى التى يعدها دعاة التطور
مؤيدة لها. ولسوف أشير إلى النقاط التالية:
1- أحافير الإدياكارا وكائنات طفلة بورجس تضرب النظرية فى الصميم.
2- تطور الفكوك فى الأسماك ظن لا دليل عليه.
3- أصل البرمائيات ما يزال لغزا.
4- أصل الزواحف ما يزال لغزا.
5- لغز أصل الثدييات.
6- لغز الكائن العتيق.
7- شجرة الأحصنة خطأ محض.
8- أكذوبة أصل الإنسان ، فحواء أم البشر.
تأتى الضربات للدارونية من حيث لا تحتسب ، من حيث يطالب أتباع نظرية
التطور بالدليل على حدوث التطور، يتعللون بأن التطور يحتاج إلى وقت طويل ، ولا بد
أنه حدث فى أحقاب متطاولة توجد شواهده فى أرشيف الحياة القديمة. ومن واقع تخصصى وتدريسى لمقررات
علوم الأحافير والتأريخ للأرض ، اتضح
لى كذب محاجة التطوريين. ومن كتاباتهم نأتى بالأدلة على كذب عملية التحول المزعومة
عبر الزمن الجيولوجى.
ولست متحاملا على النظرية وأصحابها ، فقد أتيحت لى دراسة التطور أثناء
الإعداد لأطروحة الدكتوراه بجامعة موسكو فى فترة الثمانينات. وتلك هى الأدلة من واقع السجل الأحفورى التى
تشهد بسقوط النظرية التى كانت تعد من دعائم
النظرية:
1- كائنات الإدياكارا وطفلة برجس خلق فريد:
إنتشرت
أحافير الإدياكارا وأحافير الطفلة بورجس على مستوى العالم.وسادت الكائنات الأولى خلال الفترة الانتقالية بين
زمان عالم الحياة الخفية (3800
حتى 570 مليون سنة), بينما
تواجدت كائنات طفلة بورجس فى الفترة الوسطى من عصر الكمبرى الذى يمثل بداية عالم
الحياة الظاهرة الذى استمر
منذ 570 مليون سنة حتى يومنا هذا. وتمثل كل منهما ملمحا فريدا فى الخلق. وتشتركان
فى ظهورهما الفجائى من غير سلف كما تدعى نظرية التطور ، واختفائهما المفاجئ أيضا
دون أن يتركا وراءهما خلفا، الأمر الذى يقطع بفشل نظرية التطور التى تدعى كذبا بتحدر الأنواع بعضها
من بعض. وكائنات
الإدياكارا الغريبة تمثل أول تجمع حيوانى معروف يفتتح (يدشن) به عصر الحيوانات الكبيرة نسبيا (الميتازوا) ، وهى تمثل صورة فريدة من صور
الخلق (شكل6) . وغرابة
تلك الكائنات جعلت عالم الأحافير زايلخر (Seilacher) يُصرح بأنها تختلف عن القبائل الحالية لدرجة يلزم معها استحداث تقسيمات
جديدة تضمها. ونظرا لظهورها الفجائى وانقراضها دون أن يعقبها خلف لها، نجد علماء
التطور يصفونها بأنها تمثل تجربة فاشلة.
وللأسف وصف دعاة
التطور إشراقة الخلق الفريدة بالتجربة الفاشلة، دون أن يسألوا أنفسهم من وراء تلك
التجربة؟ أم أن معيار النجاح أن يأتى موافقا لنظرية التطور؟ الحقيقة أنهم لا يريدون إطلاقا النطق بكلمة
الخلق. تجربة فاشلة فى خيالهم المريض مع أنها انتشرت على مستوى العالم لمدة قرابة
100 مليون سنة. وكائنات طفلة بورجس (Burgess Shale Fauna) تمثل أروع مكتشفات الأحافير فى القرن العشرين.
وهى تمثل بقايا كائنات حية تعيش فى الفترة الكمبرية الوسطى منذ 550 مليون سنة ،
وتتميز بالثراء لدرجة أن عالم الأحافير ستيفن جولد (Steven Gould) ذكر أن أحافير ذلك المنجم الصغير الموجود فى غرب كندا يزيد تنوعها
التشريحى عن كل كائنات محيطات اليوم. وكائنات طفلة بورجس بلغ من تنوعها درجة عظمى
حتى أن المفصليات وحدها
تحوى عشرين نظاما
تشريحيا، بالإضافة إلى وجود 20 أحفورة لم يمكن وضعها فى التقسيم الحالى للكائنات
اليوم.
شكل (6) :
أحافير طينة بورجس الشديدة الغرابة تمثل أروع صورلحفظ الأحافير،وتضرب نظرية دارون
في الصميم.
هل يعقل أن توصف إشعاعة الحياة
التى تمثل انبثاق كائنات طفلة بورجس بأنها تجربة فاشلة أو كما يزعم ستيفن جولد
بأنه محض الصدفة (Element of chane) .
هؤلاء التطوريون درسوا سجل الحياة
القديمة فوجدوا أن السجل فقير إلا من لحظات تشععت فيها الكائنات كما هو الحال فى
كائنات طفلة بورجس التى حفظ جسمها الطرى فى صخور تكونت منذ حوالى 550
مليون سنة.
ولكنهم للأسف استبعدوا
فكرة الخلق وتمحكوا بكلمات هلامية لا تحمل
معنى من مثل التجريب أو الحظ أو الصدفة. ومع الفارق الشديد بينهم وبين قصة العبد الصالح الذى مر على
القرية الخاوية فتعجب من إحيائها بعد موتها فأراه الله أياته فى الخلق, والتى عبر عنها القرآن الكريم فى قول الله
تعالى: ﴿ أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحى هذه الله
بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو
بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى العظام
كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير﴾ (البقرة : 259).
2- تطور فكوك الأسماك لا دليل عليه:
من المعروف لدى علماء
الحياة القديمة,
أن الأسماك عديمة الفكوك ظهرت قبل الأسماك ذوات الفكين, فى حقب الحياة القديمة المبكر.
وظهور الفكوك فى ملة التطوريين,
تمثل سمة نحو الأصلح,
وبالتالى فقد صارعت الأسماك لتمتلك الفكوك كما يزعمون. وهلل
دعاة التطور مدعين أن ظهور الفكوك يمثل حجر الزاوية فى تطور الأسماك. ولكنى أرى أن
أى حديث عن ظهور الفكوك يجب أن يتصدره الجملة التالية المأخوذة
من كتاب العوالم البائدة (ص 254):
(لا يوجد
شاهد حفرى على المراحل الوسطية فى تطور الفكوك عن أسماك ليس لها فكوك). وهذا هو النص الأصلى
الذى ورد فى المرجع السابق:
(No
direct evidence of the various intermediate steps exist (vanished worlds. P.
254).ومع أن دعاة التطور لم يشاهدوا فى سجل الأحافير شيئا على الإطلاق يدل
على مراحل ظهور الفكوك, إلا
أنهم من دراسة تشريح الأسماك,
وجدوا أن الأسماك عديمة
الفكوك وهى الأقدم ظهورا على الأرض تمتلك ثمان أقواس خيشومية تدعم
الخياشيم ، بينما
الأسماك ذوات الفكين تحوى فقط على ستة منها. وهنا أوحى
إليهم خيالهم المريض أنه عبر
الزمن ، وبالتدريج
اختزل الزوجان الأوليان واختفيا ، ثم
أتى الدور على الزوجين الثالث ليلتحما ويكونان الفك العلوى والسفلى (شكل:7), وجاء ذلك فى ظنهم استنادا على أن
اختزال عدد الأقواس يمثل
صفة تطورية.
وأنا بدورى أكاد أجزم بعد فهم فكر
التطوريين أنهم لو عثروا على الأسماك ذوات الفكوك ذات الستة أقواس خيشومية فى سجل
أقدم من سجل عديمة الفكوك لقالوا لنا أنها تحولت إلى عديمة فكوك نتيجة إضافة زوجين
جديدين ، وحينئذ سوف يعتبرون
اختزال العدد
ظاهرة تطورية. إنهم يفسرون الأشياء كما يحلو لهم. ولو قيل لهم لو حدث التحول
مرحليا لماذا لم نعثر على هيكل سمكة واحدة ضمن بلايين الأسماك التى ماتت وحفظت لها
سبعة أقواس أو سبعة ونصف مثلا، سيقولون إن ذلك يرجع إلى نقص (gap) فى السجل الحفرى.
لكن أليس من العجيب حقا أن السجل
دائما وأبدا يوجد به عينات تحتوى إما على ستة أو ثمانية فقط ، حقا إنه إصطفاء حكيم ! فى زعمهم يحفظ
المنتج النهائى ويعرض عن الوسائط. من الواضح أن عملية الاختزال لا توجد إلا فى
عقولهم المعرضة عن الحق. ثم لماذا لم تتحول كل الأسماك عديمة الفكوك إلى أسماك ذات
فكوك ، مع العلم بأنهما عاشا معا فترة زمنية قاربت الستين مليونا من السنين. وبعد أن ساد
اعتقاد بأن الأسماك عدية الفكوك قد بادت فى حقب الحياة القديمة منذ العصر الديفونى-
أى منذ حوالى 360 مليون سنة – فقد ظهرت أحد الأنواع من الأسماك عديمة الفكوك فى
مياه البحار الحديثة. وهذا يؤكد أن ظهور الفكوك نتيجة عملية التطور أكذوبة اخترعها
وروج لها المبطلون.. فأين أنت يا حمرة الخجل؟.
3-
لغز أصل البرمائيات ثالث الأثافى:
فىالسعى الدءوب
لإثبات التطور المزعوم حاول الفكر التطورى إثبات أن البرمائيات قد انحدرت من
الأسماك ، ولكنهم لم يتفقوا على السلف السمكى الذى جاءت منه البرمائيات، من أى
مجموعة من الأسماك: أمن ذوات الزعانف الفضية؟ أم من الأسماك الرئوية ، أم من أسماك
(Epidistans) أم من أسماك (Coelacanths) . فعلى حين يعتقد البعض أن النوع الثانى هو الأصل، نجد أن الدراسة
الحديثة ، التى
أجراها جراندر (Grander) من جامعة لندن ، تشير إلى أن
تطور
مزعوم لفكوك الأسماك لا دليل عليه سوى الظن، حيث لا توجد أحفورة واحدة لسمكة واحدة
حفظت مراحل : إختزال الفكوك الأولى و تحول الثالث منها إلى فكين : علوي و
سفلي،فالأحافير إما ان تحوي 8 أزواج من الأقواس الخيشومية(الأسماك عديمة الفكوك)
أو 6 منها (الأسماك ذوات الفكوك).لا يوجد هناك إطلاقاَ حلقة وسطى
أصل البرمائيات هو الأسماك ذوات الرئات (Crossopterygians) . وإنه لمن الغباوة أن نرجع أصل البرمائيات إلى الأسماك إستنادا على التشابه الظاهرى فى
عظيمات الطرف الخلفى فى أحد الأسماك البائدة من العصر الديفونى وأحد البرمائيات.
تصور مفرط فى السذاجة أن تدعى أن كل ما له خمس من الأصابع فهل يعقل أن ننسبها ومع
الإنسان أيضا إلى أصل واحد؟! فليحرسنى الله من أفكار دعاة التطور.
4- لغز أول الزواحف بلا حل:
اللغز الرابع الذى هو
أصل الزواحف:
فإن بدا لأنصار التطور بديهيا وجود سلسلة التطور من الأسماك إلى البرمائيات ، ومن
البرمائيات إلى الزواحف، فإن الكلمات الآتية تذكرها المراجع العلمية: ( لكن السجل الأحفورى يحوى سفسطه
ولغطا فيما يتعلق بالتنظيم الفيزيائى والتشريحى. ولا يزال الإيهام يحيط بخطوة
الانتقال من البرمائيات إلى الزواحف). وعلى الرغم من الاشتراك بينهما
فى بعض الصفات إلا أن طريقة التكاثر تعد فرقا واضحا بينهما. فأولاد الزواحف تخرج
مكتملة النمو من البيضة الأمنيوتية (Amniotic egg) دون المرور بطور أبى ذنيبة كما هو الحال فى البرمائيات . كما أنه
توجد فروقا بين البرمائيات والزواحف تتعلق بتشييد عظام الأطراف، وأنماط الفكوك ،
والتسنن وبنية الجمجمة، والأذن
، وشكل الضلوع، وتشييد الفقرات. وكالعادة لا توجد حلقة وسطى.
5- اللغز الخامس: أصل الثدييات:
قلت إن الفكر التطورى لن يعدم الظن
مستنكفا الخلق الخاص، وها هو موضوع أصل الثدييات يخترع ما يسمى بثدييات شبيهة
الزواحف قد ظهرت فى نهاية العصرالبرمى. ويعدون جنس سيانوجناثس مثالا جيدا لتلك المخلوقات مع
التحفظ حول ما إذا كان لها فرو، وما إذا قامت بنتظيم درجة حرارتها ذاتيا. والسجل
الجيولوجى فى ذلك عقيم ولا يقدم جوابا عن التساؤلين السابقين. أما كيف توزن أدلتهم
فهذا شئ عجيب. لقد استشهد
التطوريون بوجود فرد
غير ناضج (immature) فى أحد الأعشاش بجوار عش جنس تيرينادون (Thrinadon) فى صخور العصر الطباشيرى
فى جنوب أفريقيا، فاستدلوا من ذلك على عناية الآباء بصغارهم، الأمر الذى
يرجح انضمام ذلك الفرد
إلى قائمة الثدييات ... هكذا تزن الأدلة!!. هذا وقد ساد الإعتقاد بأن الجنس الوحيد
المسمى ستيريوجناثس
(Stereognathus) الذى نجى من الهلاك فى نهاية العصر البرمى
(منذ قرابة 200 مليون سنة) ومعه بقايا جنس سيانوجناثس كانا من الثدييات. وهنا تأتى
الدراسات الحديثة تزيد الأمر تعقيدا فتضعهما فى فرع جانبى فى شجرة التطور ضمن ما
يسمى " بالأناسى" قبل ظهور ما يعرف " بالإنسان العاقل"!.
6- اللغز السادس: طائر وليس بطائر:
يعتبر دعاة التطور
طائر الأركيوبتركس (Archaeopteryx) هو أول الطيور ظهورا على
الأرض(شكل:8). ويعدونه
حلقة مثالية للوصل بين الزواحف والطيور مدعين أنه لولا وجود الريش ما عُد من
الطيور، بل كان زاحفا بلا جدال. وأرى أن الطائر ربما ليس بطائر،
ولكنهم جعلوه
وسطا حين أرادوا
له ذلك. ويؤكد
ذلك أن علماء التصنيف المحدثين لا يضعونه في الخط الأساسى الذى انحدرت منه الطيور، ويعارضون فكرة الحلقة المفقودة، بل
يطرحون سؤالا بريئا أين ظهر الطائر الحقيقي ؟ إنه ما يزال لغزا. ومن المستبعد أن
يكون " الطائر العتيق" المشار إليه زاحفا، وما ريشه إلا زخرفة في جلده
قد حفظت في الصخور. ويجب أن نعى الجملة التالية التي ذكرت في أحد مراجع التأريخ
للأرض:
"Modern taxonomists do not place Acharopteryx
on the main line of descent of birds and reject the simple missing-link
idea"
أحفورة الطائر
العتيق(ألأركيوبتيركس)الذي أتخذه دعاة التطور حلقة وسطى بين الزواحف و الطيور وقد
أحاطت به الشكوك
يلقي إكتشاف الريش في الزواحف ظلالاَ كئيبة على الحلقة
الوسطى بين الزواحف و الطيور (عن مجلة أمريكا للعلوم )
وأريد أن انبه على انه عند مراجعتى للفقرة
السابقة بعد كتابتها بعدة سنوات, اذا بى أطالع العنوان التالى الذى تصدر مجلة
أمريكا للعلوم (المجلد 19-العدد 10-أكتوبر2003 ) :أيهما نشأ أولا الريشة أم الطائر
؟ حيث اكتشف وجود الريش فى أحافير الدينصورات التى عثر عليها أخيرا بالصين
(شكل:9). وهنا تأكد لى ما أعتقدته من قبل عن الحلقة الوهمية التى روج لها أنصار
التطور التى يمثلها الطائر التيق بزعمهمز والحقيقة أنه ليس طائرا, بل انه زاحف
جعلوه طائرا لسبب لال يخفى على عاقلز فهل هذا علم أم دجل؟!.
7- لغز الحصان:
يعدون تطور الأحصنة مثالا رائعا للتطور مع العلم
بأن شجرة الأحصنة معقدة جدا. وفيما عدا الحصان الحديث من جنس إكيوس، فقد انقرضت
جميع مصنفات عائلة الخيل. وقد عثر على بقايا أول الأحصنة فى صخور الأيوسين السفلى
( منذ قرابة 50 مليون سنة) وكان فى حجم الكلب، وله 3-4 أصابع فى كل قدم ( ويقال
أربع صوابع فى القدم الأمامى و 3 فى القدم الخلفى). وفى عصر الميوسين التالى كبر
حجم الحصان ، وقل عدد أصابعه، وتواجد منه أحد عشر جنسا منتظمة فى أربعة خطوط
عُمرية , ثم ظهر الحصان الحديث فى البلايستوسين. وعلى الرغم من أن علماء التطور
يحسبون الحصان مثالا تقليديا للتطور ، إلا أنهم قد اختلفوا فى الكيفية التى تم
التطور بها، أهو تكون
وفقا لنموذج التطور التدريجى (تطور بالجملة!) أم وفق نموذج الفواصل ( تطور
بالقطاعى!) ؟!.
وما يقال من أن تطور الحصان الفريد
حدث عبر ست أشكال وسطية يكذبه الظهور المفاجئ للأحصنه. ويقول العالم باتى فى كتابه التحليل الرياضى لنظرية التطور :( إن تعميم صفة من الصفات عن طريق
الطفرة، فى سلالة من السلالات ، لا يمكن أن يستغرق أقل من مليون جيل من الأجيال المتتابعة. وحتى لو سلمنا بقدم
الأحقاب الجيولوجية، فمن الصعب أن نتصور كيف أن حيوانا حديثا مثل الحصان ، قد نشأ
من سلفه الذى كان عدد الأصابع فى قدمه خمسا فى الفترة من العصر الحجرى حتى الآن). يقول الأستاذ ديستول من
جامعة درهام: (ن
شجرة نسب الحصان أصبحت تقليدية "كلاسيكية" عند علماء التطور ، إذ يقولون
بأن الحصان بدأ فى شكل مستقيم حتى غدا الفرس الذى نراه اليوم ، وهذا القول خطأ محض). وقد عثر فى طبقة واحدة على
نوعين ، وأحيانا ثلاثة أنواع من الخيول. ويبدو أن كل واحد من هؤلاء الوسطاء قد ظهر
مستقلا عن الآخر، وفى هذا حزن ويأس لدعاة التطور.
نماذج التطور الملفقة
يخطئ خطأ كبيرا من يتصور أن نماذج التطور (Models of evaluation) فيها شئ من العلم والحقيقة. وأصدق ما يقال
فيها أنها أكاذيب مزخرفة وإن نسبت إلى علماء مرموقين فى مجال دراسة الأحافير القدية والأحياء. وهى من وجهة نظر
واضعيها نماذج تفسر الآلية التى ظهرت بها الأنواع الجديدة من أنواع سبقتها فى
التواجد على الأرض. ولن نُحاج فى أن هؤلاء لم يشهدوا خلق أنفسهم (الكثرة منهم تنكر
الخلق) فكيف بهم يتناولون
ظهور الخلائق قبل
الإنسان : وصدق الله حيث يقول:
﴿ ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا* ويوم
يقول نادوا شركائى الذين زعمتم فدعوهم
فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا﴾ (الكهف : 50-51). وأرى أن نماذج
التطور ليستا الا هراء يزعمون أنها الالية التى تفسر وجود الكائنات من
دون الله. وسأحاج
النماذج ذاتها. فمن
المعروف أن نماذج التطور كثيرة أهمها ثلاثة تهدف إلى ما يسمى بشجرة الإنساب أو شجرة الحياة
Post a Comment