شرح وتحليل قصيدة: أرق على أرق للمتنبي

شرح قصيدة ارق على ارق
اعراب قصيدة ارق على ارق
حل اسئلة قصيدة ارق على ارق
اعراب ارق على ارق
قصيدة ارق على ارق
ارق على ارق ابو الطيب المتنبي
ارق على ارق فيروز
قواعد قصيدة ارق على ارق
شرح بيت وعذلت اهل العشق حتى ذقته

قصيدة (أرق على أرق) أبو الطيِّب المتنبي (شرح وتحليل
القصيدة : أرق على ارق
شرح قصيدة أرق على أرق توجيهي حل اسئلة قصيدة ارق على ارق ارق على ارق ابو الطيب المتنبي قصيدة ارق على ارق ارق على ارق

شرح القصيدة + أسئلة مقترحة على القصيدة

شرح القصيدة + أسئلة مقترحة على القصيدة + الاجابات النموذجية قصيدة (( أرق على أرق)) للمتنبي

                   أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ            وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ 
                   جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى                عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ      
         ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ              إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ      
                   جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي                نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ         
                   وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ                   فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ    
                   وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني                    عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا    
         أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ              أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ   
                   نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ                 جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا     
         أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى            كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا       
         مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ              حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ 
                   خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا                  أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ    
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ                    وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ    
                   وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ             وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ           
         وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي                  مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ   
         حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ              حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ

شروح البيت : أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ -- وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

القصيدة : أرق على ارق ومثلي يأرق
شروح البيت : أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ -- وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: بي أرق على أرق، ومثلي بالأرق جدير؛ لأن من نال منه الهوى، وجهده الحب جدير بأن لا ينام، وأهل للسهاد. ثم يقول: وبي جوى يزيد ودمعة تسيل وتنهمل. ومعنى قوله: أرق على أرق: مبالغة له فيه، وتأكيد له.

شرح الواحدي : قال الواحدي: يقول لي سهادٌ بعد سهادٍ وعلى أثر سهاد ومثلي ممّن كان عاشقاً يسهد لامتناع النوم عليه، وحزن يزيد كل يومٍ عليه ودمع يسيل ويقال رقرقت الماء فترقرق مثل أسلته فسال.



________________________________________
شرح أبي العلاء : قال المعري: (أرق): مبتدأ، وخبره محذوف. وكذلك (جوى) و(عبرة) تقديره: بي أرق و(على) هنا بمعنى مع، وأراد به دوام الأرق: وهو السهاد.
يقول: بي أرق على أرق. ومثلي جدير بالأرق، وبي جوى: وهو الحزن يزيد وينقص. ولي دمعة تسيل أبدا.

شرح التبريزي : قال التبريزي: الأرق: فقد النوم. يقال أرقة تأريقاً. وأرقه إراقاً، كما قالوا: كذبه كذاباً. وبيت تأبط شرّاً ينشد على وجهين:
         يا عيد مالك من شوق وإيراق                  ومر طيفٍ على الأهوال طرّاقِ      

فهذا مصدر: آرق يورق. ويروى (أرّاق) بتشديد الراء. ومثله:
         لعمري لقد خلّفتني عن صحابي                وعن حوج قضاؤها من شفائيا       

يريد: مصدر قضيت.
والجوى: الحزن الذي يستبطن الإنسان، فيكون في حشاه. ويقال لفساد الجوف: جوى. والعبرة: تردد الدمع في العين.

________________________________________
مصدر الشرح
كتاب   : شرح التبريزي
الشارح          : التبريزي
المحقق : خلف رشيد نعمان
دولة النشر     : العراق
مدينة النشر    : بغداد
تاريخ النشر    : 2000



________________________________________
شرح العكبري : قال العكبري: الغريب: الأرق: فقد النوم. والجوى: الحزن الذي يستبطن الإنسان، فيكون في حشاه. والعبرة: تردّد الدمع في العين. ورقرقت الماء فترقرق، ومثله: أسلته فسال.
المعنى: يقول: لي سهاد بعد سهاد، على أثر سُهاد، ومن كان عاشقا يُسهَّد، لامتناع النوم عليه، وحزنه يزيد كل يوم، ودمعه يسيل.

________________________________________
مصدر الشرح
كتاب   : شرح العكبري
الشارح          : أبي البقاء العكبري
الناشر  : مطبعة مصطفى البابي الحلبي
المحقق : مصطفى السقا/ابراهيم الأنبياري
دولة النشر     : جمهورية مصر
مدينة النشر    : القاهرة
تاريخ النشر    : 1956


شرح العكبري : قال العكبري: الغريب: الأرق: فقد النوم. والجوى: الحزن الذي يستبطن الإنسان، فيكون في حشاه. والعبرة: تردّد الدمع في العين. ورقرقت الماء فترقرق، ومثله: أسلته فسال.
المعنى: يقول: لي سهاد بعد سهاد، على أثر سُهاد، ومن كان عاشقا يُسهَّد، لامتناع النوم عليه، وحزنه يزيد كل يوم، ودمعه يسيل.
________________________________________
العود الهندي لعبد الرحمن بن عبيد الله السقاف : قال عبد الرحمن السقاف: (الأَرقُ): امتناعُ النومِ، و(الجَوَى): الحُزْنُ الذي يستبطنُ الإنسانَ، فيكونُ في حشاهُ، و(العَبْرَةُ): تردُّدُ الدمعِ في العينِ.
يقولُ: لي سُهادٌ بعدَ سهادٍ، ومَن كانَ مِثلي.. فلاَ بدَّ لَهُ من السهادِ، إِلاَّ أَنَّهُ قصَّرَ هنا، بما يُفْهِمُهُ سياقُ كلامِهِ مِنِ انحصارِ سهادِهِ على الهوى، ولو أَنَّهُ جعلَهُ لَهُ ولِلْمجدِ.. لكانَ أَشرفَ وأَجملَ.

شرح البرقوقي : قال البرقوقي: الأرق: فقد النوم؛ والجوى: الحرقة- من حزن أو عشق-. والعبرة: الدمعة تتردد في العين؛ وتقول: رقرقت الماء فترقرق: مثل أسلته فسال. يقول: لي سهاد بعد سهاد على أثر سهاد، ومثلي ممن كان عاشقاً يسهد لامتناع النوم عليه، وحرقته تزداد كل يوم ودمعه يسيل.

شرح اليازجي : قال اليازجي: الأرق السهر وهو مبتدأ محذوف الخبر أي لي أرق. والجوى الحرقة من حزن أو عشق. والعبرة الدمعة. وتترقرق تسيل.

القصيدة : أرق على ارق ومثلي يأرق
شروح البيت : جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى -- عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
________________________________________
         شرح ابن القطاع الصقلي
         شرح الواحدي
         شرح أبي العلاء
         شرح التبريزي
         شرح العكبري
         المنصف للسارق والمسروق منه لإبن وكيع
         المنصف في الدلالات على سرقات المتنبي
         المنصف في نقد الشعر لابن وكيع
         أخبار أبي الطيب المتنبي لمحمد توفيق البكري الصديقي
         شرح البرقوقي
         شرح اليازجي



شرح ابن القطاع الصقلي : لا يكون جهد الشوق جهدا ومشقة حتى يكون كما بي من عين مسهدة وقلب خافق.

________________________________________
شرح الواحدي : قال الواحدي: الجهد المشقّة والجهد الطاقة والصبابة رقّة الشوق. يقول غاية الشوق أن تكون كما أرى ثم فسّره بباقي البيت. .

________________________________________
شرح أبي العلاء : قال المعري: وروى: (كما يرى).
يقول جهد الصبابة. هو الذي أراه من عين مسهدة، وقلب خافق خوف الهجر.

________________________________________
شرح التبريزي : (جاء في كتاب ابن عدلان: (الجهد) المشقة. و (جهد) وهي روايته: الطاقة. وقيل: هما لغتان في معنى).

________________________________________
شرح العكبري : قال العكبري: الإعراب: (جهد الصبابة): مبتدأ، (وأن تكون) في موضع رفع خبره. (وعين مسهَّدة)، خبر ابتداء محذوف، تقديره: ولي عين مسهدة، ويجوز أن يكون عين خبرا عن جهد الصبابة، و(أن تكون) في موضع الحال.
الغريب: الجَهد بالفتح: المشقة، وبالضم: الطاقة. وقيل: هما لغتان بمعنى والصبابة: رقة الشوق.

شرح البرقوقي : قال البرقوقي: جهد الصبابة: مبتدأ؛ خبره: أن تكون؛ والجهد- بالفتح- المشقة، وبالضم الطاقة والوسع؛ وقيل هما لغتان بمعنى. والصبابة: رقة الشوق. وعين: خبر مبتدأ محذوف، تقديره لي عين؛ ويجوز أن تكون عين: خبراً عن جهد الصبابة، وأن تكون في موضع الحال. يقول: غاية الشوق أن تكون بهذه الحال التي أنا فيها،
________________________________________
شرح اليازجي : قال اليازجي: الجهد الطاقة والوسع، يقال جهدك أن تفعل كذا أي مبلغ ما يصل إليه اجتهادك، والصبابة رقة الشوق. وأن تكون في موضع الخبر عن جهد. وعين فاعل تكون وهي التامة. ويمكن أن تجعل ناقصة فيكون اسمها ضمير الصبابة وخبرها كما أرى وعين مبتدأ محذوف الخبر أي لي عين. يقول: إن جهد ما تفعله الصبابة هذه الحالة التي أنا فيها يعني أنها قد بلغت منه كل مبلغ.


القصيدة : أرق على ارق ومثلي يأرق
شروح البيت : ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ -- إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ


________________________________________
شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: لا يلمع برق إلا وشوقني إلى الحبيب، على مغنيين؛ أحدهما: أنه يذكرني ثغره المضيء، والثاني: أنه يلمع من جانبه فيشوقني إليه. ولا يترنم طائر يدعو إلفه إلا ذكرت أليفي؛ فآنثنيت على قلب مشتاق يحترق بنار الهوى.


________________________________________
شرح الواحدي : قال الواحدي: الشيّق يجوز أن يكون بمعنى فاعل من شاق يشوق كالجيّد والهيّن. ومعناه أن قلبي يشوقني إلى أحبّتي ووزنه فيعِل وهو كثيرٌ مثل الصيّب والسيّد وبابه ويجوز أن يكون على وزن فَعيل بمعنى مفعول ولمعان البرق يهيّج العاشق ويحرّك شوقه إلى أحبته لأنه يتذكر به ارتحالهم للنُجعة وفراقهم ولأن البرق ربما لمع من الجانب الذي هم به، وكذلك ترنُّم الطائر وذكرهما بهذا المعنى كثيرٌ في أشعارهم.



________________________________________
شرح أبي العلاء : قال المعري: وروي: (ما لاح نجم). والترنم: شبيه الغناء، وانثنيت: أي انعطفت.
يقول: لم يلمع برق أو نجم ولم يترنم طائر، يدعو إلفه إلا انعطفت ورجعت إلى نفسي، وأنا مشتاق، مهيج القلب لذكر المحبوبة. وتشويقه لمعان البرق على معنيين: أحدهما أنه يذكره ثغرها المضئ، والثاني أنه يلمع من جانب المحبوبة وناحيتها، فشوقه لهذا الوجه.

________________________________________
شرح العكبري : قال العكبري: الإعراب: (ولي فؤاد): مبتدأ وخبر، خبره مقدم عليه، وهي جملة في موضع الحال.
الغريب: الشيِّق: يجوز أن يكون بمعنى فاعل، من شاق يشوق، كالجيد والطيب والهين، وزنه: فيعل، وهو كثير كالسيد والصيّب. ويجوز أن يكون على وزن (فعيل) بمعنى مفعول. وترنم الطائر: هو حسن صوته في صياحه.
المعنى: يقول: ما لاح برق إلا وشوَّقني، لأن لمعان البرق يهيج العاشق، ويحرك شوقه إلى أحبته، لأنه يتذكر به ارتحالهم للنُّجعة والفرقة، وكذلك ترنم الأطيار، وهذا كثير جدا في أشعارهم،

________________________________________
شرح البرقوقي : قال البرقوقي: انثنيت: رجعت؛ ولي فؤاد: جملة حالية؛ والشيق: المشتاق؛ وهو معلوم أن لمعان البرق يهيج العاشق ويحرك شوقه إلى أحبته لأنه يتذكر به ارتحالهم للنجعة وفراقهم، ولأن البرق ربما لمع من الجانب الذي هم به، وكذلك ترنم الطائر. وهذا كثير في أشعارهم

________________________________________
شرح اليازجي : قال اليازجي: انثنيت رجعت. والشيق المشتاق. وذلك لأن البرق إذا لاح يتذكر به العاشق ارتحال أحبته لانتجاع المنازل وربما لاح من الجهة التي هم بها. وكذلك ترنم الطائر.

شروح البيت : ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ -- إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

________________________________________
شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: لا يلمع برق إلا وشوقني إلى الحبيب، على مغنيين؛ أحدهما: أنه يذكرني ثغره المضيء، والثاني: أنه يلمع من جانبه فيشوقني إليه. ولا يترنم طائر يدعو إلفه إلا ذكرت أليفي؛ فآنثنيت على قلب مشتاق يحترق بنار الهوى.



________________________________________
شرح الواحدي : قال الواحدي: الشيّق يجوز أن يكون بمعنى فاعل من شاق يشوق كالجيّد والهيّن. ومعناه أن قلبي يشوقني إلى أحبّتي ووزنه فيعِل وهو كثيرٌ مثل الصيّب والسيّد وبابه ويجوز أن يكون على وزن فَعيل بمعنى مفعول ولمعان البرق يهيّج العاشق ويحرّك شوقه إلى أحبته لأنه يتذكر به ارتحالهم للنُجعة وفراقهم ولأن البرق ربما لمع من الجانب الذي هم به، وكذلك ترنُّم الطائر وذكرهما بهذا المعنى كثيرٌ في أشعارهم.

________________________________________
شرح أبي العلاء : قال المعري: وروي: (ما لاح نجم). والترنم: شبيه الغناء، وانثنيت: أي انعطفت.
يقول: لم يلمع برق أو نجم ولم يترنم طائر، يدعو إلفه إلا انعطفت ورجعت إلى نفسي، وأنا مشتاق، مهيج القلب لذكر المحبوبة. وتشويقه لمعان البرق على معنيين: أحدهما أنه يذكره ثغرها المضئ، والثاني أنه يلمع من جانب المحبوبة وناحيتها، فشوقه لهذا الوجه.

________________________________________
شرح العكبري : قال العكبري: الإعراب: (ولي فؤاد): مبتدأ وخبر، خبره مقدم عليه، وهي جملة في موضع الحال.
الغريب: الشيِّق: يجوز أن يكون بمعنى فاعل، من شاق يشوق، كالجيد والطيب والهين، وزنه: فيعل، وهو كثير كالسيد والصيّب. ويجوز أن يكون على وزن (فعيل) بمعنى مفعول. وترنم الطائر: هو حسن صوته في صياحه.
المعنى: يقول: ما لاح برق إلا وشوَّقني، لأن لمعان البرق يهيج العاشق، ويحرك شوقه إلى أحبته، لأنه يتذكر به ارتحالهم للنُّجعة والفرقة، وكذلك ترنم الأطيار، وهذا كثير جدا في أشعارهم

شرح البرقوقي : قال البرقوقي: انثنيت: رجعت؛ ولي فؤاد: جملة حالية؛ والشيق: المشتاق؛ وهو معلوم أن لمعان البرق يهيج العاشق ويحرك شوقه إلى أحبته لأنه يتذكر به ارتحالهم للنجعة وفراقهم، ولأن البرق ربما لمع من الجانب الذي هم به، وكذلك ترنم الطائر. وهذا كثير في أشعارهم
شرح اليازجي : قال اليازجي: انثنيت رجعت. والشيق المشتاق. وذلك لأن البرق إذا لاح يتذكر به العاشق ارتحال أحبته لانتجاع المنازل وربما لاح من الجهة التي هم بها. وكذلك ترنم الطائر.
شروح البيت : جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي -- نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

________________________________________
شرح ابن القطاع الصقلي : ما تنطفي نار الغضا، مفسر على وجهين؛ أحدهما: أن يكون (ما) للنفي، فيقول: ما تنطفي نار الهوى وتكل عن الإحراق مدة فكانت تريحني، ويكون قوله (نار الغضا) تشبيها، كأنه يريد: كنار الغضا في اشتدادها وبقائها دائما. والثاني؛ أن يكون التقدير: جربت من نار الهوى نارا تطفىء نار الغضا وتكل عما تحرقه هذه النار، مبالغة لها .

________________________________________
شرح الواحدي : قال الواحدي: يقول جرّبت من نار الهوى ناراً تكلّ نار الغضا عما تُحرقه تلك النار وتنطفئ عنه ولا تُحرقه. يريد أنّ نار الهوى أشدّ إحراقا من نار الغضا وهو شجرٌ معروفٌ يستوقد به فتكون ناره أبقى ومن روى يحرق بالياء فللفظ ما.

________________________________________
شرح أبي العلاء : قال المعري: أي تحرق هذه النار. و(تنطفي): لغة ضعيفة. لقولهم: طفيتُ النار وأطفيتها، و(ما) بمعنى الذي. والغضا شجر يوصف بقوة التوقد.
يقول: جربت من نار الهوى ناراً تطفأ عندها نار الغضا مع شدتها وتكل أيضاً نار الغضا عما تحرقه نار الهوى. وقيل: إن (ما) للنفي وقدر فيه تقديران:
أحدهما: أن يكون تقديره: جربت من نار الهوى كنار الغضا ما تنطفي وما تكل، ومعناه: ما تنطفئ نار الهوى وما تكل عن الإحراق، بمرة فتريحني.
وقوله: نار الغضا تشبيه يعني كنار في شدة توقدها. والثاني: أن تكون (تكل) فعل الغضا والواو زائدة أو منقولة إلى نار الغضا، ومعناها: جربت من نار الهوى ناراً ما تنطفئ، ونار الغضا تكل عما تحرقه هذه النار.

________________________________________
شرح اليازجي : قال اليازجي: الغضا شجر تبقى ناره طويلاً. وما من قوله ما تنطفي اسم موصول مفعول جربت. والضمير في يحرق عائد إلى ما المذكورة. أي أن الذي قاساه من نار الهوى تنطفئ نار الغضا وهو مشتعل وتكل عن إحراق ما يحرقه.


شروح البيت : وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ -- فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
________________________________________
شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: كنت من قبل عشقي ألوم العشاق حتى دفعت إلى مقاساة ما قاسوا من دواعي العشق، فعجبت كيف يموت من لا يدخل العشق قلبه!! فإنه من باعد العشق باعده الموت، على مذهب العشاق.


________________________________________
شرح الواحدي : قال الواحدي: يذهب قوم في هذا البيت إلى أنّه من المقلوب على تقدير كيف لا يموت من يعشق يعني أن العشق يوجب الموت لشدّته وإنما يتعجب ممن يعشق ثم لا يموت وإنما يُحمل على القلب ما لا يظهر المعنى دونه وهذا ظاهر المعنى من غير قلب وهو أنه يعظّم أمر العشق ويجعله غاية في الشدة. يقول كيف يكون موت من غير عشق أي من لم يعشق يجب أن لا يموت لأنه لم يقاس ما يوجب الموت وإنما يوجبه العشق وقال بعض من فسّر هذا البيت لما كان المتقرّر في النفوس أن الموت في أعلا مراتب الشدة قال لمّا ذقت العشق وعرفت شدّته عجبت كيف يكون هذا الأمر المُتّفَقُ على شدّته غير العشق.


________________________________________
تفسير أبيات المعاني(أبي مرشد المعري) : قال ابو المرشد سليمان المعري: قال ابن فورجة: وقد كثر كلام الناس في هذا البيت وادُّعي عليه قلب الكلام واحتجوا باحتجاجات، وزعموا أنه أراد كيف لا يموت من يعشق، وليس الأمر عندي على ما زعموا ولو قال ذلك أو أرده لكان معنى رذلاً متداولاً خلقاً والذي أراده أبو الطيب معنى حسن صحيح اللفظ والمعنى، أحسن مما ذهبوا إليه، وإنما يقول عجبت كيف يكون الموت من غير هذا هو أعظم الأدواء، والخطب الذي هو أشد الخطوب لأنه لاستعظامه العشق يتعجب كيف يكون موت من غيره.


________________________________________
الفتح على أبي الفتح : قال ابن فورجه: كثر كلام الناس في هذا البيت، وادعى عليه قلب الكلام، واحتجوا باحتجاجات، وزعموا إنه أراد أن يقول: كيف لا يموت من لا يعشق. وليس الأمر عندي على ما زعموا. ولو أراد ذلك، أو قاله لكان معنى رذلا، ومتداولاً خلقاً. والذي أراده أبو الطيب معنى حسن صحيح اللفظ والمغزى أحسن كثيراً مما ذهبوا اليه، يقول: عجبت كيف يكون الموت من غير داء العشق، الذي هو أعظم الأدواء والخطب الذي هو اشد الخطوب، كأنه لاستعظامه العشق يتعجب كيف يكون موت من غيره. ولا حاجة إلى عذر أو تمحل.


________________________________________
شرح العكبري : قال العكبري: المعنى: قال الواحدي: ذهب قوم في هذا البيت إلى أنه من المقلوب، على تقدير: كيف لا يموت من يعشق. يريد: أن العشق يوجب الموت لشدته، وأنه يتعجب ممن يعشق كيف لا يموت، وإنما يحمل على القلب ما لا يظهر المعنى دونه، وهذا ظاهر المعنى من غير قلب، وهو أنه يعظم أمر العشق، ويجعله غاية في الشدة. يقول: كيف يكون موت من غير عشق، أي من لا يعشق يجب أن لا يموت، لأنه لا يقاسي ما يوجب الموت، وإنما يوجبه العشق.
وقال بعض من فسر هذا البيت: لما كان المتقرر في النفوس، أن الموت في أعلى مراتب الشدة، قال: لما ذقت العشق وعرفت شدته، عجبت كيف يكون هذا الأمر المتفق على شدته غير العشق.


________________________________________
شرح البرقوقي : قال البرقوقي: يريد أن يعظم أمر العشق ويجعله غاية في الشدة. يقول: كيف يكون موت من غير عشق؟ أي من لم يعشق يجب أن لا يموت لأنه لم يقاس ما يوجب الموت، وإنما الذي يوجبه هو العشق. وقال بعض الشراح: لما كان المتقرر في النفوس أن الموت في أعلى مراتب الشدة قال: لما ذقت العشق وعرفت شدته عجبت كيف يكون هذا الأمر المتفق على شدته غير العشق!.


شروح البيت : وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني -- عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا



________________________________________
شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: قبلت عذر العشاق، وتحققت أني مذنب من حيث عتبتهم لذلك وإني بما بغيت عليهم باللوم ابتليت بمثل ما آبتلوا، ودفعت من الحب إلى مثل ما دفعوا إليه منه؛ لأن البغي صراع.


________________________________________
شرح الواحدي : قال الواحدي: يقول لمّا ذقت مرارة العشق وما فيه من ضروب البلاء عذرت العشّاق في وقوعهم في العشق وفي جزعهم وعرفت إنّي أذنبت بتعييرهم بالعشق فابتليت بما ابتلوا به ولقيت في العشق من الشدائد ما لقوا.


________________________________________
شرح العكبري : قال العكبري: المعنى: يقول: عذرت العشاق ولمتهم قبل وقوعي فيه، وابتلائي به، فلما ابتليت بالعشق، ولقيت فيه من الشدة والأهوال ما لقي العشاق، حينئذ رجعت إلى نفسي، وعرفت أني مذنب مخطيء في لومهم، فعذرتهم لمّا ذقت مرارته وشدته، وما فيه من أصناف البلاء، وهو مأخوذ من قول علي بن الجهم.


شرح اليازجي : قال اليازجي: ويروى فيه بدل منه.


شروح البيت : أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ -- أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ


________________________________________
شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: يا بني آدم -الذي هو أبونا- نحن في الدنيا أهل منازل يقضى علينا بفراق لا محالة، ولا يدوم لنا وصل ونموت، وإن كان اليوم يقع في الدنيا بين أهلها. يريد بذلك تسليه واصطبارا على الفراق.


________________________________________
شرح الواحدي : قال الواحدي: ويروى فيها يريد يا أخوتنا ويجوز أن يكون هذا نداءً لجميع الناس لأن الناس كلّهم بنو آدم ويجوز أن يريد قوماً مخصوصاً إمّا العرب وإمّا رهطه وقبيلته. يقول نحن نازلون في منازل يتفرّق عنها أهلُها بالموت وإنما ذكر غراب البين لأن العرب تتشاءم بصياح الغراب يقولون إذا صاح الغراب في دارٍ تفرّق أهلها وهو كثيرٌ في أشعارهم. وقال ابن جنّي يريد بغراب البين داعيَ الموت وهذا خلف فاسد ليس على مذهب العرب وداعي الموت لا يسمع له صياح والأمر في غراب البين أشهر من أن يفسر بما فسره به وقد انتقل أبو الطيب من النسيب إلى الوعظ وذكر الموت ومثل هذا يستحسن في المراثي لا في المدائح.


شرح البرقوقي : قال البرقوقي: نعق الغراب: ونغق: صاح. انتقل أبو الطيب من النسيب إلى الوعظ وذكر الموت، ومثل هذا- كما قال الواحدي- يستحسن في المراثي لا في المدح. وقوله: ابني أبينا: أي يا إخواننا. يجوز أن يكون نداء لجميع الناس- لأن الناس كلهم بنو آدم- ويجوز أن يريد قوماً مخصوصين: إما العرب، وإما رهطه وقبيلته. يقول: نحن نازلون في منازل يتفرق عنها أهلها بالموت. وإنما ذكر غراب البين لأن العرب تتشاءم بصياح الغراب، يقولون: إذا صاح الغراب في دار تفرق أهلها، وهو كثير في أشعارهم.



شروح البيت : نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ -- جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا


________________________________________
شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: نبكي على هذه الحياة لعلمنا بفنائها، وأنها ما جمعت جمعا إلا بددته، والبكاء على ما يكون حاله هكذا من المحال.


شرح أبي العلاء : قال المعري: يقول نبكي على هذه الدنيا وحياتها؛ لعلمنا بفنائها، وما من جمع إلا بددته الدنيا وفرقته؛ فالبكاء على هذا محال.

شرح اليازجي : قال اليازجي: الضمير في بقين للكنوز وفي بقوا للأكاسرة.


شروح البيت : أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى -- كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا


________________________________________
شرح ابن القطاع الصقلي : الأكاسرة: جمع كسرى ، وهو ملك العجم، وكان كل ملك منهم يسمى (خسرو) فعرب (كسرى) بفتح الكاف وكسرها. والجبائرة: جمع جبار؛ وهو العالي، من قولهم: نخلة جبارة؛ إذا كانت رفيعة الفروع. يقول: أين ملوك العجم وعظماء الدنيا كفرعون وقارون، وأهل التمرد من العظماء الذين كنزوا الكنوز، وستروا الأموال بخبايا الأرض? فما بقيت كنوزهم ولا بقوا. تأكيد على فناء أهل الدنيا بالموت.


شروح البيت : مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ -- حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ

شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: من كل ملك كانت الأرض الفسيحة تضيق عن جيشه من كثرته حتى مات ولزم القبر، وضمه في قبره لحد ضيق بعد اتساع الأرض على كثرة خوله وخيوله وحشمه.


شرح اليازجي : قال اليازجي: من تفسيرية والجار والمجرور في موضع الحال من الأكاسرة. ومن المضافة إليها كل نكرة موصوفة والجملة بعدها صفتها. والفضاء الأرض الواسعة. وثوى بمعنى أقام أي ثوى في قبره. ويروى توي بالتاء المثناة وكسر الواو أي هلك. واللحد الشق في جانب القبر.


شروح البيت : خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا -- أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ


شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: هؤلاء الأكاسرة والجبابرة خرسوا عن الجواب عند ندائهم لأنهم موتى، فكأنهم لم يعلموا أن الكلام -لو قدروا عليه- مباح عليهم، مطلق لهم؛ أي أن المانع إياهم من التكلم هو التكلم هو الموت الذي لا بد لأحد منه.

شرح اليازجي : قال اليازجي: أي كأنهم يظنون أن الكلام محرم عليهم. قال الواحدي: لو وصفهم بالعجز عن الكلام لكان أولى وأحسن مما قال لأن الميت لا يوصف بما ذكره.


شروح البيت : وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ -- وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ

شرح ابن القطاع الصقلي : المستغر: بفتح الغين وكسرها، وبالراء والزاي . فبالفتح: المخدوع؛ من قولك: استغر فلانا؛ إذا خدع [ـه] وبالكسر: طالب الغرور. وبالزاي: طالب العز بشيء لا يبقى. يقول: لا بد من الموت أن يأتي والنفوس جليلة خليقة بأن يضن بها لنفاستها؛ لأن المخدوع بما عنده مما لا بقاء له هو الأحمق الجاهل. والرواية بالزاي: طالب العز.


شرح البرقوقي : قال البرقوقي: النفيس: الشيء الذي ينفس به؛ أي يضن به: والمستغر: المغرور. يقول: الموت يأتي على الناس فيودي بهم وإن كانت نفوسهم عزيزة؛ والكيس لا يغتر بما جمعه من الدنيا لعلمه أنه لا يبقى ولا يدفع عنه شيئاً، ومن لم يعلم هذا فهو أحمق. وروي المستعز: أي الذي يطلب العز بماله هو أحمق،
شروح البيت : وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ -- وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ


شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: إن المرء طويل الأمل والرجاء لإغرائه بطول الحياة؛ لأنها شهية، والشيب أحسن وقارا، والشباب أوقر خفة ونزقا. أي أن الأشيب -لكثرة تجاربه وتمرسه بآفات الزمان- الأموال وحسن الحال؛ لغرارته وقلة تجاربه. وقيل: معناه إن في الشيب وقارا، وفي الشباب خفة وطيشا، ولكل واحدة من الحالتين وقت معلوم [والأجدر] بالأشيب أن يكون وقورا، وبالشاب أن ينزق ويخف.


شروح البيت : وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي -- مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ


شرح ابن القطاع الصقلي : قال الواحدي: أي لكثرة دموعي كاد يشرق بها جفني أي يضيق عنها يقال شرق بالماء كما يقال غص بالطعام وإذا شرق جفنه فقد شرق هو ولذلك قال أشرق ويجوز أن يغلبه البكاء فلا يبلعه ريقه ويكون التقدير بسبب ماء جفني أشرق بريقي.


شروح البيت : حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ -- حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ


شرح ابن القطاع الصقلي : يقول: بكيت على الشباب قبل زياله حذرا عليه؛ حتى كدت أشرق بالدمع؛ أي ضاق جفني عنه من شدة البكاء.


شرح البرقوقي : قال البرقوقي: حذراً: مفعول لأجله؛ والعامل فيه: بكيت، واللام من قوله لكدت: للتوكيد؛ والتقدير: لقد كدت فحذف "قد" ويقال شرق بالماء. كما يقال غص بالطعام. يقول: لكثرة دموعي كاد يشرق بها جفني: أي يضيق عنها، وإذا شرق جفنه فقد شرق هو، ويجوز أن يغلبه البكاء فلا يبلع ريقه ويكون التقدير: بسبب ماء جفني أشرق بريقي، وفي هذين البيتين نظر إلى قول الآخر-




Post a Comment

Previous Post Next Post