بحث حول عالم الاختراع والابتكار
الفرق بين الابداع والابتكار والاختراع
تعريف الابتكار
الفرق بين الاختراع والاكتشاف
موضوع حول عالم الابتكار
عالم ابتكار وابداع
بحث عن الابداع والابتكار
بحث عن الاختراعات الحديثة واهميتها
موضوع تعبير عن الابداع والابتكار

المعرفة و الإبداع التكنولوجي :
عرف المفهوم الاقتصادي للتغيّر التقني  وللابتكار عدداً من التغيّرات خلال السنوات الماضية. فالتغيّر التقني لم يعد ُيعتبر على أنه تحسين مفاجئ للمعرفة لزيادة الإنتاجية.
لقد تغير الابتكار من أنه عمل مخترعين منعزلين لا يمكن نسب سلوكهم إلى تفسيرات ذات طبيعة اقتصادية. فالابتكارات أصبحت تقام بصورة كبيرة في الشركات الخاصة وذلك لأسباب اقتصاديةً أساسياً. فالأبحاث أصبح تنجز داخل المختبرات الداخلية للشركات بالتنسيق مع أقسام أخرى فيها. وقد تمّ التخلّي عن المفهوم الأفقي للابتكار لإبراز التفاعلات بين المراحل العمودية والأفقية لعملية الابتكار، والتحفيزات المرتبطة بالسوق وبالإمكانيات التي يوفّرها التقدم العلمي. في العديد من الأعمال ما زال التسلسل الشومبتري (الاكتشاف، الابتكار، النشر) يترك أثره في معظم التمثيليات الرسمية الواضحة لعملية الابتكار. فالنموذج المعروف بالأفقي ليس سوى تبسيط لعملية أكثر تعقيداً وهي التغيّر التقني.
تدريجياً، حل مكان النموذج الأفقي نموذج ُعرف بالاّ أفقي أو بالتفاعلي، وهو ُيبرز تأثيرات المفاعيل الرجعية والتفاعلات بين مراحل الابتكار المختلفة. في صميم هذه الرؤيا الجديدة، التي تظهر خطوطها العريضة في الرسم التالي ، نجد الدور الرئيسي المُعطى إلى المفهوم الناتج عن إدراك الشركات لفرص ٍاقتصادية مرتبطة بإمكانيات تقنية. وبالتالي يمكن فهم هذا المفهوم على أنه العملية التي تسمح بإقامة توافق بين الضروريات التقنية وإرادة تصنيع منتج جديد. هذه العملية هي بطبيعتها تفاعلية، لا أفقية وديناميكية. في هذا الوقت، من الممكن أن يكون هذا التقارب  قد تضمّن تحديدات جديدة، أو تقديرات جديدة للسوق أو إطلاق أبحاث جديدة. وهكذا في ما كان النموذج الأفقي يجعل من الأبحاث التطبيقية التتمة المنطقية للأبحاث الأساسية، فإنّ النموذج التفاعلي يسمح بالتفكير في إطلاق أبحاث أساسية جديدة رداً على مشاكل أثارتها الأبحاث التطبيقية أو حتى على اقتراحات متأتية عن مستخدمي التقنيات.

       

        مع إعادة النظر في النموذج الأفقي يجب اعتبار ناحيتين أساسيتين : التنظيم الداخلي للشركة وعلاقات الشركة بمحيطها الأفقي للابتكار يتوافق مع هيكلية تراتبية وتقسيمية للشركة وهو مفهوم مسيطر في إطار تنمية الشركة "الفورد". كما أنّ تنظيم صناعة معتبرة كشركة ُتصدر الأوامر ويتوافق متعهّدوها من الباطن مع الهيكلية الهرمية التي تميّز النموذج الأفقي. وبالعكس في النموذج الاأفقي الذي يميّز اقتصادياتنا المعاصرة، يتطلّب الابتكار تواصلاً مكثفاً بين العناصر المختلفة أي الشركات والمختبرات والمؤسسات الجامعية والمستهلكين بالإضافة إلى التواصل المتبادل والمتواصل بين أوجه العلم والتقنيات وتطوير المنتجات والصناعة والتسويق. نسيج العلاقات هذا يساعد الشركات على إدماج التكاليف والمخاطر المرتبطة بالابتكار في عدد أكبر من المنظمات بهدف الحصول على أحدث نتائج الأبحاث واكتساب مكوّنات تكنولوجية ضرورية لمنتج أو خدمة جديدين ، ومشاركة وسائل التصنيع  والتسويق والتوزيع. فيما ُتطوّر الشركات منتجات أو خدمات جديدة، إنها تحدّد النشاطات التي ستتولاّها بنفسها بالتعاون مع شركات أخرى ومع جامعات أو مؤسسات أبحاث أو بمساعدة من الحكومة. وبالتالي ينتج الابتكارمن خلال تفاعلات متعدّدة بين مجموعة عناصر اقتصادية ومؤسسات تشكّل معاً ما نسميّه بنظام ابتكار وطني وتؤثر التفاعلات داخل هذه الأنظمة في أداء الشركات والاقتصاديات في ما خصّ الابتكار فيما تضمن انتشار المعرفة داخل النظام. وإنّ وجود هذه الأنظمة بحد ذاته يحدّد ترحّل الشركات جرّاء خاصّية المعارف المتواجدة على مستواها.








معايير قياس الإبداع التكنولوجي:
هناك جملة من المحددات التي من خلالها نستطيع معرفة حجم الإبداع التكنولوجي ويمكن حصرها فيما يلي
1. نفقات البحث والتطوير : ويعتبر أهم محدد و تستعمل بشكل واسع قيمة البحث والتطوير كمقياس للاستثمارات في الإبداع،.
ويشير Gun et Whewell سنة 1999 إلى أن القطاع الصناعي بكندا لم يخصص سوى 0.99% من الناتج القومي الصافي للبحث والتطوير، بينما تخصص الولايات المتحدة الأمريكية 1.96% واليابان 2.01%، والانتقاد الوحيد لمنهجية هذا المقياس كونه قياس خارجي للإبداع، وليس تعداد أو قيمة للإبداعات الحقيقية الناتجة.
ويلاحظ أن معظم البحوث والتطوير تقوم بها المؤسسات، خاصة المؤسسات الكبيرة (تعداد مستخدميها أكثر من 1000 عامل) والتي تستحوذ على 80% من البحوث، وعند مقارنة إنفاق المؤسسات على البحث والتطوير نجد مفاجئات كبيرة، فشركة جنرال موتورز وفورد تنفقا معاً أكثر مما تنفق فرنسا، ومن بين المؤسسات العشر الأولى في العالم التي تنفق على البحث والتطوير نجد أربع شركات أمريكية وثلاثة يابانية وشركتين ألمانيتين ، أما القطاعات الأكثر استثمار في البحث والتطوير فهي قطاع الطيران، الفضاء، الكمبيوتر، الصيدلة، الاتصالات والسيارات.
2. عدد براءات الاختراع :
 تعتبر قاعدة المعلومات المتعلقة بعدد طلبات براءات الاختراع وعددها الممنوح مصدر مهم جدا للمعلومات عن الإبداع التكنولوجي، ويمكن أن يمثل عدد براءات الاختراع مؤشر جيد له باعتباره منتج البحث والتطوير، لذلك سوف نتعرض لدراسة براءات الاختراع بالتفصيل في الفصل الثالث.
يمكن لمعلومات براءات الاختراع أن تعطي معلومات مضللة في الجانب الاقتصادي، فأولا الإبداع التكنولوجي يخص تطبيق الأفكار والتكنولوجيات الجديدة بهدف تحسين الحياة البشرية وليس فقط إنتاج الأفكار، فعدد كبير من براءات الاختراع لا تعني بالضرورة مستوى عال من الإبداع التكنولوجي، وثانيا المؤسسات التي تمتلك تكنولوجية جديدة، وتخشى من منافسيها تقوم بتطبيق ما يسمى بتشويش براءات الاختراع.
3. تعداد الإبداعات التكنولوجية :
تعداد الإبداعات التكنولوجية عبارة عن قائمة الإبداعات المتأتية من مختلف المؤسسات وتكون مستخلصة من تحقيق شامل، ويجب أن يمثل أحسن مصادر المعلومات لأنها تقيس بوضوح الإنتاج ويستطيع القائمون على التحقيق وضع قواعد إعداد مجمل المعطيات ويستهدفون المؤسسات، الصناعات أو الدول.
وفي الواقع يوجه انتقاد لهذا التعداد لعشوائية الطابع الذي يتميز به، فيجب على القائمون بالتحقيق أن يحددوا ماذا يمثل إبداع تكنولوجي وما لا يمثل، وعادة ما يفصلون بين الإبداعات التكنولوجية المهمة وغير المهمة، ونشير في الأخير أن تعداد الإبداعات التكنولوجية معلومة غير متوفرة في معظم الدول.
متطلبات النهوض بالإبداع والابتكار:
تهدف سياسات وإستراتيجيات الابتكار ونشر التكنولوجيا إلى خلق الظروف الملائمة التي تسمح للأفكار والمنتجات والأنماط الجديدة بالتحول إلى مزايا اقتصادية واجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك ومن أجل بلوغ هذا الهدف، يتعين توفير قاعدة صلبة من المعارف وطاقات إبتكارية هائلة مع وضع الظروف المناسبة لنشر التكنولوجيا في الاقتصاد بأكمله.
 متطلبات الضرورية للمحيط الجديد لسياسات الابتكار ونشر التكنولوجيا :
- جعـل سياسـات الابتكار ونشـر التكنولـوجـيا جزءا لا يتجزأ من الإستراتيجية
   العامة، الأمر الذي يتطلب :
 التنسيق الجاد للإصلاح الهيكلي لأسواق المنتجات والعمل ورؤوس الأموال وكذا لأنشطة التربية والتكوين.
 التفتح على التيارات العالمية للابتكار والأشخاص والأفكار.
- تعزيز سياسات الابتكار عن طريق :
 تحسين التقنيات والآليات التنظيمية الخاصة بالتقييم.
 إدخال آليات جديدة لدعم الابتكار ونشر التكنولوجيا عن طريق تشجيع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.
إزالة العقبات أمام التعاون الـتكنولوجي الدولي، مع إضفاء الشفافية على القوانين المسيرة والمنظمة لمساهمة الأجانب في البرامج الوطنية للبحث وكذا خلق صيغة قانونية مؤكدة لحقوق الملكية الفكرية.
كما إنجرت عن عولمة النشاط الاقتصادي وتسارعها في الآونة الأخيرة في الدول المصنعة عوامل كثيرة منها : إيداع براءات الاختراع في خارج أوطانها من طرف مؤسساتها، ازدياد أهمية استثمارات البحث المباشرة،  تفاقم المخالفات الإستراتيجية الدولية في ميدان العلم والتكنولوجيا.
تحت ضغوط العولمة، بادرت كل الدول المتقدمة إلى وضع سياسات تهدف إلى تعزيز وتحسين طاقاتها الإبتكارية المحلية، حيث راحت توفر كل الظروف المناسبة للابتكار الصناعي عن طريق ترقية اليد العاملة ذات التأهيل العالي وتعزيز ديناميكية القاعدة البحثية.
في هذا الشأن، اتخذت الكثير من الإجراءات القاضية بسد كل الثغرات التي من شأنها منع السير المنسجم للمكونات المختلفة للنظام الوطني للابتكار والهيئات اللازمة للابتكار الصناعي.
ومن هنا سهرت هذه الدول على تسهيل حركة المعارف داخل نظام الابتكار بأكمله، مع وضع التكنولوجيات والمعلومات تحت تصرف الشركات والهيئات وتسهيل التعاون بين كل الأطراف المعنية بالابتكار.
وموازاة مع ذلك، تقوم تلك الدول بإنجاز ثلاثة أهداف كبرى، هي على التوالي:
- منع هجرة البحث والتطوير الوطني.
- تشجـيـع فـروع الشـركـات المتعـددة الجنسيـات عـلى الاستثمار فـي البحـث
   والتطوير داخل الاقتصاد الوطني.
- تعزيز الروابط بين النظام الوطني للابتكار والنظام الدولي للابتكار والاستفادة
   من غنائم البحث والتطوير المنجز في الخارج.


بعض التجارب العالمية في مجال الإبداع
المطلب الأول :الابتكار في التجربة الأمريكية :
إن الأمريكيين هم أكثر الناس إلى الميل إلى الابتكار الجذري الكبير والى الابتكار الفائق في مشروعات العلم الكبير، والإبداعات الجديدة خلال القرن العشرين كانت جلها أمريكية، ولعل أن هجرة الأوائل إلى أمريكا قادمين من قيود أوربا ساهم في هذه العملية، كما أن اليوم، ألا تتميز فقط بأنها تملك اكبر ناتج قومي إجمالي في العالم يزيد عن 2 تريليون(1) وإنما هي تتميز أيضا بأضخم ميزانية للبحث والتطور حيث يصل نسبة ما يخصص 2.8% من الناتج القومي.
- لقد كان الميل الأمريكي ولا يزال أثاره حتى الآن هو نحو الابتكار الجذري الذي يأتي بالتكنولوجيا الجديدة في دورة ابتكارية أولى تمتد إلى أكثر من 10-15 سنة ، ليأتي بعدها الانقطاع عن التكنولوجيا السابقة بالتكنولوجيا الجديدة في دورة تكنولوجية ثانية.
و مما يفسر هذا التوجه نحو الابتكار الجذري هو أن المدخل الأمريكي كان منذ البداية مدخل تقني المركز،ولعل أن هامة الأجور للعاملين أدى إلى ضرورة الاندفاع وراء التكنولوجيا من اجل إحلال الآلة مكان العامل.
كما ينصف الابتكار الجذري انه ذو طبيعة فنية، فهو يمثل انقطاعا حاسما عن الحالة القائمة (الاستثمارات) وعلاقات تنظيمية (تغيير في المستويات والوظائف)، وهذا مالا يمكن الأخذ به بسهولة عادة إلا في ظل مدخل الأعمال الأمريكي تقني المركز(2).
كما أن وليم أوتشي (  W.Gouchi ) مبتكر نظرية الميل الأمريكي ، رأى الأخذ بالابتكار الجذري لسهولته رغم كل ما يعنيه من مغامرة جراء الاهتمام الأمريكي بالوسائل أي الجوانب المادية أو الكفاءات دون التأثيرات الأخرى الإنسانية و الاجتماعية.
إن اشتداد المنافسة والتنوع الكبير والمتسارع في الأسواق يجعل مثل هذا النوع من الابتكار مخاطرة كبيرة ليس فقط في الفشل وإنما أيضا قضية نجاحه خاصة في ظل عملية التقليد من المنافسين سواء تقليد استنساخي (الأسهل)، أو التقليد الابتكاري من خلال إدخال التحسينات المستمرة ويمكن تحديد الاتجاهات العامة التي تواجه الشركات الأمريكية التي تميل إلى الابتكارات الجذرية فيما يلي :
- الاتجاه نحو الابتكار الجذري والمواصلة: أي لكي يكون لهذا الابتكار ميزة تنافسية فعالة في الشركة فانه يجب عليها مواصلة الابتكار، وهذا ما لا يمكن ضمانه.
- الاتجاه نحو الابتكار- التحسين: لعل التحدي الثاني للشركات الأمريكية هو المنافسة الواسعة والسريعة جدا.
حيث أن ابتكار التحسين الذي لا يتطلب قواعد بحوث أساسية مقدمة ، فإنه يجعل جميع الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة قادرة على ممارسته بهذه الطريقة أو تلك .وهذا ما يولد منافسة كبيرة ومن منافسين يتسمون بتنوع الفلسفات والمفاهيم والأساليب.







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)  سليم بطرس جلدة زيد منير عبوي ، مرجع سابق ص158
(2) المرجع نفسه ص158


- الاتجاه نحو الحالة القائمة : مما لا شك أن هذا الاتجاه يجعلها بالرغم من ميلها ألابتكاري ، تميل إلى الحالة القائمة والعمل على أساس الترشيد لتحقيق الكفاءة ،وبان الشركات الأمريكية التي تتبنى هذا الاتجاه تعتقد بان استغلال ماهو موجود فعلا هو أفضل من البحث عما هو جديد غير موجود.
إن التجربة الأمريكية التي قدمت نموذجا للابتكارات الجذرية حققت مدها الأقصى ، فيما حققت من تطوير للقاعدة التكنولوجية والإنتاجية ،وقد كان هذا النمط ناجحا في خلق الميزة التنافسية للشركات وذلك لضعف المنافسة من الشركات الأخرى المناظرة في القدرة المالية والتكنولوجية، إلا أن هذا النوع وفي ظل المنافسة الواسعة وتغيير المنتجات والأسواق والاستجابة لحاجات الزبائن ،لم يعد له قيمة أمام الابتكارات - التحسين والتي يأتي بالجديد في حركات صغيرة ولكنها مستمرة، كما أنها في الكثير من الحالات مكنت الشركة .
-التابع من أن تحتل مركز الشركة القائد التي تمثل المبتكر الأصلي وهذا ما سمي بالتابع الإبتكاري.      

المطلب الثاني: الابتكار في التجربة اليابانية :
إن اليابان تعتبر حقيقة معجزة كونها أكثر الدول إثارة للإعجاب، إذ أنها من دولة مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية إلى أن تصبح في نهاية السبعينات قوة اقتصادية عظيمة، رغم أن العلاقات الخارجية لليابان بعد ح.ع  II كانت سلبية خاصة في ظل الديون الكبيرة تجاه و.م .أ ورداءة جودة منجاتها .
إن التجربة اليابانية خلال الفترة الماضية تعتبر تجربة غنية بالدروس كما أنها غنية بالمفاهيم والأساليب الجديدة لتشكل الشركات اليابانية نموذجا للتطور.
إن الابتكار في التجربة اليابانية جدير بالاهتمام والدراسة والاستفادة منه، فالنموذج ألابتكاري الياباني قائم على التحسين المستمر بشكل أساسي لمواجهة النموذج الأمريكي القائم على الابتكار الجذري ،وإن الميل الابتكار التحسين في اليابان يمكن تفسيره فيما يلي:
* صغر الحجم وقلة الموارد والبنية الجيولوجية للبلد كل هذا جعل اليابانيون يطورون رؤية جديدة للهدر تقوم على مفهوم الموارد الدنيا المطلقة أو المفهوم المثالي بكل ما يعنيه من إزالة كل أشكال الهدر وإدخال التحسينات من اجل التفوق في السوق على المنافسين .
* الدلع الياباني المتفرد بالصغر والنمنمة : فالأساطير اليابانية تروي كثيرا من عمالقة صغار يحولون الإبر إلى سيوف و الأوعية إلى زوارق، وفي المراحل المبكرة للعصر الالكتروني النمنمة قامت شركة سوني SONY   بدور طلائعي في تصغير حجم المسجلات والراديو هات وأجهزة الفيديو ، ومثل هذا الصغر لابد وان يعني قبول فكرة الابتكار المصغر.
* اليابان رغم ميلها الكبير إلى التكنولوجيا الأحدث فإنها ذات مدخل إنساني مركز في مقابل المدخل الأمريكي فهو مدخل تقني مركز ويقول كار ل أيبل (K.H.Ebel ) فان المدخل الياباني بدلا من التقدم في المجال التكنولوجي بخطوات عملاقة فانه يفضل القيام بتحسينات تدريجية .
* إن روح التعاون والاحترام المتبادل داخل الشركة اليابانية يعمل لصلح التناغم و الانسجام "ثقافة الشركة اليابانية ".
* النموذج الياباني في التطور كان دائما يبدأ بالتعلم والتعلم الابتكاري في المرحلة الأولى ليساهم في مرحلة ثانية في عملية التطوير الخاصة بهم فيما يدخلون في تحسينات مستمرة تضمن لهم الميزة حيال الآخرين الذين أخذوا منه، وهذا يعني أن اليابانيين لم يقدموا أنفسهم كمبتكرين جذريين وكقائمين بالحركة الأولى وإنما كمقلدين ابتكارين أو محسنين قادرين على أن يحققوا من خلال تحسينا تهم ليس فقط الميزة في التعلم وإنما أيضا التفوق حتى على المبتكرين الأصليين .





إن الطريقة اليابانية على مستوى الابتكار قامت إدخال نمط جديد يتمثل في التحسين المستمر في مقابل مدخل الابتكار الجذري الذي ساد في التجربة الأمريكية في مجال الابتكار فالابتكار –التحسين هو أي تعديل مهما كان صغيرا أو كبيرا يمكن أن يضيق قيمة للعملية أو المنتج ويساعد ويساهم في تحقيق ميزة في السوق(1).
أما أهم وابرز خصائص التجربة اليابانية في مجال الابتكار تتمثل في :
* هذا النمط يمثل عملية مستمرة وهذه السمة هي التي يعطي للشركات حيوية مستمرة وبالتالي يبقى العاملين على الخط الساخن للابتكار .
* إن ابتكار-التحسين مسؤولية الجميع إذ أن الجميع يشارك فيه في المستويات الفنية والتنظيمية .
* كذلك هذا النوع من الابتكار يمثل  عملية مركبة من مرحلتي التعلم والإضافة الجديدة إذ أن الشركات اليابانية اعتمدت على الشركات الغربية في إدخال التكنولوجيا والأساليب الحديثة في المرحلة الأولى وسرعان ما قفزت إلى مرحلة الإضافة وذلك بتطوير نموذج خاص في التحسين .
* إن ابتكار التحسين هو نتاج مدخل إنساني المركز في اليابان فالتكنولوجيا الأحدث هي نتاج الابتكار الجذري ، وعادة ما تكون مرافقة مع عملية الإحلال ، وهذا الإحلال للآلة مكان الإنسان يحمل عوامل ضعف، فالإنسان هو المصدر الأساسي والحيوي في تطوير وتحسين شيء لاحق، فاليابانيون يعدون أكثر المنتجين و المستهلكين لتكنولوجيا الإنسان الآلي ، إذ أن نحو 35 % من الشركات اليابانية أسلوب الاستخدام مدى الحياة.
* الثقافة اليابانية متعددة المركز فهي تتسم بالجماعية وعليه فان ابتكار التحسين يتسم بالاعتماد على فرق التطوير التي تتكامل في اختصاصها ووظائفها وتعمل سوية من اجل تقليص دورة تطوير المنتج الجديد.
*تطوير المعارف الضمنية في الشركات : حيث أن الشركات الخلاقة للمعرفة هي تلك الشركات التي أعمالها الرئيسية هي الابتكار المستمر .
* إن اليابانيين اعدوا اكتشاف إذ أن تفكيرهم يستند إلى العقلية الموجهة للجماعة ، ولذلك فان الشركات اليابانية كانت الأكثر قدرة على اكتشاف العلاقات الايجابية مع الأطراف الأخرى مثل الزبائن والموردين ... وهذا عكس الشركات الأمريكية.
* اعتماد الشركات اليابانية نموذج الشراكة مع الموردين بدلا من نموذج اليد الطويلة ، وهذا ما أمكن تحقيقه من خلال تطوير علاقات طويلة الأجل مع عدد قليل من الموردين ذوي الالتزام والولاء وتقاسم معهم الخبرة والمعلومات وتقديم الاستشارة لهم ، وهذا كله في إطار الثقة من اجل إنجاح الطرفين : الشركة ومورديها .












ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : سليم بطرس جلده ، مرجع سابق ص  166       

الأهمية الكبرى لكل من الإبداع و الابتكار أين أصبحت الشركات الكبرى وفي ظل الاقتصاد المعرفي لتسعى إلى تحقيق اكبر قدر ممكن من براءات الاختراع والاكتشاف، مما وحركة كبيرة في الشركات بتشجيع الأبحاث والابتكارات بغية التطور وتحقيق الميزة التنافسية.
      * كما أن أهم الاستنتاجات المستنبطة من هذا البحث مايلي :
* الأهمية البالغة لكل من الإبداع والابتكار في الشركات الحديثة ودوره في تحسين الأداء والميزة التنافسية.
     * حتى تستطيع الشركات والمؤسسات الاندماج في الاقتصاد المعرفي، لابد عليها من تطوير الأبحاث وتحفيز الإبداعات والابتكارات.
     * التأكيد على أهمية المعرفة في تحسين وتطوير الإبداع التكنولوجي.
     * الحث على ضرورة تطوير وزيادة نفقات البحث والتطوير للوصول للإبداع التكنولوجي .
     * اعتبار قاعدة المعلومات المتعلقة بعدد طلبات براءات الاختراع وعددها الممنوح مصدر مهم جدا للمعلومات عن الإبداع التكنولوجي، ويمكن أن يمثل عدد براءات الاختراع مؤشر جيد له، باعتباره منتج البحث والتطوير.
     * إن النهوض بكل من الإبداع والابتكار يتطلب جملة من المتطلبات التي يجب على المؤسسة والشركة أن تجعل سياسات الابتكار ونشر التكنولوجية جزء لا يتجزأ من الإستراتيجية العامة.
     * إن المؤسسة تعزز سياسات الابتكار عن طريق إدخال آليات جديدة لدعم ونشر التكنولوجية، كذا تسعى الدول إلى منع هجرة الأدمغة وتشجيع فروع الشركات المتعددة الجنسيات على الاستثمار في البحث والتطوير داخل الق الوطني ونقل الخبرة للشركات الوطنية المحلية، وكذلك تعزيز الروابط بين النظام الوطني للابتكار والنظام الدولي للابتكار والاستفادة من كل بحوث التطوير المنجزة في الخارج.
     * ضرورة تطوير المعارف الضمنية في الشركات، إذ أن الشركات المنتجة للمعرفة هي تلك الشركات التي أعمالها الرئيسية هي الابتكار المستمرة.
          وتبقى التجارب العالمية للإبداع والابتكار كل دراسة لاستنباط المناهج والطرق المنتهجة في ذلك.
    

1 Comments

  1. السلام وعليكم أخى الكريم ممكن استفسار حول جوماطه السنفره وجوماطه التلميع وألف شكر

    ReplyDelete

Post a Comment

Previous Post Next Post